الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإمارات للفضاء»: قدراتنا عالية في مجال رصد الحطام والقطع الفضائية

2 ابريل 2018 22:55
ناصر الجابري (أبوظبي) أعلنت وكالة الإمارات للفضاء سقوط المختبر الصيني «تيانجونج1» جنوب المحيط الهادي عند الساعة 04:16 من فجر الأمس بتوقيت دولة الإمارات، مشيرة إلى عدم عبور المختبر لأجواء الدولة، وبالتالي لم يكن من الممكن مشاهدته بالعين المجردة. وأوضحت الوكالة، أنه تم إطلاق المختبر الصيني في 29 سبتمبر من عام 2011، ويبلغ وزنه 8.5 طن، ويصل طوله إلى 10.5 متر، بهدف أن يكون تجربة لمحطة فضائية أكبر سيتم إطلاقها عام 2023. وأشاد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء بالقدرات العالية التي تتمتع بها دولة الإمارات في مجال رصد الحطام والقطع الفضائية، والتي برزت بشكل واضح خلال عملية مراقبة سقوط المحطة الصينية إلى الأرض، مشيراً إلى أن مختلف الجهات الوطنية المعنية أظهرت حرفية عالية في تنفيذ آليات المراقبة، وفي التواصل مع باقي الأطراف وتداول التقارير والتحليلات. وأكد ناصر أحمد الراشدي، مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: إن تجربة دولة الإمارات الناجحة في التعامل مع سقوط المختبر الصيني «تيانجونج 1» تعكس الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة وحرصها ودعمها المستمر لمواجهة مختلف أنواع المخاطر التي قد تتعرض لها دولة الإمارات وشعبها، والذي كان داعماً، وحافزاً رئيسياً لاتخاذ إجراءات مدروسة واستباقية لمثل هذا النوع من المخاطر الفضائية. وأشار إلى أن هذه الجهود تبلورت عبر تشكيل فريق عمل الآلية المشتركة للاستجابة لسقوط الأجسام الفضائية، والذي يضم عدداً من الجهات الحكومية والمراكز الفضائية، بهدف توحيد الجهود وتنسيقها وتحديد أهم المخاطر، ونسب حدوثها وتطبيق الإجراءات اللازمة لذلك، وتحديد الأدوار والمسؤوليات. وأشاد الراشدي بالتعاون المثمر، والتنسيق الفاعل بين الوكالة، وأعضاء الفريق، وهم كل: من القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والمجلس الوطني للإعلام، والهيئة العامة للطيران المدني، ومركز محمد بن راشد للفضاء، ومركز الفلك الدولي. وأضاف: استطعنا خلال الاجتماعات الخمسة الماضية أن نطور آليات الاستجابة لسقوط الأجسام الفضائية سواء كانت طبيعية، أومن صنع الإنسان، وتم تحديد 6 سيناريوهات مختلفة لخطر سقوط الأجسام الفضائية، وفقاً لمعايير، منها مرور الجسم الفضائي عبر أجواء الدولة، والقدرة على مشاهدته، وسقوط الجسم الفضائي في إقليم الدولة وسقوطه في منطقة مأهولة من عدمه، وغيرها. ولفت الراشدي إلى أن قطاع الفضاء يخضع للتشريعات والتنظيمات سواء على المستوى الدولي أو المحلي، وهناك 5 معاهدات دولية أساسية في الفضاء الخارجي، كما توجد 11 معاهدة أخرى ذات علاقة بالأنشطة الفضائية، وتهدف هذه المعاهدات غالباً إلى تحقيق السلامة والأمن والكفاءة في استخدامات الفضاء. وشدد على الدور الإعلامي المحوري من خلال نشر المعلومة الصحيحة، وتوضيح احتمالات سقوط الأجسام من عدمها، وعدم نشر الشائعات المغلوطة، داعياً سكان الدولة إلى متابعة أخبار الأنشطة الفضائية، وفريق الاستجابة عبر الموقع الرسمي لوكالة الإمارات للفضاء، وحساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. فقدان سيطرة وحول المختبر الصيني «تيانجونج1»، أوضح الراشدي أن حالة سقوطه استقطبت انتباه، ومتابعة وكالات الفضاء العالمية نظراً لفقدان السيطرة عليه، وكبر حجمه، ووزنه، واحتوائه على وقود الهيدرازين، كما أنه يعتبر الأكبر منذ سقوط القمر الروسي فوبوس جرانت في 2012. وأضاف: سبب التغير في المواعيد التقريبية التي يتم تحديدها لسقوط الأجسام الفضائية يعود إلى المتغيرات المحدثة خلال مرحلة السقوط إلى الأرض، ما يجعل مستويات الدقة تتغير، وكلما اقترب الوقت ترتفع معدلات معرفة زمان ومكان السقوط، وهي حالة عامة تحدث لمختلف أنواع الأجسام الفضائية. ورداً على سؤال حول أسباب عدم القدرة على التحكم بالأجسام الفضائية، بين الراشدي وجود عدة عوامل تتمثل غالبا في فقدان الاتصال بالجسم الفضائي، وبالتالي فقدان السيطرة عليه، إضافة إلى وجود عطب في محركات الجسم الفضائي أو انتهاء وقودها، مما يجعل دوران الجسم دون سيطرة، وأكثر تأثراً بالجاذبية الأرضية، ومع الوقت يسقط طبيعياً ودون تحكم. وتابع: تسبب أحيانا بعض الارتجاجات العنيفة التي تتعرض لها الأقمار الفضائية أثناء مراحل الإطلاق، أو الاصطدامات ببقايا حطام فضائي في الفضاء، والتعرض لموجات قاسية لطقس الفضاء إلى حدوث عطل في المحرك، أو أجهزة الاتصال وبالتالي فقدان السيطرة. ولفت الراشدي إلى أن حجم الجسم الفضائي يؤثر على نسب الأجزاء النافذة التي تصل للأرض، فحجم الأجزاء المتبقية بعد الاحتراق تزيد كلما زاد الحجم، كما أن طبيعة المواد التي تصنع منها الأجسام الفضائية، وخصوصا من حيث مقاومتها للاحتراق تساهم في وصول بعض القطع إلى سطح الأرض، مما جعل بعض الشركات المصنعة يتجه نحو استخدام مواد قابلة للاحتراق بمجرد الدخول في الغلاف الجوي بهدف تلاشي الأخطار التي قد تتولد عن سقوطها على الأرض. وأوضح أن عامل الخطورة يعتمد أيضاً على نوعية المواد التي تحملها هذه الأجسام الفضائية بما في ذلك الوقود المستخدم، فبعض هذه المواد تكون سريعة الاشتعال، أو غازاتها ذات سمية عالية، كما تستخدم بعض الأجسام مصادر نووية للطاقة، مما يرفع نسبة الخطر، منوها إلى وجود عوامل أخرى منها ميلان المركبة الفضائية، والذي يحدد للخبراء خطوط العرض المتوقع السقوط فيها، ونسبة خطر السقوط في المناطق المأهولة. 24 ألف جسم فضائي ذكر الراشدي أن التقارير الدولية تشير إلى وجود نحو 24 ألفاً، و306 أجسام فضائية سقطت على الأرض، فيما لم يتم تسجيل أيّة حوادث تذكر على مناطق مأهولة بالسكان، متوقعاً أن تزيد نسب الحطام الفضائي مستقبلا، بسبب التضاعف الكبير المتوقع للأقمار والمركبات الفضائية التي يتم إطلاقها، وخصوصا في المدارات القريبة من الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©