الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحرف الصيني.. دهشة قادمة من عمق الغابات والزهور

الحرف الصيني.. دهشة قادمة من عمق الغابات والزهور
27 ابريل 2017 23:57
نوف الموسي (أبوظبي) معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في العام 2017، يحتفي باللغة البصرية باستفاضة استثنائية، عبر تحويل أفق المعرض إلى قراءة مرئية تثري الفضول الإنساني نحو أيقونة التواصل الفريدة، ولا يمكن المرور بين فضاءات الحدث، دونما اختبار تفاعلي للذكاء الفطري المرتبط بحدس التفاعل مع البيئة والذاكرة البشرية، باعتبارها المخزون المعرفي المتراكم للاستدلال على المعنى في الصورة والشكل والحركة الهندسية في صياغة المشهد العام للبيئات المعرفية في «أبوظبي للكتاب». وحضور الصين تحديداً، كضيف شرف، هذا العام، لم يشكل منصة استثمارية وحسب، وإنما قدم نموذجاً مرئياً لتفاصيل الثقافة، كونها أسلوب حياة متكاملة، حيث يتصدر الحرف الصيني بأبهى صوره وتفاصيله اللافتة لحجز مقاعد ضخمة في الملتقى الجامع لأوجه الحضارات المتعددة، فالزائر لا يزور الكتب فقط، وإنما يتعمق في حالة الالتقاء الودية بين القارئ العربي، ودهشة الغموض في الحرف الصيني. تقدم قوة الالتقاء بين المنجر الحرفي، والانبهار الفردي، موجة من التساؤلات الفخمة المبنية على حس البحث عن الإدراك للمعنى، والإدراك للكلمة وأبعادها، والسعي لانقشاع زخم الظلمة أمام نور المعرفة القائم على الاكتشاف. زيارة متحف الصين للطباعة قديماً، في الجناح الصيني، يثير مسألة الحرف الصيني، في أقصى أشكال التنوع الطبيعي والزاهي لتطور الكتابة والطباعة، في المتحف تكتشف أن الحرف الصيني ولد من عمق الغابات، وأسفل الجبال البعيدة، وبين السهول وتجمعات الزهور، وقد يتسنى لك كمتلق عربي، أن تجد ربطاً بديهياً لحركة الحرف الصيني، بالتوازي مع الخطوط العربية، التي تفرض سحرها على المتلقي الصيني، من جهة أخرى. الوقوف أمام ورق الأرز أو ورق شوان، المستخدم في كتابة الخط الصيني، شكل ملتقى معرفياً بين المتابع لزوار المعرض، والالتقاء مع آبي كونغ، المديرة للعلاقات العامة، cnpiec Digital Printing- الشركة الوطنية لاستيراد وتصدير المطبوعات، وخوض حديث بدهي حول تطور الطباعة في الصين، وأهمية اللوحات الصينية الكلاسيكية التقليدية، حيث ترجع عمر التقنية التقليدية في صناعة ورق الأرز إلى أكثر من 1500 عام، ووافقت منظمة «اليونسكو»، على إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي في العام 2009، وعمدت الشركة الوطنية لاستيراد وتصدير المطبوعات، على استخدام التقنية الحديثة للطباعة النافثة للحبر في طباعة ورق الأرز الصيني التقليدي القديم، وحصلت على نتيجة مذهلة في إعادته إلى حالته الأصلية. المثير بشكل متجلٍ في متحف الصين للطباعة قديماً، روح النماذج الأصلية للحرف الصيني بين نماذج الكتب قديماً، من مثل كتاب «فن الحرب» على رقاقات الخيزران، الذي تم تأليفه في عصر الربيع والخريف. وهو أقدم وأكمل وأشهر مؤلف عسكري قديم صيني، عُرضت له نسخة طبق الأصل، يرى فيها المشاهد رقاقات الخيزران تشبه العصي الصغيرة المرصوصة بشكل مترابط، كتب عليها باللغة الصينية بشكل عمودي على طول الخيزران. ومن الأمور الممتعة، في المتحف، ما أثير حول ما يسمى بـ «الطباعة المتحركة»، ومنها الطباعة المتحركة الخشبية، التي انتشرت وامتدت في مناطق قوميات وأقليات استخدمتها في طباعة الكتب، وعثر على مئات الرموز المتحركة المصنوعة من الخشب الصلب في كهف «ألف بوذا دونهوانغ»، في مقاطعة قانسو. يعرض المتحف نموذجا للطباعة المتحركة الخشبية، لتمثال بوذا: النسخة الورقية لأوائل عهد أسرة تانغ القرن (7-8 م).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©