المركزي الأوروبي يلمح إلى إمكانية زيادة الفائدة خلال يوليو

أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أمس الأول إلى إمكانية زيادة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر القادم على أقرب تقدير وسط تنامي المخاوف بين البنوك المركزية الكبرى في العالم من التهديد الذي يشكله ارتفاع أسعار المستهلكين (التضخم)· وأبقى البنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى أربعة بالمئة وهو أعلى مستوياته في ست سنوات ونصف أمس الأول مؤكداً موقفه المتشدد في مكافحة التضخم· وكان 82 محللاً استطلعت رويترز أراءهم الأسبوع الماضي قد توقعوا ان يبقي البنك على الفائدة في منطقة اليورو دون تغيير للشهر الثاني عشر على التوالي وهو يوازن بين مخاطر التضخم وتباطؤ النمو· وتظهر البيانات الصادرة خلال الشهر الماضي المعضلة التي يواجهها البنك المركزي الأوروبي وبنوك مركزية أخرى، فمن ناحية يتباطأ الاقتصاد ومن ناحية أخرى ترتفع اسعار المواد الغذائية والوقود· وعقب إعلان البنك الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير قال تريشيه في مؤتمر صحفي إننا: ''يمكن أن نتخذ قراراً بتحريك أسعار الفائدة خلال اجتماعنا القادم''، وقال تريشيه إنني ''لم أقل إن ذلك مؤكد، لقد قلت إنه محتمل''، مضيفاً أنه يجب عدم استبعاد إمكانية قيام مجلس محافظي البنك المؤلف من 21 عضواً خلال اجتماعه مطلع يوليو بزيادة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية· ويأتي إعلان تريشيه المفاجئ في أعقاب صدور بيانات كشفت أن معدل التضخم في منطقة اليورو المؤلفة من 15 دولة قد بلغ أعلى مستوى له خلال 16 عاماً في مايو الماضي لكنه يأتي أيضاً في ظل تزايد توقعات محافظي البنك اتجاه خفض أسعار الفائدة الذي سلكته بنوك مركزية رئيسية في العالم للمساهمة في تعزيز معدلات نمو اقتصادات دولها لمواجهة الأزمة المالية العالمية· لكن رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي بين بيرنانكي أعرب عن مخاوفه هذا الأسبوع بشأن الآثار العكسية للتضخم نتيجة ضعف سعر صرف الدولار في ظل اعتقاد الأسواق بأن أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم قد تظل على مستواها خلال الأشهر القادمة· ومن ناحية أخرى وفي خطوة تمثل تحولاً في سياسة بنك انجلترا المركزي، أبقى البنك أمس الأول خلال اجتماعه في لندن على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى خمسة بالمئة وسط تنامي المخاوف بشأن التضخم وصدور بيانات اقتصادية تبعث على التشاؤم· وكانت لجنة السياسة النقدية لبنك انجلترا قد توقعت في وقت سابق من هذا العام إجراء سلسلة من خفض أسعار الفائدة· لكن منذ ذلك الوقت ساهمت أسعار الطاقة والأغذية المرتفعة في ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا إلى ما يصل إلى ثلاثة بالمئة في أبريل· وقال للصحفيين إن البنك المركزي الأوروبي في ''أعلى درجات التأهب''، مضيفاً أن محاربة التضخم لا تزال تتصدر أولويات البنك الذي يتوقع أن تظل أسعار المستهلكين عند مستوى مرتفع لفترة طويلة· وقال تريشيه إن البنك زاد توقعاته بشأن معدل التضخم ليصل إلى 4ر3% خلال العام الجاري و4ر2% في ،2009 ورغم أن توقعات البنك بأن يبلغ معدل النمو في منطقة اليورو 8ر1% في المتوسط هذا العام جاءت متوافقة تقريباً مع توقعاته السابقة، فإنه من المتوقع أن يسجل معدل النمو الاقتصادي 1ر1% في المتوسط العام المقبل· يذكر أن توقعات موظفي البنك المركزي الأوروبي في مارس جاء فيها أن معدل التضخم في منطقة اليورو سيبلغ 9ر2% هذا العام و1ر2% العام المقبل· وكانت بيانات قد صدرت الأسبوع الماضي أظهرت أن معدل التضخم قفز إلى مستوى قياسي جديد عند 6ر3% في مايو الأمر الذي أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل أبعد عن المستوى المستهدف الذي حدده البنك المركزي بأن تظل قريبة من مستوى اثنين بالمئة إن لم تكن أقل بقليل· ويتوقع بعض خبراء الاقتصاد أن يواصل معدل التضخم في منطقة اليورو ارتفاعه ليسجل 4% خلال الأشهر القادمة، كما أن الضغوط التضخمية المتجددة قد ساهمت بالفعل في تعزيز تكهنات السوق بأن الخطوة التالية للبنك المركزي الأوروبي قد تكون زيادة أسعار الفائدة· لكن تريشيه قال إن البنك اتخذ قراراً يخالف تلك التوقعات في اجتماعه أمس الأول من أجل توفير مزيد من الوقت لمراقبة التطورات الاقتصادية·