الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التبن و القش أحدث مدخلات إنتاج الوقود الحيوي

التبن و القش أحدث مدخلات إنتاج الوقود الحيوي
7 يونيو 2008 00:53
في معرض البحث عن مصادر للطاقة المتجددة أصبح تحويل مواد منخفضة القيمة مثل التبن والدريس والقش وقشر الذرة إلى إيثانول لتزويد السيارات بالوقود أشبه بحلم بعيد المنال· ونظرياً، يمكن أن تحل هذه المواد محل الذرة كمادة خام للإيثانول في أميركا الشمالية مما يخفف الضغط على الأراضي الزراعية والذي لعب دوراً في زيادة أسعار الغذاء ووضع سائقي السيارات في منافسة مع الجوعى؛ لكن علماء منخرطين في هذا البحث توصلوا إلى أن تحويل هذه العملية إلى عملية قابلة للتطبيق على المستويين التجاري والبيئي أصبح أكثر صعوبة مما تشير إليه بعض الحملات الترويجية· وفي صوبة زجاجية بالطابق الأخير من مجمع العلوم بجامعة جيلف في جنوب غرب أونتاريو يقف أنطوني كلارك عالم الأحياء المجهرية إلى جوار صفوف من نباتات الذرة التي نبتت من أوعية بلاستيكية سوداء· ويرى كلارك في هذه النباتات مستقبل الوقود المتجدد، لكنه لا يتطلع إلى حبوب الذرة، وقال: ''لدينا كل هذه المادة الخضراء·· الأوراق والساق وحتى القشور··· لهذا فإن الفكرة تكمن في استخدام هذه المادة في (إنتاج) الوقود الحيوي واستخدام الحبة نفسها كغذاء''· لكن تحويل مخلفات النبات إلى وقود ليس بالأمر اليسير؛ إذ إن مادة السليولوز مغزولة على هيئة شبكة محكمة مما يجعل استخراج الجلوكوز اللازم لإنتاج الإيثانول صعباً ومكلفاً· وقال كلارك: ''هناك تكنولوجيا (لإنتاج) الوقود الحيوي من مواد سليولوزية، لكنها تحتاج إلى حامض وبخار··· كلاهما يحتاج إلى طاقة لإنتاجه، لهذا سيضخ مزيد من الطاقة في الوقت الحالي، لكن التكلفة ستسترد فيما بعد''· وفي ظل التكنولوجيا الحالية، يوفر السليولوز طاقة أقل من الذرة، لكن إذا استطاع العلماء تحويل حلمهم التكنولوجي إلى حقيقة، فإن الإيثانول المنتج من السليولوز يمكن أن تتراوح فعاليته من حيث الطاقة بين ثلاثة وثمانية أمثال الإيثانول المنتج من الذرة· ويستخدم كلارك وزملاؤه كائنات مجهرية تنتج إنزيمات تمضغ السليولوز تشبه كثيراً تلك التي تساعد الأبقار على هضم الكلأ لمحاولة تحقيق الحلم إلى حقيقة، والهدف هو التوصل إلى طريقة طبيعية وغير مكلفة لإنتاج الإيثانول من السليولوز على نطاق تجاري· وتدعم شركة ايوجين ومقرها أوتاوا وهي من الشركات البارزة في الجيل الثاني من الوقود الحيوي هذا البحث، وأدارت ايوجين بدعم من رويال داتش شل ومجموعة جولدمان ساكس مصنعاً تجريبياً في أوتاوا لأربع سنوات وتأمل في أن تضخ الإيثانول من السليولوز عما قريب من مصنع أُقيم على مستوى تجاري في منطقة مروج ساسكاتشوان الكندية وتبلغ قيمة المصنع 500 مليون دولار كندي (504 ملايين دولار أميركي)، وتعتزم الشركة إنشاء مصنع مماثل في إيداهو· وفي الوقت الذي تتقدم فيه كندا الابتكار في مجال إنتاج الإيثانول من السليولوز، فإن صناعة الإيثانول الفعلية بها صغيرة، حيث أنتجت أقل من مليار لتر في عام 2006 مقابل 18,5 مليار لتر في الولايات المتحدة و13 ملياراً في البرازيل· ومن بين الشركات الأخرى التي تخوض سباق الجيل التالي من الوقود الحيوي شركتا ''دوبونت'' و''جنرال موتورز'' الأميركيتان، بل إن ''جنرال موتورز'' طرحت 12 نموذجاً من سيارات ما يسمى بالوقود المرن للعرض العام صممت لتعمل بتوليفة تحتوي على نسبة إيثانول 85%· وقال رئيس الرابطة الكندية للوقود المتجدد جوردون كواياتيني: ''حقيقة الأمر أن الجيل القادم من الوقود الحيوي هو المستقبل··· فهو (يقوم على) خلق قيمة من مخلفات''، لكن الخبير الاقتصادي ال ماسيل من مركز جورج موريس في جيلف وهو مؤسسة بحثية يقول: إن التكنولوجيا غير قابلة للتطبيق بعد، وأضاف: ''الإيثانول القائم على السليولوز هو أحد هذه التقنيات التي قيل لنا قبل نحو عشر سنوات إننا سنصل إليها في غضون خمس سنوات ثم قيل لنا منذ خمس سنوات إننا سنصل إليها في غضون خمس سنوات''، ومضى يقول: ''لهذا إذا سألت أحداً اليوم فلن أندهش إن قال إننا سنصل إليها في غضون خمس سنوات''· ولحين تمكن تكنولوجيا إنتاج الإيثانول من السليولوز من تلبية الطلب فإن الإيثانول المستخلص من الحبوب سيظل هو معيار الوقود الحيوي في أميركا الشمالية، ويمثل هذا مشكلة للمعنيين بالدفاع عن البيئة الذين يعتقدون أن اندفاع الحكومات لتظهر بمظهر المهتمة بشؤون البيئة دفع قدماً منتجاً معيباً بيئياً واجتماعياً· وقال منسق الطاقة بجماعة جرينبيس (السلام الأخضر) في كندا ديفيد مارتن: ''نظرياً الوقود الحيوي شيء طيب''، مشيراً إلى أن النباتات مصدر أنظف للوقود من البترول، حيث إنها لا تزيد من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء· واستطرد قائلاً: ''على أرض الواقع تبين أن الوقود الحيوي كارثة''، وينحي مارتن بقدر من اللائمة على الوقود الحيوي في زيادة أسعار الذرة التي زاد سعرها لثلاثة أمثاله في الأعوام الثلاثة الماضية لتسجل مستويات تتجاوز ستة دولارات للبوشل· لكن منتجي الإيثانول من الحبوب يقولون إنهم كبش الفداء في مسألة تضخم أسعار الغذاء على مستوى العالم، وقال روبرت جالانت الرئيس التنفيذي لشركة جرينفيلد إيثانول الكندية التي تنتج وتوزع الإيثانول: ''ارتفاع تكلفة الغذاء مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتكلفة الطاقة وارتباطاً ضعيفا بتكلفة الحبوب''، وأضاف: ''زادت تكلفة النفط بنسبة مائة في المائة· احسبوا الحسبة''· ويرى جالانت في الإيثانول المصنوع من الذرة خطوة على طريق إنتاج الإيثانول من السليولوز الذي يأمل أن يحل ذات يوم محل الإيثانول من الذرة والقمح ليصبح المصدر الأول للوقود الحيوي في أميركا الشمالية·
المصدر: تورونتو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©