أنجولا تتربع على صدارة قائمة الدول المنتجة للنفط في أفريقيا

أطاحت أنجولا بالمكانة التي طالما تبوأتها نيجيريا طوال عقود من الزمان كأكبر دولة منتجة للنفط في القارة الأفريقية بعد أن أصبحت الميليشيات العسكرية والاضرابات تمسك بخناق الصناعة التي تشكل ما يقارب من نصف الإنتاج الاقتصادي للدولة الأكثر ازدحاماً بالسكان في القارة السمراء· ووفقاً لبيانات منظمة ''أوبك'' فإن أنجولا تمكنت من إنتاج 1,87 مليون برميل يومياً في أبريل المنصرم مقابل كمية لا تزيد على 1,81 مليون برميل يومياً في نيجيريا مما يعتبر المرة الأولى على الإطلاق التي تتمكن فيها أنجولا من تجاوز جارتها المعروفة بغزارة الإنتاج· ويقدر المحللون أن كمية تتراوح ما بين 800 ألف ومليون برميل من السعة الإنتاجية قد تم إغلاقها في نيجيريا، أي ما يعادل نحو ثلث إجمالي السعة الإنتاجية في الدولة· وأصبحت المنصات النفطية وخطوط الأنابيب المتوقفة عن العمل تشكل خسائر يومية بمليارات الدولارات للحكومة النيجيرية· ومنذ أن بلغ الإنتاج النيجيري ذروته بمستوى 2,5 مليون برميل يومياً في عام 2005 سرعان ما بدأت الميليشيات العسكرية توجه ضرباتها المتلاحقة للصناعة عبر تدمير خطوط الأنابيب وممارسة القرصنة على شحنات النفط ومهاجمة العمال والمستخدمين الأجانب وبشكل أدى للمساعدة على رفع أسعار النفط الى مستوياتها القياسية الحالية· وقال جوليان لي الاقتصادي في مركز دراسات الطاقة العالمية ''إن هذه المشكلة تعود بشكل رئيسي لعمليات الإغلاق والاضطرابات في منطقة الدلتا''· وأضاف:''عانت الدولة بشكل سيئ ولكن يتعين عليها المسارعة لإعادة الإنتاج الى مستويات عام 2005 عبر إعادة الأعمال الى حالتها الطبيعية في إقليم الدلتا وإصلاح خطوط الأنابيب المتضررة، إلا أنه لا توجد مؤشرات حقيقية تدل على حدوث ذلك في وقت قريب''· ويذكر أن شركة رويال دوتش شل المشغل الأجنبي الأكبر في نيجيريا ما زالت تعاني من عدم إنتاج كمية بمقدار 156 ألف برميل يومياً بسبب أنشطة الميليشيات العسكرية· وكانت الحكومة النيجيرية قد عمدت الى مفاقمة الأمور عندما طالبت شركات شل واكسون موبيل بدفع ضرائب قيمتها 1,9 مليار دولار مؤخراً ضمن مراجعتها لعقود كان قد تم إبرامها منذ حقبة التسعينيات عندما كان سعر النفط لا يزيد على كسر من سعره الحالي· وفي نفس هذه الأثناء نجحت أنجولا في زيادة متوسط إنتاجها من حوالي مليون برميل يومياً في عام 2005 الى 1,87 مليون برميل الآن· ويذكر أن أنجولا لديها قوانين أكثر مرونة فيما يتعلق بالتحكم في المناقصات على امتيازات الاستكشاف والتنقيب وتطوير وبناء المشاريع، وبالإضافة لذلك فإن هنالك العديد من الاكتشافات الرئيسية والكبيرة الحجم - معظمها في المياه العميقة للبحار، أي أقل تعرضاً للهجمات من الجماعات المسلحة - دخلت مرحلة الإنتاج في السنوات الأخيرة· علماً بأن شركة توتال عملاقة النفط الفرنسية تعتبر اللاعب الرئيسي في ساحة النفط في الدولة برغم أن شركات بريتش بتروليوم وشيفرون وإكسون موبيل قد أنفقت مليارات الدولارات في أنجولا في السنوات الأخيرة· نقلا عن إندبندنت