الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار الوقود يهدد مستقبل شركات الخطوط الجوية

ارتفاع أسعار الوقود يهدد مستقبل شركات الخطوط الجوية
7 يونيو 2008 00:57
أصبح من العسير على شركات الخطوط الجوية العالمية تجاوز مشكلة الزيادة الكبيرة في أسعار وقود الطائرات من دون التأثير على معدل أسعار التذاكر وفقاً لما ورد في أحدث الدراسات· وحاولت بعض كبريات الشركات التخفيف من النفقات الباهظة لاستهلاك الوقود عن طريق رفع أسعار تذاكرها، ويرى الخبراء أن هذا الإجراء يمكن أن ينعكس سلباً على أدائها العام من خلال تراجع الإقبال على شراء تذاكرها· وربما كان مثل هذا الإجراء ممكناً العام الماضي، إلا أن التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم الآن يعني أن هذه الشركات لم يعد أمامها المزيد من الفرص للجوء إلى هذا الخيار لأنه سوف يعني ببساطة انصراف المسافرين عن طلب خدماتها· وكانت هذه القضية حاضرة بقوة في الاجتماع السنوي للمنظمة العالمية للنقل الجوي ''إياتا'' الذي نظم بمدينة اسطنبول الأسبوع الماضي· ويقول المدير التنفيذي لشركة بريتيش إيرويز ويلي والاش: ''أتوقع ارتفاعاً وشيكاً في أسعار تذاكر السفر الجوي إلا أن هذا التطور سوف يؤثر على الطلب''· وتسجل أسعار وقود المحركات النفاثة (الكيروسين) ارتفاعاً متواصلاً منذ أكثر من عامين حيث وصلت مؤخراً إلى 1300 دولار للطن ارتفاعاً من 850 دولاراً للطن بداية العام الجاري· وأصبح الوقود البند الأكثر تكلفة بالنسبة لشركات الخطوط الجوية حيث يمثل 34% من مجمل التكاليف الأساسية وفقاً لإحصائيات منظمة (إياتا) بالمقارنة مع 13% فقط في عام ·2002 وترك هذا الواقع الجديد أثراً أكثر إيلاماً على أكثر من عشرين شركة خطوط جوية عالمية حيث دفعها إلى الخروج تماماً من الأسواق خلال الأشهر الستة الماضية· ويمكن أن تعزى هذه الظاهرة بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الوقود، ويتوقع معظم الخبراء أن تشهد أسواق الطيران التجاري سقوط المزيد من الضحايا الجدد، وخلال الأسبوع الماضي، عمدت شركة ''سيلفرجيت'' المتخصصة في درجة رجال الأعمال، إلى إيقاف كل عملياتها بعد أن فشلت في تنظيم حملة طوارئ لإدارة شؤونها المالية المتعثرة· وشهدت شركات الطيران العالمية التي تقدم خدمات متكاملة تباطؤاً في نمو مبيعاتها على الدرجة الاقتصادية هذا العام إلا أنها واصلت تسجيل طلب قوي على تذاكر درجتي رجال الأعمال والأولى· وعمدت بعض الشركات إلى رفع قيمة بدل غلاء الوقود على تذاكرها لكافة الخطوط، وبلغت قيمة البدل للرحلات القصيرة 63,39 دولار على التذكرة الواحدة ارتفاعاً من 50 دولاراً قبل بضعة أسابيع؛ وارتفعت القيمة المضافة على التذكرة الواحدة لرحلة تدوم أكثر من تسع ساعات إلى 420 دولاراً بعد كانت 320 دولاراً قبل بضعة أسابيع· ويرى جان سيريل سبينيتا المدير العام التنفيذي لشركة إير فرانس أن ظروف التباطؤ الاقتصادي التي يعيشها العالم حرمت شركات الخطوط الجوية العالمية من القدرة على التعامل مع ظاهرة الارتفاع المتواصل لأسعار وقود الطائرات· ويقول سبنيتا في هذا الصدد: ''إذا رفعنا أسعار التذاكر في ظل هذا الوضع الاقتصادي السيئ الذي يشهده العالم، فسوف يؤدي ذلك إلى التأثير سلباً على الطلب''· وأشار المدير العام لمنظمة ''إياتا'' جيوفاني بيسينياني إلى أن شركات الخطوط الجوية كان في وسعها العام الماضي تعويض نحو 40% من الأعباء المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط من خلال تحصيل بدلات القيمة المضافة على تذاكر السفر، إلا أنه شدّد على التذكير بأن ذلك حدث في ظلّ اقتصاد قوي كان يسود العالم؛ أما الآن، فإن شركات الخطوط الجوية العالمية تواجه مشكلتي زيادة التكاليف وانخفاض العوائد في آن واحد· وتوقعت ''إياتا'' انخفاض معدل النمو في حركة المسافرين الجويين بمقياس العوائد عن كل كيلومتر للمسافر الواحد إلى 3,9 بالمئة هذا العام مقابل 5,9 بالمئة في عام ،2007 ويعزو خبراء المنظمة هذا التراجع إلى التداعيات الاقتصادية التي ترتبت عن أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة والتي امتدت آثارها إلى معظم دول العالم، إلى جانب ارتفاع أسعار وقود الطائرات· ومع هذا الارتفاع الكبير والمتواصل في أسعار وقود الطائرات، عمدت العديد من شركات الطيران العالمية إلى إيقاف طائراتها القديمة التي لا تتميز بالفعالية الكافية في حرق الوقود عن الخدمة؛ وهو إجراء يندرج في إطار ضغط النفقات على الرغم من أنه يؤدي إلى تراجع العوائد· وحذّرت ''إياتا'' من أن شركات الخطوط الجوية العالمية مجتمعة سوف تخسر 6,1 مليار دولار هذا العام لو بقي سعر النفط عند مستوى 135 دولاراً للبرميل؛ وسينخفض هذا المبلغ إلى 2,1 مليار دولار لو حافظ سعر النفط على سعر وسطي يبلغ 107 دولارات للبرميل خلال ما تبقى من العام الجاري· عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©