الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بمشاركة الإمارات

انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بمشاركة الإمارات
28 ابريل 2017 00:30
القاهرة (أحمد شعبان) تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، انطلق أمس، «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام»، بالقاهرة، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، وبمشاركة وفد رفيع المستوى من دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والمهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، والدكتور علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين. ومن المقرر أن يشارك البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، في أعمال المؤتمر، ويلقي كلمة في الجلسة الختامية في اليوم الثاني، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف اليوم الجمعة. وحضر الجلسة الافتتاحية أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين، والقس جيم وينكلر الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة الأميركية، والقس أولاف فيكس الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والأنبا بولا ممثلاً عن البابا تواضروس الثاني، ومعالي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسة، تتمثل في: معوقات السلام في العالم المعاصر، والمخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما علي السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول. ويوجه المؤتمر، الذي يعقد على مدار يومين، رسالة مشتركة للعالم كله بأن رموز وممثلي الأديان المجتمعِين في رِحاب الأزهر الشريف يجمعون على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان وكل المجتمعات الإنسانية، ويؤكدون انطلاقًا من الثقة المتبادلة بينهم، على دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة يداً واحدة من أجل نبذ كل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس. وأكد شيخ الأزهر في كلمته الافتتاحية أن الأديان بريئة من تُهمة الإرهاب وأن الإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين في الشرق أيًّا كان اسمه ولقبه واللافتة التي يرفعها لا تعود أسبابه إلى شريعة الإسلام ولا إلى قرآن المسلمين، وإنما ترجع أسبابه البعيدة إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلُّط والهيمنة والكيل بمكيالين. وقال إن موضوع السلام العالمي ، رغم كل ما قيل فيه فإنه يبدو وكأنَّه بحاجةٍ إلى المزيد من المتابعة والتحليل والبحث.وشدد على مفهوم السلام العالمي أمسَى وكأنه من أعقد الألغاز وأشدها استعصاءً على أي عقل يتقيَّد بشيءٍ من قواعد المنطق وبدهيات الفكر. وقال الإمام الأكبر إنه يبدو أن السلامَ لم يعد هو القاعدةَ في حياة البشريَّة كما يذهب إلى ذلك أنصار نظرية السلام من فلاسفة التاريخ، الذين يؤكدون أن السلامَ هو القاعدة في حياة البشر، وأن الحربَ والعنفَ استثناءٌ وشذوذٌ عن القاعدة. وأشار الطيب الى ان كُلَّ ما يُقال عن الإسلام في شأن السلام يُقال مثله تمامًا عن المَسِيحِيَّة واليَهُودِيَّة، وتابع قائلا: أنَّ رسالةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لَيْسَت دِينًا مُنْفَصِلًا مُسْتَقِلًّا عَن رِسَالَةِ عيسى وموسى وإبراهيم ونَوح عليهم السَّلام؛ وإنَّمَا هو حَلقةٌ أخيرةٌ في سِلسلَةِ الدِّينِ الإلهي الواحد الذي بدأ بآدم وانتهى بنبيِّ الإسلام. وأوضح أن هذه الرِّسالات من أولِها إلى آخرِها تتطابَق في مُحتَواهَا ومضمونها ولا تختلِف إلَّا في بابِ التَّشريعات العمليَّة المُتغيِّرة، فلكلِ رسالة شَريعة عَمَلِيَّة تناسبُ زمانها ومكانها والمؤمنين بها..وقال الإمام الأكبر إن هذا هو ما يفسر لنا اتفاق الأديان على أمهات الفضائل وكرائم الأخلاق، والوصايا العشر، وموعظة الجبل والآيات التي تعنى بالوصايا ذاتها، كلها في سرب واحد ولغة شعورية واحدة.. وقال الطيب إن الحرب في الإسلام ضرورة، واستثناء يُلجأ إليه حين لا يكون منه بدٌّ، وهذه هي نصيحة نبي الإسلام: لَا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، وليست الحرب في الإسلام هجومية، بل دفاعية. وأوضح أن مشروعية الحرب في الإسلام ليست قاصرة على الدفاع عن المساجد فقط، بل مشروعة بالقدر ذاته للدفاع عن الكنائس وعن معابد اليهود، وإن تعجب فاعجب لدينٍ يدفع أبناءه ليقاتلوا من أجل تأمين أهل الأديان الإلهية الأخرى، وتأمين أماكن عباداتهم.. واشار الطيب إلي إن الإسلام لا يقاتل تحت بند الكفر، بل تحت بند العدوان مما يبرهن على أن الإسلام دين سلام وليس دين عدوان، ونقول مرة ثانية: إنَّ الأديانَ الإلهية كلها سواء في هذا التأصيل المحوري لقضية السلام.وشدد الطيب على انه إذا كانت نصوص الإسلام تكشف عن انفتاح هذا الدين على الآخر واحترامه واحترام عقائده، فكيف يصح في الأذهان وصفه بأنه دين الإرهاب .وتابع قائلا:وإذا قيل هو دينُ إرهابٍ لأن الذين يمارسون الإرهاب مسلمون؟ فهلا يقال إن المسيحية دين إرهاب، لأن الإرهاب مورس باسمها هي الأخرى؟! وهلا يقال إن اليهودية دين إرهاب لأن فظائعَ وبشاعاتٍ اُرتُكِبَتْ باسمها كذلك؟ وإذا قيل: لا تحاكموا الأديان بجرائم بعض المؤمنين بها، فلماذا لا يقال ذلك على الإسلام؟ ولماذا الإصرار على بقائه أسيرًا في سجن الإسلاموفوبيا ظلمًا وبهتانًا وزورًا. وأعرب عن أمله أن يستغل هذا المؤتمر النادر ليعلن للناس أن الأديان بريئة من تُهمة الإرهاب وان الإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين في الشرق أيًّا كان اسمه ولقبه واللافتة التي يرفعها لا تعود أسبابه إلى شريعة الإسلام ولا إلى قرآن المسلمين، وإنما ترجع أسبابه البعيدة إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلُّط والهيمنة والكيل بمكيالين. العيش في سلام وقال القس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة، في كلمته في الجلسة الافتتاحية: إنه على قناعة بأنه لا يمكن أن يعيش العالمُ في سلامٍ حتى يتعلم المسيحيون والمسلمون واليهود العيش في سلامٍ واحترام متبادل، وأن يعملوا جميعاً لخير البشرية جمعاء. وأشار الدكتور وينكلر إلى أن المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة الأميركية يعد صوتاً دائماً للسلام والمصالحة بين المسيحيين واليهود والمسلمين، وبناء السلام مع جيراننا المسلمين أحد مبادئنا الراسخة، مقدماً عزاءه لكنائس الشرق الأوسط في ضحايا تفجيري كنيستي الغربية والإسكندرية. وأشار وينكلر إلى أنه يعمل على تشجيع كنائسهم المحلية على إقامة يوم أحد للاجئين، رافضاً استخدام الإيمان المسيحي لصالح أغراض عنصرية ضد المسلمين، بالإضافة إلى العمل على توسيع الحركات بين الأديان في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ومواجهة المحاولات التي تسعى لمنع المسلمين من فرصة بناء المساجد والمراكز المجتمعية. وقال القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، إن مجلس الكنائس يشعر بالامتنان الشديد للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بقيادة فضيلة الإمام الأكبر لعقد هذا المؤتمر في وقت دقيق ومهم تمر به المنطقة. وأضاف فيكس خلال كلمته، إن الهوية والنصوص الدينية يساء استخدامها من قبل البعض لإضفاء الشرعية على العنف والإرهاب الذي يرتكبونه باسم الدين، مبيناً أن البشرية يجب أن تنبذ هذه الدعوات لكي تعيش الأجيال القادمة في سلام ولكي تتحقق تطلعاتهم وأحلامهم. وأوضح أمين عام مجلس الكنائس العالمي، إن مبدأ المواطنة يجب أن يكون هو المعيار الوحيد للتعبير عن كل المواطنين، لأنه يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات، ويمنحهم أرضية مشتركة للتعايش فيما بينهم، مشيراً إلى أن مجلس الكنائس العالمي ناقش مع مجلس حكماء المسلمين كيفية التعايش المشترك في مختلف المجتمعات. ودعا فيكس إلى احترام جميع المواطنين في الدول الغربية التي تشهد موجات هجرة متزايدة، وأن يكون هناك اندماج إيجابي بين جميع المواطنين في تلك البلاد، وأن تكفل لهم حرية العقيدة، مبدياً إعجابه بما رآه في مصر من أمثلة مذهلة تعكس معاني التعايش بين أبنائها، من خلال صور المسلمين وهم يحمون الكنائس ضد العنف، وصور المسيحيين وهم يقدمون المساعدات للفقراء بغض النظر عن دينهم. وأكد أمين مجلس الكنائس العالمي أن الزعماء الدينيين يجب أن يتحدثوا بصوت واحد ضد دعاة الكراهية، وأن يقفوا مدافعين عن المساواة بين كل البشر، مضيفاً أن المحبة والتعايش لم تعد مجرد رغبة إنسانية، بل مسألة ملحة وأساسية في وقت تزيد فيه جماعات العنف التي تستغل الدين لتبرير ممارساتها الإجرامية. وأكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأنبا بولا، أسقف طنطا، أننا لن نواجه آلات الموت إلا بنشر السلام في ربوع المسكونة، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب بزرع ثقافة السلام والمحبة في قلوب النَّاس، مشدداً على ضرورة أن يكون البشر أداة حقيقية لنشر السلام بين الشعوب، وأنه بات على الضمير العالمي الوقوف أمام داعمي الإرهاب ومموليه، ووحدة الصف العالمي في تجفيف منابع الإرهاب المالي والعسكري والفكري. وناشد البابا تواضروس الثاني بضرورة السعي قدماً لإنهاء البؤر الاستعمارية في العالم كما هو الحال في فلسطين، وكذلك تقليل الفجوة الاقتصادية بين الدول الغنية والفقيرة والسعي لوجود حد أدنى لمستوى معيشة الفرد في كل بلدان العالم لأجل الوصول إلى مبتغانا من التعايش السلمي بين الجميع، مشيراً إلى أنَّ الأوضاع الاقتصادية حول العالم تستدعي عمل الأغنياء بجدية على التكافل الاجتماعي لتقليل الفروق في المستوى المعيشي بين أفراد الدولة الواحدة لنشر السلام الاجتماعي. وقال الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن السلام مكسب عظيم للعالم أجمع وهو مبدأ دين الإسلام، لافتاً إلى أنه لا يتحقق إلا بالحوارات التي تتم بين وقت وآخر، ولكن بالإصرار على تنفيذ الأطروحات والتوصيات، مؤكداً أنه لا سلام إذا ازدوجت المعايير ولا سلام إذا هيمنت قوى وحدها لتطبيقه، ولكن السلام يأتي بصفاء الوجدان حتى يكون سلاماً حقيقياً ينبذ خلق الكراهية البغيض. وأشار إلى أن خطأ التشخيص وخطأ المعالجة يأتي من الصدام الديني والتاريخي، والعلاج الصحيح يأتي من الإيمان بالتنوع وطبيعة الاختلاف وتقبل الآخر، مضيفاً أن الإرهاب ليس له دين ولا مدارس معينة ولا وطن حتى نقتصره على الإسلام، سائلاً المولى -عز وجل- أن يبارك في هذا المؤتمر وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء. التويجري يشدد على ثقافة السلام والحوار القاهرة (الاتحاد) قال الدكتور عبدالعزيز التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، إن آيات القرآن الكريم تدل على أن الأصل في التعامل مع غير المسلمين هو السلام والتفاهم، لا الحرب والتخاصم. وأوضح التويجري خلال مشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، أن ثقافة السلام هي القاعدة العريضة لثقافة الحوار على مختلف الأصعدة، النابعة من الأديان السماوية، وأن السلام هو الغاية المبتغاة من جميع البشر لا فرق بين المسلمين وبين غيرهم من أتباع الأديان الأخرى، فكلهم سواسية في الجنوح للسلم، وشركاء في بناء أسسه والحفاظ عليه، والدفع بالعوارض التي تعوقه، وإزالة الموانع التي تحول دونه، منوها إلى أن السلام هو المظلة التي يجتمع تحتها الناس لتقيهم شر النزاعات، وتجنبهم زمهرير التوترات التي تفضي بهم إلى نشوب الحروب والصراعات. وأكد التويجري أن الأزهر الشريف يمثل منبر الوسطية والاعتدال، ويمثل الدين الإسلامي في أبهى صوره وتجلياته، وأن انعقاد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يأتي في ظل تحولات وتطورات متلاحقة، تمثل تحديات جسيمة في واقعنا المعاصر، فجاء هذا المؤتمر لبحث هذه التحديات التي تواجه السلام العالمي، ولتدارس السبل الكفيلة بالتغلب عليها، ولوضع خريطة طريقٍ تعزز أمن الأوطان والمجتمعات، وتعمل على بناء القاعدة المتينة للسلم الأهلي، وللوئام المجتمعي، وللعيش المشترك في ظل العدل الشامل، والأمن الوارف، والتوافق الجامع. عمرو موسى: وقفة جديدة لمحاربة الإرهاب القاهرة (الاتحاد) أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية على أهمية مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ودوره في الفترة الراهنة التي تشهد العديد من التوترات على مختلف الأصعدة، معتبرًا أن موضوع السلام موضوع معقد وليس بسيطًا ومن الأهمية بمكان طرحه في مثل هذا المؤتمر. وعبر موسى خلال كلمته بالجلسة الأولى لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عن سعادته لما قدمه المشاركون من تبرئة الإسلام من العنف والتطرف، واصفًا المؤتمر بأنه بداية طيبة وجيدة لوقفة جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف ومعضلات الفكر والفهم. وأشار إلى أن داعش ومن على شاكلتها من الجماعات الإرهابية التي توغلت منذ أكثر من سنتين في أماكن متفرقة في البحر المتوسط تجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول أسباب التوغل والانتشار ومن يقف وراءهم وكيفية التعامل معهم، والقضايا التي يثيرونها والتي تشكل محورًا لانعدام العدالة وسوء الإدارة والفكر لديهم. وأضاف موسى أن هناك العديد من القضايا الحيوية الملحة التي تستوجب طرح الأمور الشائكة مثل التنمية والجهل والفقر والتعليم وغيرها من الأمور التي يستند إليها الإرهابيون وتغذي فكرهم المتطرف، وتجعل الدول لا تستطيع أن تتعامل مع قضايا التنمية وتعرقل مسيرة السلم والسلام. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية المصارحة والمكاشفة، لتحقيق السلام، معتبرًا أن هذا الأمر مسؤولية مشتركة بين قادة الأديان السماوية، ويجب على الجميع تفعيل الأمور المشتركة بينهم، وتعزيز لغة الحوار، ومناقشة أسباب الفكر المتطرف من أجل تحقيق سلام عادل وشامل تنعم به البشرية كلها ويحقق التنمية المستدامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©