الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الأفغانية... سقف التوقعات والتطلعات

الانتخابات الأفغانية... سقف التوقعات والتطلعات
30 يوليو 2009 03:20
«انظري.. إنه هو نفسه»، هكذا همست إحدى الفتيات لصديقتها الجالسة إلى جوارها، لدى صعود الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لمخاطبة جمهور من الناخبين. وفي الظروف العادية، ليست هناك مفاجأة أو ما يثير الاهتمام في أن يظهر الرئيس أمام مثل هذه الحشود الانتخابية، خاصة إذا كان يواجه تحدي خوض حملة إعادة ترشيحه لولاية ثانية في فترة أقل من شهر على حلول موعد الاقتراع. ولكن سبب المفاجأة والدهشة هو أن كرزاي ظل خارج حلبات الحشود الانتخابية كلياً حتى نهاية الأسبوع الماضي، تاركاً تلك المهمة لمستشاريه ووكلائه الانتخابيين. وحتى بعد أن دخلت الحملة أسبوعها السادس، بدا كرزاي وكأنه واثق أشد الثقة من أنه سيسحق منافسيه ويهزمهم شر هزيمة. غير أن السباق الانتخابي بدا فجأة وكأنه حلبة لسباق محتدم، وغير محسوم، من البداية. صحيح أن معظم المحللين والمراقبين لا يزالون على اعتقادهم بأن كرزاي سيفوز، في النهاية، بغالبية أصوات الناخبين حين يتجه الأفغان إلى صناديق الاقتراع في يوم 20 أغسطس المقبل. غير أنه سيضطر لخوض جولة انتخابية ثانية ما لم يتمكن من الفوز بنسبة تفوق الـ50 في المئة من الأصوات. يذكر أن كرزاي يواجه منافسة قوية من اثنين ممن كانوا وزراء سابقين في حكومته، بعد أن أعلنا خروجهما عنها هما عبدالله عبدالله وأشرف غاني. وقد جاب هذان المرشحان أفغانستان طولاً وعرضاً، على أمل الفوز بتأييد الناخبين، بغية الحلول محل كرزاي. وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف، واصل كل منهما الطرق على فكرة أنه قد حان وقت التغيير السياسي. وهذه فكرة تجد لها صدى كبيراً في أوساط ناخبين طالما خابت آمالهم بسبب بطء عملية إعادة الإعمار التي وعدت بها حكومة كرزاي والمجتمع الدولي، منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، أي منذ ما يقارب ثماني سنوات. وفوق ذلك، يزداد غضب الأفغان من تهم الفساد المنسوبة لبعض مسؤولي حكومة كرزاي الحالية أيضاً. وكما سبق القول، فقد واصل كرزاي ابتعاده عن الحملة الانتخابية حتى بعد أن اشتد استقطابها خلال الأسابيع القليلة الماضية. ولم يظهر لمخاطبة الناخبين، للمرة الأولى، إلا يوم الجمعة الماضي، وذلك أثناء حشد انتخابي في العاصمة كابول. وحتى تلك اللحظة، ظل القصر الرئاسي يردد القول إن الرئيس على درجة من الانشغال بمهامه القيادية، إلى حد يعجز معه عن خوض غمار التنافس الانتخابي شخصياً. وفي إطار التكهنات بنتائج الانتخابات المرتقبة، قال «جون ديمسي»- وهو خبير انتخابي مبتعث للعمل في كابول من معهد السلام الأميركي: «حتى قبل شهر أو ستة أسابيع، كنت سأرد بالنفي دون تردد فيما لو سئلت عما إذا كان كرزاي بحاجة لخوض جولة انتخابية ثانية لحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالحه. ولكن تبين لي أنه أصبح ممكناً -وفق ما تشير إليه تطورات المعركة الانتخابية خلال الأسبوعين الماضيين- أن تلتف المعارضة حول المرشحين عبدالله عبدالله وأشرف غاني، المنافسين القويين لكرزاي. وبسبب هذه الاحتمالات، فإننا نتوقع أن نشهد تنافساً انتخابياً حامياً يوم 20 أغسطس المقبل». ولكن بسبب غياب أية استطلاعات للرأي العام منذ بداية الحملة الانتخابية في الشهر الماضي، فإنه يصعب جداً قياس مدى إمكانية تحقق مثل هذه التكهنات. فليس ثمة وجود لأي إحصاءات، على حد قول المحلل السياسي الاستراتيجي «جيمس كارفيلي» الذي يعمل مستشاراً لحملة أشرف غاني الانتخابية، الذي يقول: «ليس هناك أي استطلاع للرأي العام، كما لا توجد أي وسائل لقياس دقيق لاتجاهات وسلوكيات الناخبين». يذكر أن كارفيلي كان قد عمل مستشاراً انتخابياً استراتيجياً أول لحملة إعادة انتخاب الرئيس الأسبق كلينتون في عام 1992. وقد أدلى بتصريحاته هذه خلال لقاء صحفي أُجري معه هاتفياً من مكتبه في الولايات المتحدة الأميركية. يجدر بالذكر أن مسؤولي إدارة أوباما كانوا قد صعّدوا انتقاداتهم الموجهة إلى الرئيس كرزاي قبل بدء الحملة الانتخابية، إلا أنهم اتخذوا مواقف أكثر حيْدة وحذراً في حديثهم عن توقعاتهم الخاصة بالنتيجة التي ستسفر عنها العملية الانتخابية. وقد اقتصر هؤلاء آمالهم على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة لا أكثر. ولكن يلاحظ أن السفير الأميركي في كابول -كارل إيكنبري- مد جسور التواصل مع كل من أشرف غاني وعبدالله عبدالله، وذلك بدعوتهما لإجراء حوارات غير رسمية معه، داخل مبنى السفارة في كابول. ومن جانبها، أكدت السفارة أن السفير أيضاً على لقاء مستمر مع الرئيس كرزاي في الوقت نفسه. لورا كنج - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©