الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة.. 240 ساعة في مطبخ رمضان

المرأة.. 240 ساعة في مطبخ رمضان
9 يونيو 2016 08:34
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تقضي النساء كثيراً من أوقاتهن في المطبخ خلال شهر رمضان، خاصة كبيرات السن اللاتي يستمتعن إلى حد كبير بتجهيز الأطباق الشعبية لأولادهم أو ضيوفهم وأصدقائهم.. حيث كشفت دراسة أعدها مؤخراً المستشار الأسري خليفة المحرزي أن معدل بقاء الزوجة في المطبخ طوال شهر رمضان يتجاوز 240 ساعة طبخاً، من إجمالي «720 ساعة» عدد ساعات الشهر، ويرى أغلبهن أن البيوت تحتضن طقوساً جميلة لا تستقيم متعة الشهر بدونها. وتبدأ كبيرات السن في الاستعداد للشهر الفضيل قبل حلوله بأيام، حيث يعملن على تجهيز السمن العربي، و«البهارات» العربية، ويجمعنها من السوق وفق ذوق كل واحدة منهن، ويقمن بتنظيفها وطحنها في البيت بمقادير متوازنة أو إرسالها للمطحنة اختصاراً للوقت والجهد، وبحلول رمضان تحتل الأم الإماراتية الصدارة في مشهد إعداد المأكولات الشعبية والتفنن فيها، خاصة أنها تعرف إقبالاً كبيراً طيلة الشهر الكريم، مما يبث أجواء من الدفء وسط الأسرة. فاطمة جمعة تقول إن طقوس رمضان تستدعي دخول المرأة للمطبخ، خاصة كبيرات السن اللواتي يضفين روحاً مختلفة على هذه الأجواء الرمضانية، التي تكتمل بحضورهن، وأشارت إلى أنها تحرص على دخول المطبخ من وقت مبكر من اليوم الرمضاني، حيث تبدأ من الصباح لتجهز بعض الأطباق التي تستغرق وقتاً طويلاً لذلك، موضحة أنها ورثت هذا الشغف من والدتها، حيث كانت تستمتع، وهي تجهز الأطباق الشعبية. وأكدت أن ذلك كان يقتصر على طبق أو طبقين، لكن كانت متعتها كبيرة بذلك، وأن بهجة رمضان لا تكتمل، إلا بتجهيز العديد من الأطباق الشعبية لاستقبال الأولاد والأحفاد طيلة شهر رمضان، فهو شهر التراحم والتجمع في البيت الكبير. وتذكر فاطمة جمعة أنها تحب تحضير «اللقيمات»، وخبز خمير، وخبز رقاق، و«تحتة سمك، تحتة روبيان، تحتة دجاج»، وثريد، وبرياني، وغيرها من الأطباق، التي يحبها أولادها وأسرتها بشكل عام. وتضيف: «لم تختلف بهجة رمضان وطقوسه عن الزمن القديم كثيراً في بيتنا، حيث ما زلنا نحرص على إعداد أطباق شعبية وبالنكهات نفسها، إذ نجهز خلال شهر شعبان «البهارات» ونغسلها ونقوم بتحميصها وطحنها وتخزينها في البراد، كما نجهز سمن البقر بطريقة خاصة، حيث نضيف له بعض «منكهات» منها الهيل والزعفران و«الكركم» لنحصل على سمن بنكهة متفردة، مما يجعل طبخ بيتنا يختلف في طعمه عن البيوت الأخرى. نقل الإرث أما ظبية السويدي فأوضحت أن الأم كانت الطباخة والقائمة على خدمة البيت ومن فيه، خاصة في ظل غياب الزوج لفترات طويلة للصيد أو الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، مما جعل مسؤولية تعليم البنات لجميع شؤون الحياة تقع على عاتقها، مما جعل جميع نساء الأسرة يلتفن حولها في رمضان خاصة، ومنهن الصغيرات أيضاً اللاتي يقمن بمهمة توزيع الأكلات على الجيران، مشيرة إلى أن هذه الأجواء كانت تبث البهجة في أركان البيت والفريج برمته. وتقول ظبية إنها تحن لهذه الأجواء، لذلك تحاول نقلها لبيتها في كل شهر رمضان، كما تحاول نقل هذه العادة لبناتها وزوجات أولادها، حيث يجتمعن خلال شهر رمضان بالتناوب في المطبخ ليقمن بتجهيز أشهى الأطباق الشعبية، ومنها هريس وثريد، وبرياني ولقيمات وغيرها من الأطباق الشعبية التي يزيد الإقبال عليها خلال الشهر الكريم، ولفت إلى أن المطبخ في شهر رمضان يصبح هو مكانها المفضل. نكهة خاصة نظراً لإصابة حليمة السعدي بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، فإنها تعتمد على الخدم في إعداد الأكل طوال أشهر السنة، إلا أن الأمر يختلف في رمضان، حيث تعتبر هذا الشهر استثناء، حيث تستعين بالخادمة في تجهيز جميع عناصر الأكلات، بينما تقوم هي بالإشراف على الطهي، مؤكدة أن ذلك يساعدها على استعادة ذكريات وطقوس الشهر الفضيل، مؤكدة أن تجهيزها للأكل يضفي نكهة خاصة عليه، ومن الأطباق التي تفضل إعدادها الثريد، وتحتة المالح، وتحتة الدجاج، والبرياني، والثريد، وغيرها من الأطباق الأخرى التي يمكن تجهيزها تلبية لطلب أفراد العائلة. شغف الطهي وتشكل النساء محور العمل في المطبخ خلال رمضان، مما يسهم في نقل هذه التجربة وهذا الموروث لفتيات العائلة، وفي هذا الصدد ترى عتيجة المزروعي أن السيدات في الزمن القديم يستمتعن بتجهيز الأطباق، بينما البنات صغيرات السن يساعدن في تجهيز هذه الأطباق، وأشارت إلى أن «بنات زمان» كان لديهن الشغف للتعلم وحضور هذه الطقوس، بينما اليوم فأغلب البنات لا يدخلن المطبخ، نظراً لانشغالهن بأمور أخرى، لذا تقوم الخادمة بهذا الدور، مما يجعل بنات اليوم يفتقرن إلى مهارة طبخ الأطباق الشعبية على الخصوص. وتضيف: أفضل دخول المطبخ خاصة في رمضان لأتابع وأشرف بنفسي على إعداد بعض الأطباق التي أحبها، خاصة الشعبية، المتشابهة في مكوناتها المختلفة في مذاقها حسب كل من يقوم بتجهيزها، لذا تنادي بأهمية اهتمام الأمهات بتعزيز حب طهي الأطباق الشعبية لبنات هذا الجيل للمحافظة عليها كموروث ثقافي في المجتمع. طلبات العائلة أوضحت كلثم المنصوري من مركز الصناعات التابع للاتحاد النسائي العام أن رمضان لا يحلو في البيوت الإماراتية من دون رائحة «البهارات»، بحيث إن بعض السيدات كبيرات السن يعملن على تجهيز البهارات أو الإبزار الخاص بالأكلات الشعبية بكميات كبيرة لتوزيعها على بناتهن المتزوجات وزوجات الأولاد، وكل من يطلبها من العائلة، وأكدت أن ذلك ينشر البهجة في البيوت الإماراتية، خاصة أن الكثير من الناس ينتظرون هذه الهدية الثمينة. وأشارت إلى أن النساء في رمضان تشنغل كثيراً في تجهيز أطيب الأطباق، وبالنسبة لها فهل تفضل الذبائح والخضراوات الطازجة و«البهارات» المجهزة في البيت وسمن البقر وكل الأطايب التي يجب على المرأة تجهيزها في البيت أو اقتناءها من الأماكن الموثوق بها للحصول على أطباق شهية. تبادل الأطباق تجهز مريم محمد أطباقاً متنوعة لتوزيعها على الجيران، في رمضان شهر الخير والكرم وتجديد الطقوس التي بدأت تغيب في بعض الأحياء السكنية، وتحاول استرجاع العادات القديمة، المعمول بها في بعض الأماكن، وتحافظ عليها العوائل، خاصة التي تتعلق بتبادل الأطباق، وتعتبر ذلك فرصة لتعليم الصغار الرحمة والتكافل رغم أن الأفراد لم يعودوا بحاجة إليها، كما كان في السابق، حيث كان كل بيت يعمل على تجهيز طبق واحد، ثم يتبادل بقية الأكلات. وأوضحت أن الأكل كان يشكل متعة وفرحة، نظراً لاقتصار كل عائلة على تجهيز طبق أو اثنين، أما اليوم فتؤكد أن الطعام فقد هذه المتعة، نظراً لتجهيز الكثير من الأطباق الشعبية والعصرية والحلويات، وغيرها من المخبوزات والعصائر، ما يجعل الصائم مثقلاً، محذرة من أن ذلك غير مرغوب من الناحية الاقتصادية والدينية لأن الكثير من الأطباق تلقى في القمامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©