الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفطر» جائز للمسافر.. باتفاق الأئمة

«الفطر» جائز للمسافر.. باتفاق الأئمة
9 يونيو 2016 02:30
القاهرة (الاتحاد) الفطر للمسافر جائز باتفاق المسلمين سواء كان سفر جهاد أو تجارة أو نحو ذلك من الأسفار التي لا يكرهها الله ورسوله، وأما السفر الذي تقصر فيه الصلاة، فإنه يجوز فيه الفطر مع القضاء باتفاق الأئمة، ويجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة، سواء كان قادراً على الصيام أو عاجزاً، وسواء شق عليه الصوم أو لم يشق. جواز الصيام ولم تتنازع الأمة في جواز الفطر للمسافر، بل تنازعوا في جواز الصيام للمسافر، فذهب طائفة من السلف والخلف إلى أن الصائم في السفر كالمفطر في الحضر، وأنه إذا صام لم يجزئه، بل عليه أن يقضي، ويروى هذا عن عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهما من السلف وهو مذهب أهل الظاهر، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس من البر الصوم في السفر»، لكن مذهب الأئمة الأربعة أنه يجوز للمسافر أن يصوم وأن يفطر، كما في الصحيحين عن أنس قال كنّا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم، ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. وقد قال الله تعالى: (... وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ للَّهُ بِكُمُ لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ لْعُسْرَ...)، «سورة البقرة: الآية 185»، فإن من سافر سفراً مباحاً مسافة أربعة برد، أي ثلاثة وثمانين كيلو متراً تقريباً، يجوز له أن يفطر في صيام رمضان وأما قوله تعالى: (... وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ...)، «سورة البقرة: الآية 184»، فالمراد منه أن تصوموا على النهج الذي شرع في حقكم من الصيام للحاضر والقضاء للمسافر. أفأصوم في السفر؟ وفي مسند احمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يكره أن تؤتى معصيته»، وفي الصحيح أن رجلاً قال للنبي إني رجل أكثر الصوم أفأصوم في السفر؟ فقال: «إن أفطرت فحسن، وإن صمت فلا بأس»، وفي حديث آخر: «خياركم الذين في السفر يقصرون ويفطرون»، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم، نوى الصوم في السفر ثم دعا بماء فأفطر والناس ينظرون إليه. ويفطر الذي عادته السفر إذا كان له بلد يأوي إليه كالتاجر الجلاب الذي يجلب الطعام وغيره من السلع، وكالمكاري الذي يكري دوابه من الجلاب وغيرهم، وكالبريد الذي يسافر في مصالح المسلمين ونحوهم، وكذلك الملاح الذي له مكان في البر يسكنه فأما من كان معه في السفينة امرأته وجميع مصالحه، ولا يزال مسافراً، فهذا لا يقصر ولا يفطر. براءة ذمة وقال بعض أهل العلم الأفضل للمسافر فعل الأسهل عليه من الصيام أو الفطر لما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: «كانوا - يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن»، وأما إذا تساوى الصوم والفطر بالنسبة له من حيث المشقة وعدمها، فالصوم أفضل اغتناماً لشرف الزمان، ولأن صيامه مع الناس أنشط له وأسرع في براءة ذمته، فإن شق عليه الصوم حرم عليه ولزمه الفطر لما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أفطر في سفر حين شق الصوم على الناس، قيل له أن بعض الناس قد صام، فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©