الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النظام السوري وروسيا يعدان لتسوية في القلمون الشرقي

النظام السوري وروسيا يعدان لتسوية في القلمون الشرقي
3 ابريل 2018 10:35
عواصم (وكالات) ذكرت مصادر متعددة، أمس، أن الجيش السوري وروسيا يعدان لتكرار تجربة الغوطة الشرقية قرب دمشق، في القلمون الشرقي، وتخيير المسلحين هناك بين إلقاء سلاحهم أو الخروج، مع التلويح بالحرب في حال رفضهم الشروط. بينما خرجت 20 حافلة تقل 1065 من مسلحي فصيل «جيش الإسلام» وعائلاتهم من دوما بالغوطة إلى جرابلس في ريف حلب الشرقي، وسط أنباء عن رفض مجموعة من المقاتلين القبول بالاتفاق مع النظام السوري. ونقلت وكالة «سبوتنك» الروسية للأنباء عن مواقع سورية موالية ومعارضة أمس، أن اجتماعاً عقد بين وفد عن الجيش السوري والعسكريين الروس من جهة، وممثلين عن الفصائل المسلحة والمجتمع الأهلي والمدني في القلمون الشرقي، طرح خلاله الجيش رؤية السلطات لتسوية وضع بلدات المنطقة. ووفقاً للمصادر، فإن شروط الحكومة تتضمن المطالبة بتسليم الفصائل أسلحتها للجيش، والقبول بـ «الصلح وتسوية الوضع» أو الخروج نحو وجهة تركت لهم الحرية باختيارها، أما «من لا يرغب في الصلح أو الرحيل فليس أمامه إلا الحرب». وذكرت «سبوتنك» أن الجيش أمهل الفصائل للجواب حتى موعد أقصاه غداً الأربعاء. وأضاف أن اجتماعاً سيعقد بين ممثلين عن الفصائل والمجتمع الأهلي في القلمون الشرقي لتباحث شروط الحكومة، وسط توقعات بعدم موافقة قادة الفصائل في بلدات الضمير والرحيبة وجيرود وغيرها على عرض المصالحة، لافتة إلى رفضها في مرات سابقة لعروض مماثلة. في ظل هذه الأجواء، سارع أبو آدم القلموني قائد «جبهة تحرير سوريا» في منطقة القلمون الشرقي، إلى تأكيد رفضه أي حلول تنتهي بخروج المعارضين من مناطقهم وترحيلهم باتجاه الشمال السوري، وهو ما أعلنه تنظيم «أحرار الشام». وينتشر مسلحو فصائل عدة في القلمون الشرقي، أبرزها «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام»، إضافة لـ «تجمع الشهيد أحمد العبدو» و«جيش أسود الشرقية». وكان اتفاق أبرم في وقت سابق حول إخلاء المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة فصائل «الجيش الحر» وكتائب متشددة بالقلمون الشرقي من المقار العسكرية، يتوجه بموجبه المسلحون مع أسلحتهم إلى سلسلة الجبال المتاخمة. وتزامناً مع مفاوضات التسوية، نفذت طائرات حربية سورية، هجمات أولية ضد المسلحين المحاصرين في جبال القلمون الشرقية، حيث استهدفت نحو ست غارات جوية بالقنابل والصواريخ مواقع وتحركات في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، ومعظمها على قمم جبال البتراء. وأكدت المصادر أن هذه الغارات تأتي في سياق «الاستعدادات المبكرة من الجيش السوري لاقتحام المنطقة». من جهة أخرى، بدأت أمس، عملية إجلاء مقاتلي «جيش الإسلام» وعوائلهم من مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء أمس، «خروج 20 حافلة تقل 1065 عنصراً من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس» الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه سيتم إجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى مدينتي جرابلس والباب الواقعتين في أرياف حلب شمال سوريا قرب الحدود التركية. وفي مؤشر على وجود انقسامات داخل «جيش الإسلام»، قال مصدر عسكري سوري لـ«رويترز»، إن بعض المقاتلين يرفضون الاتفاق، وإن جيش النظام سيلجأ إلى القوة ما لم يقبلوا به. وتابع «سيضطرون جميعاً للقبول بالتسوية في النهاية». ولم يصدر جيش الإسلام حتى اللحظة أي تعليق حول اتفاق الإجلاء إلى شمال سوريا. وتعد دوما آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية بعد أن سيطرت عليها قوات النظام السوري. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «هناك محاولات لإقناع الجناح المتشدد في جيش الإسلام بعدم إعاقة تنفيذ الاتفاق». ونشر «جيش الإسلام» أمس الأول، على قناته على موقع «يوتيوب»، شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني، وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير. ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول «في أي لحظة قد تفتح المعركة وتفرض علينا معركة، نحن باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها». وحذر من «الشائعات» عن خروج مقاتلي «جيش الإسلام» من دوما. وفي السياق ذاته، أعلنت مصادر عسكرية سورية اكتشاف شبكة أنفاق متداخلة على طول كيلومترات عدة تحت الأرض من حي جوبر الدمشقي إلى الغوطة الشرقية، تتسع لعبور الأشخاص والبضائع وحتى السيارات، وتضم مستودعات ذخيرة ومشافي ميدانية استخدمتها الفصائل المعارضة خلال سيطرتها على هذه المنطقة. وقالت «فرانس برس»، إنه تم إنشاء النفق بحرفية عالية، ووضعت دعامات معدنية على امتداد سقفه، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة وشبكة إضاءة لإنارة الطريق المظلم. ويمتد النفق، وفق المصدر العسكري، نحو 5 كيلومترات. وتتفرع من على جانبيه أنفاق أخرى تؤدي إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وأوضح أن «الأنفاق عبارة عن شبكة عنكبوتية تقود إلى مقر قيادة واحدة» هي مدرسة الخنساء، وجرى حفرها بعمق 10 إلى 15 متراً تحت حارات في حي جوبر. وبالتزامن، تم مساء أمس إخراج 1146 شخصاً من عناصر «فيلق الرحمن» وعائلاتهم على متن 24 حافلة من دوما إلى إدلب. وضمت القافلة بحسب المرصد، مدنيين جرحى، إضافة إلى مقاتلين سابقين في «فيلق الرحمن» وأسرهم. ووصلت القافلة في وقت مبكر من صباح أمس، إلى ريف حماة الشمالي. إلى ذلك، سيطرت وحدات من جيش النظام، أمس، بشكل كامل على قرى «تقسيس، العمارة، والجومقلية» في ريف حماة الجنوبي الشرقي وسط سوريا. وذكرت وكالة «سانا» السورية أن وحدات من الجيش السوري دخلت بلدة تقسيس دون أي اشتباك بعد أن طرد الأهالي المسلحون من البلدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©