الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح الدين الأيوبي.. محرر القدس.. أعاد هيبة الأمة

صلاح الدين الأيوبي.. محرر القدس.. أعاد هيبة الأمة
8 يونيو 2016 18:37
كانت وفاة نور الدين محمود والي دمشق وحلب نقطة تحوّل في حياة صلاح الدين، إذ أصبحت الوحدة الإسلامية التي بناها نور الدين معرّضة للضياع، فتقدم صلاح الدين ليكمل المسيرة، ودعاه أمراء دمشق للحضور لتسلّم المدينة والقلعة فتسلمهما واستولى على حمص، وضم حماة، وترك حلب لفترة بعد أن استنجد قادتها بالصليبيين، ثم عاد إليها بعد ثماني سنوات، فضمها، وكانت تلك أكبر خطوة في بناء الجبهة الإسلامية الموحدة، التي امتدت من جبال طوروس شمالاً حتى بلاد النوبة جنوباً، ولم يعد أمامه سوى الموصل، فحاصرها وتم الصلح مع واليها عز الدين مسعود، الذي أصبح تابعاً لصلاح الدين. تأسيس الدولة الأيوبية يعود لصلاح الدين الفضل في تأسيس الدولة الأيوبية التي وحدت بلاد الشام ومصر والحجاز واليمن وتهامة في ظل الراية العباسية، بعد قضائه على الخلافة الفاطمية، وطوال 17 عاماً قام القائد الفذ بشحذ الهمم وتجهيز العتاد والتدريب وتوحيد الولايات التي استولى عليها الصليبيون قرابة 88 عاماً. ارتبط صلاح الدين بعقد هدنة مع الصليبيين مدتها أربع سنوات، حتى يتفرغ لتنظيم دولته، لكن أرناط حاكم «الكرك» نقض الهدنة، وهاجم قافلة تجارية متجهة من مصر إلى دمشق، واستولى عليها وأسر حاميتها، فقام صلاح الدين بتهديده لرد أموال القافلة وإطلاق سراح الأسرى، فلم يستجب ولما حاول ملك «بيت المقدس» تدارك الموقف أصرّ أرناط على رأيه، ولم يبق أمام صلاح الدين سوى الحرب. استعد صلاح الدين لقتال الصليبيين للمعركة التي ظل يعد لها عشر سنوات، وتجمعت قواته من مصر وحلب والجزيرة وديار بكر في دمشق في العام 583هـ - 1187م واتجهت إلى حصن الكرك فحاصرته ثم اتجهت إلى الشوبك، وتم حصارها، ثم بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف. احتشدت القوات الصليبية تحت قيادة ملك بيت المقدس في مدينة صفورية، وانضمت إليها قوات ريموند الثالث أمير طرابلس، رغم الخصومة بينه وبين ملك بيت المقدس ناقضا الهدنة التي كانت تربطه بصلاح الدين. كان صلاح الدين يرغب في إجبار الصليبيين على المسير إليه، ليلقاهم وهم متعبون، فهاجم طبرية، حيث كانت تحتمي بقلعتها زوجة ريموند الثالث، وزحفت القوات الصليبية في ظروف بالغة الصعوبة من نقص المياه وحرارة الجو إضافة للطريق الوعر الذي يبلغ نحو 27 كيلو متراً، وتقدم صلاح الدين بجنوده تجاه غربي طبرية عند قرية حطين. وقف الصليبيون على سطح جبل طبرية المشرف على سهل حطين، وهي هضبة ترتفع عن سطح البحر أكثر من 300 متر، وحرص صلاح الدين على أن يحول بين الصليبيين والوصول إلى الماء، كما أشعل المسلمون النار في الأعشاب والأشواك التي تغطي الهضبة، وكانت الريح على الصليبيين، فحملت الدخان إليهم، فباتوا يعانون العطش والإنهاك، وهم يسمعون تكبيرات المسلمين وتهليلهم طوال الليل مما أثار الفزع في قلوبهم. جيب حطين واستغل صلاح الدين الليل لحصارهم، وبدأ هجومه الكاسح، فاختلت صفوفهم، وحاول البعض الاحتماء بجبل حطين، فحوصروا وكلما تراجعوا شدد المسلمون عليهم وفقد الصليبيون أهم فرسانهم، وقتل وأسر منهم أعداد هائلة، وتم أسر ملك بيت المقدس ومعه 150 من الفرسان، فسيق إلى خيمة صلاح الدين، ومعه أرناط صاحب حصن الكرك وغيره من أكابر الصليبيين، فاستقبلهم صلاح الدين أحسن استقبال، وأمر لهم بالماء المثلّج، وانتهت معركة حطين بهزيمة الصليبيين. وبعدها شرع صلاح الدين يفتح المدن والثغور حتى تم تحرير بيت المقدس في 12 أكتوبر 1187م - 583هـ، وقام القاضي محيي الدين بن زكي الدين ليخطب أول جمعة بعد قرابة 100 عام. ظل صلاح الدين نموذجاً للفارس، ورغم المذبحة التي قام بها الصليبيون، فقد عفا عنهم صلاح الدين وسمح لهم بالمغادرة. وتوفي في 4 مارس 589هـ-1193م في دمشق وعمره 57 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©