الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بحث واقع ومستقبل مسرح الشباب العربي

بحث واقع ومستقبل مسرح الشباب العربي
11 مارس 2012
بدأت صباح أمس في قصر الثقافة بالشارقة أعمال ندوة “المسرح والشباب.. لنا الغد” التي تقيمها الهيئة العربية للمسرح ضمن ملتقى “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” بمشاركة عدد من المخرجين المسرحيين الشباب من الامارات وعدد من الدول العربية من بينهم نقاد ومنظمي مهرجانات مسرحية جامعية عربية. وقد افتتحت الندوة بكلمة اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح العربي قال فيها “إننا هنا لنقرأ المشهد المسرحي معاً، لنقرأ التجارب بنجاحها بإخفاقاتها، إننا هنا لنتحدث في هواجسنا نؤسس لخارطة الطريق التي لا ارتباك في الخطى عليها”. وختم بالقول “الحياة لا تقيم في منازل الأمس، هكذا قالها جبران، فالحياة تولد في الأمس اليوم لكنها لا تقيم فيهما، إنها تقيم في الغد، فمن ذا يبصره بوضوح سواكم؟ من ذا يحدد إيقاعه سواكم، من هنا لهذا كان شعار ملتقانا ملتقى الشباب - لنا الغدُ”. وخصصت الجلسة الأولى التي أدارها المسرحي الدكتور حبيبب غلوم، لتجارب مسرح الجامعات تحدث فيها الدكتور غسان عبد الخالق من الأردن مدير مهرجان فيلادلفيا والدكتور سعيد الناجي من المغرب مدير مهرجان فاس للمسرح الجامعي. وقد انبنت ورقة الدكتور عبد الخالق على جملة من الخبرات الإدارية والمنهجية كان للناقد الأدبي الذي فيه أثر واضح في صياغتها، وقال “إذا كان ثمة كتلة بشرية حرجة قادرة على التغيير الإيجابي في المنطقة العربية، وتمتلك مصلحة حقيقية في هذا التغيير، فهي شريحة الشباب دون ريب. وإذا كان ثمة أداة حضارية نوعية راقية يمكن أن تضطلع بتحقيق جانب كبير من آمال طموحات الشباب فهي خشبة المسرح دون ريب أيضاً”. حيث من الممكن تلخيص ورقته بعدد من النقاط البارزة التي ناقشها، فرأى أن المسرح الجامعي عبارة عن صناعة، أي أنه جامع الموارد البشرية من إداريين وفنيين ومخرجين وممثلين، والموارد المادية من أموال وخدمات لوجستية، والبنى التحتية من مسارح وقاعات ومكاتب، ووسائل إعلام، ما يعني أن المسرح الجامعي ليس ممارسة ثقافية أو فنية فردية، بل هو ممارسة مؤسسية جماعية تتطلب العديد من الخبرات والتخصصات والأدوار، ولا يكتمل إلا بالجمهور، فهو ممارسة مأسورة كامنة في حيز الممكن”. ومما جاء في ورقة الدكتور سعيد الناجي “يشكل المسرح الجامعي تنويعا جميلا في مشهد المسرح العربي، في كل المسارح العالمية. في الجامعة، تكون الممارسة المسرحية مرتبطة بمرحلة معينة من عمر الشباب، تكون كذلك منفتحة غير آبهة إلى إكراهات الإنتاج المسرحي الذي يواجه المسرح الاحترافي. لكن في الآن نفسه، بسبب وضعه في الجامعة وهي مؤسسة لها تقاليدها، يبقى المسرح الجامعي ّمهملاّ إلى حد ما، فهو فن غير قار، ولا يبدو أنه في حاجة إلى دعم كبير. ربما في هذا تتحدد مأساة المسرح الجامعي، إذ هو ممارسة عابرة، مثلما أنه منفتح ومتحرر من تكاليف عديدة”. في هذا السياق تحدث عن بعض التجارب التي تصب في إطار تجاوز هذه الأزمة وصولا إلى تأسيس شبكة المسرح الجامعي العربي. وإلى الجلسة الثانية التي أدارها ياسر القرقاوي عضو مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي وشارك فيها: فيصل العميري من الكويت وخليل نصيرات من الأردن. وقال العميري “ المسرح هو المنبع الحقيقي والجامع لكل أطروحة تقدم على خشبته بل وصل به الأمر إلى أن يكون المفرغ الحقيقي لهمومنا وآرائنا بل لحياتنا، فهو المحرك الأساسي لرصد أفعالنا من خلال فن التمثيل وفن الإخراج المسرحي” وأضاف “لعل مسرح الشباب الهواة والجامعي لازال يعاني من فكرة الاحتكار الفكري مما يجعله حبيس أفكاره وإنتاجاته وهذا ما يجعل مسرح الشباب دوما متأخرا في طرحه ومعالجته لهمومه وهذا ليس بالمعيب لأن قدرة الشباب على صنع مسرح خاص بهم هم تتجاوز فكرة احتكار آرائهم وأفكارهم لكن المعضلة تكمن في عدم فهمهم وتذليل كل الصعوبات من أجلهم لأننا مازلنا نقول نحن الشباب لنا الغد”. أما خليل نصيرات فوصف مسرح الشباب بـأنه “لا تنطبق عليه صفة المُريح والهادئ والمطمئن، بقدر ما تنطبق عليه صفة المغامرة الفنية والفكرية، وهو بحاجة دائماً إلى رفده بالدماء الجديدة، وتوفير مناخات الحرية له، والدعم المادي والمعنوي لكي ينمو ويزدهر، وما يتطلبه منا إفساح المجال له لأن يقدم رؤاه وقراءاته الجديدة لمعنى الحياة، والذي يمعن النظر جيداً في التجارب المسرحية الشابة سيلحظ التحول الذي طرأ على موضوعات النصوص.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©