الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حاجز قلنديا».. معاناة يومية للفلسطينييـن ورمز بغيض للفصل العنصري

«حاجز قلنديا».. معاناة يومية للفلسطينييـن ورمز بغيض للفصل العنصري
28 ابريل 2017 00:40
الضفة الغربية (رويترز) على أحد الجانبين تنتصب أبراج حراسة يقف بداخلها جنود إسرائيليون يراقبون المكان من خلف زجاج مضاد للرصاص. وعلى الجانب الآخر ترتفع جدران إسمنتية تحمل آثار قنابل حارقة وطلقات الرصاص وتتناثر عليها رسوم الجرافيتي الفلسطينية. وبين الجانبين تقف حواجز وسياجات حديدية لتمنع العبور أو تنظم حركة المرور في صفوف سواء السيارات أو المشاة. ومثلما كان حاجز «تشارلي» رمزاً بغيضاً لتقسيم برلين إلى شرق وغرب إبان الحرب الباردة أصبح حاجز «قلنديا» اسماً سيئ السمعة للفلسطينيين الراغبين في العبور بين الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، سواء للعمل أو الذهاب إلى المدرسة أو زيارة مستشفى أو حتى رؤية الأقارب. وتقول السلطات الإسرائيلية «إن 26 ألف فلسطيني يمرون عبر حاجز قلنديا يومياً سواء على الأقدام أو بالسيارة أو الحافلة»، وتصطف الطوابير أمام الحاجز من قبل الفجر. ومن بين عشرات الحواجز، فإن «قلنديا»، هو أكبرها وأشهرها من حيث سوء السمعة، إذ يتعامل مع نحو ثلث إجمالي تنقلات الفلسطينيين من الضفة الغربية وإليها كل يوم. وقرب الحاجز من جانب القدس توجد لافتة تحذر الإسرائيليين من العبور، وتحمل اللافتة عبارة: «هذه الطريق تقود إلى المنطقة (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، ودخول المواطنين الإسرائيليين ممنوع وخطر على حياتهم وضد القانون الإسرائيلي». ويستمد الحاجز اسمه من قرية فلسطينية تقبع بين الحافة الشمالية الشرقية للقدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية، التي يوجد بها مقر السلطة الفلسطينية. وكانت «قلنديا» مليئة ببساتين الفاكهة والكروم في العصر البيزنطي وأثناء الحملات الصليبية. أما الآن فبدلاً من الفاكهة والكروم أصبحت قلنديا معروفة بحاجز التفتيش، وهو عبارة عن منطقة مترامية الأطراف تنتصب فيها جدران إسمنتية وحواجز حديدية وحارات محاطة بسياجات لعبور المشاة. وحتى أولئك الذين اعتادوا على العبور يشعرون بأنهم مقيدون بشكل صارم في تحركاتهم ويخضعون لرقابة فاحصة. وقال علاء الشويقي، البالغ من العمر 30 عاماً، والذي يستخدم معبر قلنديا كل صباح للذهاب إلى عمله: «الأمر يشبه وكأننا في سجن». ويصل الشويقي بعد الخامسة صباحاً بقليل، حتى يتمكن من اجتياز إجراءات الأمن ومقابلة رئيسه في العمل على الجانب الآخر في السادسة والنصف صباحاً. وأضاف: «إذا أراد الجنود إغلاق الحاجز لا أحد يستطيع الذهاب أو القدوم». ويحدث هذا الإجراء في حالة حدوث تهديد أمني وهو أمر يتكرر كثيراً ويؤدي إلى تكدس الناس والمركبات على الجانبين. وأقيم الحاجز في عام 2001، عندما بدأت إسرائيل بناء جدار الفصل العنصري بطول 700 كيلومتر، لفصل الضفة الغربية عن القدس. ويشق جدار الفصل العنصري المقام، في أجزاء كثيرة منه، قرى فلسطينية وخاصة حول القدس. وأعربت «ماتشسوم ووتش»، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية كل المتطوعين فيها من النساء، عن غضبها من المعاملة التي يلقاها الفلسطينيون أثناء عبورهم. وقالت «حنا باراج»، إحدى المتطوعات بالمنظمة، التي تراقب المعبر منذ 16 عاماً، «إن الحاجز يمثل خطراً رئيساً على أرواح الفلسطينيين». وعلى الجانب الفلسطيني من المعبر تكثر الحفر في الطرقات وتنتشر أكوام القمامة، في أركان مهجورة، ويقوم شبان بعرض ملابس رخيصة للبيع إلى قائدي السيارات والشاحنات التي تتقدم ببطء للوصول إلى مقدمة الصف. ويبيع فادي صقر، البالغ من العمر 37 عاماً، فاكهة ووجبات خفيفة على عربة يدفعها بيده في الجانب الفلسطيني منذ عام 2004. ويغادر صقر المكان عندما تحدث أعمال عنف أو صدام بين المحتجين الذين يرشقون الشرطة بالحجارة والسلطات التي ترد بعنف، لكنه يعود سريعاً ليبيع بضاعته. وأوضحت سارة جاسر، البالغة 25 عاماً، التي تقيم في القدس وتستخدم المعبر للتوجه إلى الضفة الغربية، حيث تدرس القانون في جامعة «بيرزيت»، أنها لا تعتقد أن تطوير المعبر سيشكل فارقاً بالنسبة لحجم الاشمئزاز الذي تشعر به عندما تمر عبر الحاجز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©