السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخرطوم تكشف ملامح الحكومة المرتقبة

الخرطوم تكشف ملامح الحكومة المرتقبة
30 ابريل 2010 00:56
كشف حزب المؤتمر الوطني الفائز في الانتخابات العامة التي جرت بالبلاد مؤخراً ملامح لتشكيل حكومته الجديدة والتي يتوقع أواخر مايو، فيما تواصلت الدعوات المحلية والدولية التي تطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لتحمل مسؤولياتها في إدارة الأزمات التي تواجه البلاد واستكمال اتفاقيات وقعت في الجنوب وأخرى في دارفور. ودعا رئيس لجنة حكماء أفريقيا الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي طرفي اتفاقية السلام الشامل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وتهيئة الأجواء القانونية والعامة لإجراء الاستفتاء علي مصير جنوب السودان. وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع إن الحكومة السودانية الجديدة لن تكون حكومة ائتلافية ، وإنما ستضم الذين يشاركون الرئيس عمر البشير في أفكاره، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستجري بعد اربع سنوات. وقال نافع في مؤتمر صحفي في الخرطوم إن حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه عمر البشير لن يجري مشاورات قبل تأليف الحكومة ، وأن هذه الحكومة لن تضم أولئك الذين لا يشاركون الرئيس في برنامجه. وأضاف أن الحكومة لن تكون ائتلافية بل قائمة على أساس برنامج سياسي ، مشيرا إلى أن الرئيس البشير يحتفظ بالحق في تعيين وزراء من غير الفائزين في الانتخابات التشريعية. وتوقع نافع أن يجري تشكيل الحكومة في أواخر مايو وبداية يونيو ، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستجري بعد أربع سنوات. وأسفرت الانتخابات العامة التي جرت في السودان عن فوز الرئيس عمر البشير الذي وصل إلى السلطة اثر انقلاب عسكري في يونيو 1989 . وجرت هذه الانتخابات بموجب اتفاق السلام الشامل الذي ينص أيضاً على إجراء استفتاء شعبي في يناير المقبل حول انفصال الجنوب. وتضم التشكيلة الجديدة للحكومة وجوهاً جديدة، منها القانوني فتحي خليل بمنصب والي الولاية الشمالية. ويدخل في التشكيل الوزاري في ولاية الخرطوم لأول مرة محمد أحمد حميدة لوزارة التربية والتعليم. وتأكد عودة وزير المالية الأسبق عبد الوهاب عثمان إلى وزارة المالية، فيما ذهبت حقيبة التخطيط والتنمية العمرانية إلى عصام الدين عبد القادر الذي كان يشغل منصب مدير عام مصلحة الأراضي بالخرطوم. وأبقيت حقيبة الزراعة بحوزة وزيرها الحالي صديق محمد علي الشيخ، فيما أسندت وزارة السياحة والآثار إلى أميرة الفاضل التي كانت تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية. وكانت أولى مفاجآت، تنازل الحركة الشعبية عن حقيبة الخارجية إلى المؤتمر الوطني بعد أن تمسكت بها منذ توقيع اتفاقية السلام التي أصبحت بموجبها الشريك الثاني في السلطة. ويشارك الجنوبيون في الحكومة الاتحادية الجديدة بالشمال بموجب ذات الاتفاقية، غير أن الحركة الشعبية رهنت مشاركتها بإطلاعها على برنامج الحكومة المرتقبة، واشترطت أن يكون متوافقاً مع اتفاقية السلام الشامل. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة سنشارك في الحكومة بعد إطلاعنا على برنامجها الذي يجب أن يتوافق مع الاتفاقية. إلى ذلك، أكد نائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع أن وحدة السودان هم وطني، وقال: سنفرغ كل جهدنا لتحقيقها وسنتعاون مع كل القوى السياسية بما فيها المعارضة. وبحسابات سياسية أكثر دقة، فإن ما ناله الرئيس البشير من أصوات في الجنوب مؤشر قوي على تنامي نزعة الانفصال لدى الجنوبيين، بحسب رأي الخبير الإعلامي والقيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي، الذي أشار في ندوة “السودان ما بعد الانتخابات” إلى غلبة التيار الانفصالي على الوحدوي بالجنوب. ويفسر الخبير والمحلل السياسي البروفيسور حسن مكي أن نتائج ما بعد الاستفتاء إذا رجحت الانفصال سيكون هناك عجز في الميزانية بالجنوب؛ لأنه يعتمد على البترول. وأضاف أن الحركة الشعبية استطاعت أن تجني مكاسب كبيرة بالشمال وانتزعت منطقة غالية، وهي النيل الأزرق وكسبت أيضاً جبال النوبة. وزاد أن الشكل السياسي للحكومة القادمة جاهز ولن يكون فيه جديد، لكن التحديات التي تواجه المؤتمر الوطني أن الحركة ستمارس مزيداً من الضغوط عليها لحين موعد الاستفتاء. ويخالف مكي في الرأي الجنوبي والقيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق، مشيراً لـ(الاتحاد) إلى أن سلبيات الانفصال تأخذ بعداً أكثر من ذلك، متوقعاً أن تندلع حرب قبلية لا هوادة فيها، مؤكداً أن بقاء الجنوب في جسد الوطن الواحد يحفظه توازنه، فيما الانفصال يجهض أماني الجنوبيين في الازدهار والرفاهية التي يسعى إلى تحقيقها في المرحلة المقبلة. والشعور العام في الجنوب، بحسب حديث الخبير السياسي الجنوبي صموئيل ارو، يميل باتجاه الوحدة مع الشمال. وقال لـ”الاتحاد” إن الجنوبيين في معظمهم يرغبون في الوحدة ولا يعرفون إلا سوداناً واحداً ويرددون في أغانيهم لا جنوب بلا شمال، مؤكداً أن الحديث عن الانفصال لا يعدو كونه حديثاً سياسياً. وزاد أن الجنوبيين لا يثقون في الانفصال وقيام دولة تسيطر عليها قبيلة الدينكا بحكم أن معظم قادة الحركة الشعبية هم من أبناء هذه القبيلة، كما أنها من كبرى القبائل في الجنوب من حيث الكثافة العددية.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©