السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

من دون ضجيج.. البحرية التونسية تكافح التهريب والإرهاب

من دون ضجيج.. البحرية التونسية تكافح التهريب والإرهاب
28 ابريل 2017 00:42
بنزرت (أ ف ب) يمشّط زورق للحرس البحري التونسي، بأضواء مطفأة ومن دون ضجيج، المياه الإقليمية التونسية قبالة سواحل بنزرت، شمال شرق البلاد، لرصد زوارق تهريب فائقة السرعة قادمة من سواحل إيطاليا، في ظاهرة جديدة تقلق السلطات التونسية. وخلال دورية بحرية استغرقت 24 ساعة على متن خافرة فائقة السرعة قبالة سواحل بنزرت، يقول الرائد في الحرس البحري التونسي «محمد ناصر السعداني»، «إن هذه الظاهرة جديدة وخطيرة». ويراقب الضابط في قمرة القيادة الشاشات أمامه في محاولة لترقب أي تحرك مشبوه. ويبدي أفراد الطاقم اهتماماً أكبر خلال الليل، لأن المهربين يفضلون العمل في الظلام. ومنذ سنوات طويلة، اعتاد مهاجرون غير شرعيين الإبحار من السواحل التونسية باتجاه إيطاليا بحثاً عن حياة أفضل. لكن الرائد السعداني يوضح أنه منذ ثورة 2011، وما تبعها من اضطرابات سياسية وأمنية في تونس، تمكنت شبكات تهريب دولية، تنشط انطلاقاً من إيطاليا، من إقامة فروع لها في تونس. ويحذر من أن «التجهيزات الحديثة» التي تملكها هذه الشبكات يمكن «استعمالها في عمليات إرهابية، وهو ما يمكن أن يشكل خطراً ليس على تونس فحسب، بل على أوروبا أيضاً». وترى تونس أن الأكثر نشاطاً هو تهريب المخدرات، بيد أن العمليات تشمل أيضا تهريب بضائع، لا سيما السجائر المرتفعة الثمن في تونس، وأشخاص. وفي منتصف مارس الماضي، حجز الحرس البحري قبالة سواحل ولاية نابل شمال شرق البلاد، 30 كيلوجراماً من الكوكايين بقيمة ستة ملايين يورو، على متن زورق قادم من الضفة الشمالية للمتوسط، وفق السلطات التونسية. ووصف الحرس البحري شحنة الكوكايين المحجوزة بأنها «غير مسبوقة» في حجمها، محذراً من تصاعد هذا النوع من عمليات التهريب التي باتت تثير قلق مسؤولين أمنيين. ويقول محمد وليد بن علي، رئيس مركز الحرس البحري في ميناء حلق الوادي شمال العاصمة، «إن كمية الكوكايين تدلّ على أن شبكة دولية كبيرة تقف وراء العملية». ويؤكد السعداني أن هذه الشبكة لو نجحت في إدخال كمية الكوكايين المذكورة إلى تونس، كانت «ستكثّف من أنشطتها» في البلد، لافتاً إلى أن أكثر ما يخشاه هو تهريب أسلحة نحو تونس. ويوضح الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني (الدرك) العميد خليفة الشيباني، أن تونسيين مقيمين بشكل غير شرعي في إيطاليا ينظمون هذه العمليات مع مهربين إيطاليين ويستعملون زوارق، أغلبها مسروق، متطورة جداً وأسرع من زوارقنا. ويشير إلى أن هذه الزوارق تستطيع الهرب إلى المياه الدولية خلال 15 دقيقة بعد إيصال الشحنات المهربة إلى تونس. وبين نهاية 2016 ومطلع 2017، رصد الحرس البحري التونسي قبالة السواحل التونسية خمسة زوارق قادمة من إيطاليا تمكنت من الهرب، وفق العميد الشيباني. وتفصل جزيرة صقلية الإيطالية عن سواحل تونس مسافة تصل إلى حوالى 150 كيلومتراً. وتعيش تونس منذ عام ونصف حالة طوارئ، إثر سلسلة هجمات إرهابية دامية أسفرت عن مقتل العشرات. وهي مهددة أيضا بحالة الفوضى في جارتها ليبيا حيث تعيش المليشيات المسلحة من التهريب. وهذا سبب إضافي لزيادة دعم تونس «دوليا، وفق الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني الذي يعتبر أن الدعم الحالي»لا يتطابق مع درجة التهديدات الموجودة في البحر المتوسط«. ويقول الشيباني»إن المياه الإقليمية التونسية تحتاج منظومة مراقبة إلكترونية مماثلة لتلك التي يتم تركيزها حالياً، على طول الحدود البرية مع ليبيا. ويؤكد الرائد السعداني من جهته أهمية «أن نكون مستعدين لأي نوع من التهديدات لأن تونس مستهدفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©