السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مآسٍ مروعة تواجه الجزائريات عندما يبحثن عن فرص عمل

30 ابريل 2010 00:57
قد تكون يد الغوث امتدت أخيرا لنساء حاسي مسعود، تلك المدينة الواقعة جنوب شرق الجزائر ويقطنها نحو ستين ألف نسمة. فمنذ مارس الماضي تعاني النساء غير المتزوجات اللاتي يعملن في شركات النفط متعددة الجنسيات المنتشرة في تلك المنطقة الغنية بالنفط من سلسلة من هجمات وحشية تقوم بها عصابات من الشبان الملثمين المدججين بأسلحة بيضاء كالسيوف والقضبان الحديدية والسكاكين وغيرها. وذكرت صحيفة الوطن اليومية نقلا عن جماعات حقوقية ومقابلات ، أن أولئك الشبان يقتحمون منازل هؤلاء النساء ويرهبونهن ويعتدون عليهن ويسرقون ما بحوزتهن واحيانا يغتصبونهن.كل النساء اللاتي أتين لحاسي مسعود من بقاع أخرى بالجزائر، بحثا عن لقمة العيش، وجدن عملا كسكرتيرات أو خادمات أوطاهيات. ويقلن إن الشرطة لا تريد حمايتهن. نتيجة لذلك أعلمت نحو 20 مؤسسة حقوقية الصحفيين في العاصمة الجزائر الأحد الماضي أنها ستشكل هيئة تكون بمثابة مظلة لحماية النساء.وتقول السيدة شريفة بوآته من رابطة الدفاع و حقوق المرأة “لقد هالني العنف الذي تعاني منه النساء العاملات وتكاسل قوى تطبيق القانون التي لم تحم الضحايا..لقد قررنا أن نقدم كامل تضامننا معهن”. وأضافت “هؤلاء النساء مواطنات(جزائريات) ولهن الحق في الحياة والعمل أينما شئن.. ويتعين على الدولة توفير الحماية لهن... لكنهن يعشن في رعب ..فقط لأنهن كن على قدر من الشجاعة ليخرجن ويبحثن عن وظيفة..بعيدا عن بلداتهن الأصلية”. وقالت الممثلة الجزائرية نادية قاسي التي ألفت كتابا عن العنف، لصحيفة “لو كسبريس” الأسبوعية ، إن المتطرفين هم من يقفون وراء تلك الهجمات التي تستهدف النساء. ويقول المحافظون في الجزائر ، إن النساء لا يحق لهن الخروج من بلداتهن ليستلبن وظائف أبناء المدينة، بل إن بعضهم قال إن بعض النساء في حاسي مسعود يعملن عاهرات.سعاد، إحدى الضحايا ، قالت لصحيفة الوطن الجزائرية، إن ضابط الشرطة قال لها “ أنت محظوظة.. فالنساء اللائى سرقن قبل عدة أيام لا يزلن في المستشفى. خمس منهن جرى اغتصابهن ولا يزلن في حالة صدمة”. كان خمسة رجال اقتحموا منزل سعاد الذي تعيش فيه مع أختها الصغرى. وكانت أمها وأختان أخريان وأخ آخر في زيارة خارج المنزل وقت الهجوم ، ليلة السابع من أبريل الجاري، ودفع أحد المهاجمين سعاد نحو حائط وطعنها في معدتها بمفك. وقالت سعاد “ سرق سلسلتي الذهبية وخواتمي وأقراطي.وطلب مني ألا أنطق.وشعرت بأني مشلولة . حتى بدأ في رفع تنورتي. توسلت له .لكن يبدو أنه كان تحت تأثير مخدر. كانت رائحة الخمر تنبعث منه. كلهم كانت تفوح منهم نفس الرائحة”. بعدها غادرت سعاد وأسرتها ذلك المنزل ، وقالت إن فقرها هو ما يدفعها هي وأخريات للقدوم للمدينة. وقالت “لا نريد أن نفقد قوت أطفالنا.لا نريد شيئا سوى كسب لقمة العيش بكرامة وفي أمان”.وقالت عن مهاجميها “ جذبوني من ذراعي محاولين سحبي للخارج. تشبثت بالجدار وتوسلت لهم أن يتركوني .كنت على استعداد لأن أعطيهم كل مدخراتي ومجوهراتي. مقابل ألا يغتصبوني.فأولئك ليسوا لصوصا أولئك إرهابيون”.وقالت حادا ، إنها عندما توجهت للشرطة للإبلاغ ، قابلت نساء أخريات من نفس الحي تعرضن هن الأخريات لاعتدا مماثل. وقالت حادا “الشرطة لا تفعل شيئا سوى أخذ أقوالهن.سألتهن لماذا لا يلقون القبض عليهم ..هل تعلمين بماذا أجابني ضابط الشرطة؟ وما يدريك أنني. انا ضابط شرطة . أنني لست واحدا منهم ؟ في الصباح أنا أعمل. وفي المساء أضع عمامتي حول وجهي وأهاجم النساء اللاتي يقمن بمفردهن”. سيدة أخرى ، فاطمة وهي في أواخر العشرينات تعرضت للاعتداء عليها وللسرقة في نفس الليلة التي تعرضت فيها حادا للاعتداء، قالت إنها عندما توجهت لمركز الشرطة ، قال لها ضابط الشرطة “ماذا تريدين”.”كل ما عليك فعله هو الرحيل .عودي لمنزلك مثلا ستكونين أكثر أمنا هناك.فالأوضاع خطيرة هنا على سيدات أمثالك”.ولم يلق القبض على أحد بعد. في الحقيقة أن أعمال العنف التي تستهدف نساء حاسي مسعود بدأت في واقع الأمر في 13 يوليو 2001 ، في تلك الليلة ، قام حشد من أكثر من 300 رجل، حفزهم إمام متطرف من المنطقة باقتحام الحي الذي تعيش فيه الكثير من أولئك النساء. لما يزيد على خمس ساعات ، تعرضت أكثر من أربعين سيدة لاعتداءات وحشية، ضربن وعذبن وسحبن عرايا في الطرقات ، عدد غير قليل منهن تعرض للاغتصاب بعضهن أكثر من مرة، كما تعرضت منازلهن للنهب والإحراق. وتم نقل عشرات من السيدات للمستشفى ، بعضهن في حالة حرجة. وذكر الشهود وصحيفة “لا تريبيون” اليومية أن ست سيدات قتلن وهي التوكيدات التي نفتها الشرطة. ومنذ بدأت صحيفة الوطن تغطية أحداث العنف الأخيرة، بدأت دوريات الشرطة في الانتشار في الأحياء التي تحيا فيها النساء ويبدو أن الهجمات توقفت للفترة الراهنة. غير أن فاطمة لن تغامر، فقالت للصحيفة اليومية إنها تدبرت أمر الحصول على غاز مسيل للدموع وسكين للدفاع عن نفسها.وقالت “وسوف أشتري مسدسا أيضا لو وجدت واحدا .للدفاع عن شرفي وكرامتي . إن الدولة لا تفعل شيئا لحمايتنا في حاسي مسعود”.
المصدر: الجزائر، باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©