علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (غزة، رام الله، القاهرة)
يعقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعاً طارئاً اليوم، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة السعودية، وذلك بناءً على طلب من فلسطين، وتأييد من الكويت، ومصر، والأردن، لبحث جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا في «مسيرة العودة الكبرى» لمناسبة الذكرى الـ 42 لـ «يوم الأرض»، بالإضافة إلى الأحداث المستمرة والخطيرة التي تنتهجها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة السفير سعيد أبوعلي، «الجامعة تتابع عن كثب التطوُّرات، وآخرها المجزرة التي ارتكبت ضد المتظاهرين على حدود قطاع غزة، والتي راح ضحيتها 18 شهيداً، إضافة لأكثر من 1700 جريح».
وأضاف أنه من الضروري تحمل المجتمع الدولي بأسره ومؤسساته كافة، المسؤولية الكاملة لوضع حد فوري لهذه الجرائم الإسرائيلية، وتشكيل لجنة تحقيق بصورة عاجلة لمساءلة الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، على طريق إنهاء هذا الاحتلال.
وأكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، موقفه القاطع بإدانة الجريمة الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرة السلمية، مشيراً في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إلى أن الجامعة سوف تتخذ اليوم القرارات اللازمة والمتناسبة مع الحدث، فيما طالب هنية بمقاضاة إسرائيل على جرائمها، مؤكداً أهمية التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة الاحتلال وقادته، وكذلك ضرورة التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الجريمة الإسرائيلية وتشكيل لجنة تحقيق دولية.
إلى ذلك، تراجعت حدة المواجهات في المنطقة الحدودية داخل قطاع غزة بعد يوم الجمعة الدامي، لكن التوتر لا يزال قائماً مع استمرار الاعتصامات والدعوة إلى مزيد من المسيرات والتجمعات. وأعلنت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على «مسيرة العودة الكبرى»، أن المواطنين يواصلون لليوم الرابع التدفق اليومي إلى الخيام المقامة على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل، تأكيداً للتمسك بحق العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وصولاً ليوم الزحف الكبير في الذكرى الـ 70 للنكبة في 15 مايو المقبل.
واعتصم عدد قليل من عائلات اللاجئين داخل الخيام المواجهة للحدود، والتي تحمل أسماء بلدات فلسطينية وعائلات لاجئة، قرب منطقة المنطار - كارني شرق غزة. وتواصلت المواجهات قرب السياج الحدودي، حيث احتشد أمس عشرت الشبان والصبية على بعد عشرات الأمتار من السياج شرق مدينة غزة، وأشعل بعضهم إطارات السيارات. وأطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع وأحياناً الأعيرة النارية لتفريقهم.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، استشهاد فارس الرقب (29 عاماً) صباح أمس متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة بعيار ناري في البطن شرق خان يونس، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء إلى 18، إضافة إلى نحو 1700 جريح، بينهم 815 بالرصاص الحي والمتفجر. وقال القدرة «إن 46 مصاباً لا يزالون في حالة خطرة أو حرجة».
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا التي تضم الفصائل الفلسطينية والمجتمع الأهلي، تشكيل لجنة قانونية دولية تضم خبراء قانونيين وحقوقيين من دول عدة حول العالم لملاحقة جنود وقادة جيش الاحتلال لارتكابهم جريمة حرب ضد المدنيين العزل خلال أحداث الجمعة. فيما نقلت صحيفة هآرتس «العبرية» عن كبار ضباط الجيش الإسرائيلي قولهم «إن الجيش لن يغير من انتشار القناصة على حدود غزة، كما أنه لن يتم تغيير أوامر وتعليمات فتح النار على المتظاهرين على طول الحدود مع القطاع لمجرد الدعوات من قبل بعض الجهات فتح تحقيق بأحداث الجمعة الماضي».
واعتقل جيش الاحتلال، فجر أمس، 14 فلسطينياً من قرى وبلدات الضفة الغربية والقدس. في وقت اقتحم 246 مستوطناً، بينهم عنصران من المخابرات، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
عدد اليوم
