الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان يعلن الحرب على الحية النارية

7 يونيو 2008 01:12
عاصر الزعيم القبلي دامع العينين جوزيف لوكوي حربين أهليتين في جنوب السودان لكن الندوب التي تغطي جسده لم تكن من آثار هاتين الحربين، وإنما يشير كل منها إلى المكان الذي استخرجت منه دودة غينيا وهي طفيل يشبه الاسباجيتي ينتقل من خلال مياه الشرب وقد تنمو الدودة إلى أن يصل طولها إلى متر· وبعد أن تعيش الدودة التي تعرف أيضا باسم ''الحية النارية'' داخل جسم العائل مدة تصل إلى 14 شهراً تبدأ في إفراز مواد كيماوية لتليين اللحم لتحدث جروحاً متقيحة· وغالبا ما تندفع للخارج ومن ثم يمكنها وضع حوالي مليون يرقة· قال لوكوي الذي يعيش في الولاية الاستوائية الجافة في السودان حيث يحمل غالبية الرجال أسلحة وحيث تشيع هجمات الحيوانات القاتلة ''الألم مبرح'' تدفع الآلام المحرقة الكثير من المرضى للذهاب إلى أقرب مورد متاح للمياه للتخفيف من الألم· وتطلق دودة غينيا موجات من اليرقات في المياه بمجرد لمسها وتهلك· ومن المحتمل أن تصيب المياه - إذا لم يتم غليها أو تنقيتها - من يشربها بالمرض· ويعيش في السودان أربعة أخماس المصابين بمرض دودة غينيا في العالم· وهو مرض مؤلم غالبا ما يصيب البشر في موسم المطر· لكن الآن هناك أمل جديد في إمكانية القضاء على الطفيل تماماً· وتسعى الحكومة الإقليمية في جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ومركز كارتر وهي جماعة معونة أسسها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر للقضاء على دودة غينيا في السودان بحلول عام 2009 في إطار سعيهما للقضاء على المرض في العالم بعدئذ· وستكون هذه أول حملة عالمية للقضاء على مرض منذ القضاء على الجدري في عام 1977 والحملة الأولى التي لا تستخدم فيها لقاحات أو أدوية· قال ستيفن بكنل رئيس مكتب مركز كارتر في جنوب السودان ''لا يوجد علاج سحري ولا لقاح· وعندما نقضي على دودة غينيا في العالم فإن ذلك سيكون من خلال تغيير الناس لسلوكهم·'' وتابع قائلاً ''إذا أبعدت المصابين بدودة غينيا عن موارد المياه لمدة عام فإنها ستختفي·'' وهناك أكثر من 25 ألف متطوع يراقبون حوالي 22 ألف قرية ويقومون بحصر الديدان التي تخرج من الجلد ويقومون ''بمعالجة حالات''· وهذا يعني منع المصابين من الذهاب إلى موارد المياه وإخراج الديدان من أجساد ضحايا المرض
المصدر: جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©