السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة».. الحجر حين يسبح باسم الله

معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة».. الحجر حين يسبح باسم الله
30 يوليو 2009 03:35
نبتدئ بالبسملة «بسم الله الرحمن الرحيم» مكتوبة على قماش أزرق يميل إلى السواد كأنه في غروب شاعري يفيض وجداً وإحساساً طاغياً بأنك ستدخل بوابات العالم السبع. من هذا الرواق حيث الانعطافة الأخيرة فيه ندخل إلى الابتهال ونحن تحت قبة سماء مدورة خالطها أزرقاق شفيف أيضاً وهي تحمل بتناسق جميل أسماء الله الحسنى، تومض فتزيد القبة إشراقاً، لافتة النظر إلى سحر اسم الله وتأثيره الوجداني على الداخل، بينما تلهج الألسن بنغمات الاسم مع ظهور كل واحد جديد، وكأننا نسبح بالنور من نور في الأفئدة. ذلك ما يشاهده الزائر لمعرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية في «جاليري وان» بقصر الإمارات في أبوظبي والذي يستمر حتى 10 أكتوبر المقبل، حيث يعرض 161 عملاً فنياً تظهر مجموعة من الشواهد الاثرية والتاريخية القادمة من 7 متاحف مهمة في تركيا، ويعد هذا المعرض الأول من نوعه من حيث التصور والتميز في أسلوب العرض الذي يرتكز على جوهر العقيدة وإظهار نواحي العبادة من خلال قطع اثرية يمتد تاريخها إلى 8 قرون ماضية. ساهم متحف توبقابي بـ 103 تحف، ومتحف الفنون التركية والإسلامية بـ 36 تحفة، ومجموعة غالتا المولوية ومكتبة بيازيت «بايزيد» بتحفة واحدة لكل منهما، ومكتبة ميليت «الملة» بـ 5 أعمال فنية، ومتحف أنقرة الاثنوغرافي بـ 3 أعمال، ومتحف قونيا مولانا بـ 12 عملاً. قد يتبادر سؤال مهم: لماذا قسم المعرض إلى 7 حجرات «قاعات»؟.. هل جاء ذلك اعتباطاً أم أنه محاكاة لا واعية للسماوات السبع، أم أنه أمر مقصود تمثلاً ببوابات الكون التي تنفتح من سماء زرقاء تفيض ألقاً؟. ربما إحساسنا الدائم بهيمنة العدد 7 على ذواتنا وتاريخنا يدعوننا لأن نعمد دائماً لاحتواء هذا العدد في أفعالنا محاكاة للكون وما ورد في القرآن الكريم حيث « سبع سنابل» و « سبع بقرات» و»سبع سماوات» و «سبع ليال». إنها سبع حجرات ضمت سبعة أشياء مختلفة، وفي كل حجرة موضوع متوحد يدعو إلى العودة حيث تاريخ الأجداد الذين حفظوا أشياء التاريخ وأعادوا إخفاءها عن الزمن لكي لا يغرس أصابعه في ثناياها. الحجرة الأولى سيرة الرسول المعطرة في 15 لوحة مرسومة بعناية فائقة. اللون يبرق ووجوه المسلمين تدعو إلى الطمأنينة والعزيمة ومراحل الدعوة تظهر واضحة في ثنايا اللوحات. واقعية صارمة وتخيل محسوس، يشتغل الأحمر بشكل واضح ومهيمن بينما تبدو الأشياء أكثر وضوحاً عبر بريق اللون الزيتي. ومع هذه الواقعية نجد الترميز في اللوحة، وامتزاج لحظة تخيل عصر الرسالة من خلال زمن اللوحة والأشياء التي تحيط بالفنان الذي استطاع وبحس عقائدي عالٍ أن يقدم في هذه اللوحات تصوره، عبر ما جاء في السيرة النبوية، هي مواقف رويت شفاهة فتحولت إلى لوحة.. تروي إحدى اللوحات قصة الشجرة التي بكت، حيث كان الرسول الكريم يسند جسده على جذع شجرة، وبعد فترة وما أن صنع المنبر النبوي الشريف تحول الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى الخطبة من فوق منبر النبوة ووقتها سمع أن جذع النخلة يبكي، فجاءه الرسول واحتضنه وسكن الجذع من بكائه. المرويات عن معجزات النبوة تثير مشاعر المبدعين المسلمين الفطريين في كل العالم، ولأنهم يعتمدون على الخيال، تراهم لا يمدون اللوحة إلى الخيال الأقصى، مكتفين بالتصور فقط حينها يمازجون بين عالمين هما عالم زمن فعل رسم اللوحة وزمن التخيل، ولهذا ترى بعض الأيقونات مستمدة من زمن الفنان نفسه لا زمن الواقعة التي حدثت فيها. الحجرة الأولى «سيرة الرسول الكريم» تحكي أحداثاً، وقائع، باللون مصحوبة بشرح مرافق لكل لوحة، يشير إلى ما تحتويه اللوحة من حدث أو واقعة، كي يتهيأ الزائر لأن يستقبل الحجرة الثانية، وقبل أن يلج إلى الحجرة الثانية لابد له أن يقلب نظره إلى قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق» في لوحة حروفية تفنن فيها المبدع الإسلامي حيث تجسد إبداعه في اختراع آلاف التشكيلات على الواحد (الحرف) ولأنك قد قلبت نظرك في قول الله تعالى «اقرأ» لابد أن يعقب هذه الحروفية قاعة الوجود الإلهي. الحجرة الثانية قاعة الإيمان.. ضمت سبع حروفيات «العودة إلى الرقم 7» ثانية وكأن الرقم والحرف والسماوات السبع فيض إلهي أراد له الله أن يتجلى في الحرف الذي ابتدأ به الإسلام، والرقم الذي هيمن على الفكر الفلسفي الإسلامي والفكر الموروثي العربي والسماوات السبع التي يفتحها الله صباح كل يوم جديد.. فأنزل يومها في غار حراء حرفه الكريم على رسوله الكريم. مع الحروفيات لابد أن تعرض المصاحف الشريفة النادرة من قرون سابقة أقدمها مصحف شريف من القرن الرابع عشر من جلد وورق وحبر وألوان مائية، ذهب بشكل دقيق وهو من متحف مولانا الرومي بقونيا. يتكون المصحف من 573 صفحة، وقد كتبت أوائل سوره بالخط النسخ، بينما كتبت السور ذاتها بالخط الكوفي على ورق مذهب، وكتب في الفقرة المكونة من تسعة أسطر في الصفحة رقم 287 المعروضة من هذه النسخة أن «هذا المصحف موقوف من قبل الحاج خضر ابن عوض». حروفية دائرية من الفضة على خشب أسود من العهد العثماني 1261 هـ من متحف مقر طوبقابي، كتب عليها سورة الإخلاص بخط الثلث البارز الجلي المطلي بالفضة على ورق مشمع لونه نفطي داكن، كما كتبت البسملة بخط أصغر عند مشارف وسط اللوحة، أما في منطقة الوسط فكتبت عبارة التوحيد. لوحة أخرى لحروفية كتبت عليها عبارة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» كتبها السلطان محمود الثاني بخطه، في إشارة إلى كونه حروفياً مهماً وبارعاً وهي من القرن التاسع عشر في العهد العثماني صيغت من الورق والذهب وجاءت من متحف الفنون التركية الإسلامية. كتب السلطان محمود الثاني هذه اللوحة بخط الثلث البارز، وكتب فيها عبارة التوحيد ولفظ الجلالة فوقها «الله».. وفي أسفل اللوحة دونت بيانات كاتبها على النحو التالي «كتبه الغازي محمود خان بن عبد الحميد خان» وفي الجزء العلوي من الكتابة توجد أشكال نباتية مطلية بالذهب تتكون من أوراق وأزهار طبيعية تعكس أسلوب زخرفة القرن التاسع عشر. وتعددت الحروفيات فما كان منها من ذهب على ورق نرى خطاً على حجر وخطاً على كرتون وخطاً على جلد. نصوص واختيارات جميلة امتزجت فيها كل أنواع الخطوط العربية.. «فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين» و «يا معبود بالحق» و «الحمد لله». أما ما عرض وفيه من الجمال الشيء الكثير فهو «ورقة من القرن العاشر ومن جلد وورق وحبر بألوان مائية ومذهب وهي من مصحف شريف وصل منه حتى يومنا هذا 14 ورقة فحسب، مفقودة بدايتها ونهايتها وهي تحمل ميزات القرن العاشر بالرغم من أن إسنادها إلى عصر الخليفة عثمان بن عفان 23 - 35 هـ وفي كل صفحة 17 سطراً مكتوبة بالخط الكوفي، وقد أهديت هذه النسخة من المصحف الشريف إلى متحف مولانا سنة 2006م من قبل بركة خان الملقب بحيدر آباد نظامي الأمير مكرم شاه، وغلافها الجلدي الملمع بطلاء «لك» مشغول على الطراز الهندي وقد زين سطحه برسوم الأزهار الصغيرة المبتكرة. مصحف ثالث خطه ياقوت المستعصمي آخر خطاطي البلاط العباسي وورقه مكون من 437 صفحة، بني غامق اللون ومصقول تحوي كل صفحة 20 سطراً والصفحتان الأولان مذهبتان بالكامل. كتاب صحيح مسلم لمؤلفه أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري بتاريخ 871 هـ من جلد وورق وحبر وصبغة مائية وورق مذهب حيث جمع مسلم الحديث النبوي الشريف فيه، كونه الأكثر ثقة ودقة برواية الحديث الشريف بجانب «صحيح البخاري». الحجرة الثالثة حفظ القرآن الكريم الدين كله، وكرس الإسلام الأمانة حيث تودع الأمانات عند الأمين، وهو اللقب الذي أطلق لأول مرة على حامل الرسالة وصدق القول «لم تستطع حتى الجبال حمل الأمانات التي حملها الرسول الكريم». توزعت الحافظات، وكان أهمها حافظة القرآن الكريم، الأمانة الكبرى، التي تشاهد في مساجد المسلمين وهي عادة مصنوعة من الخشب المرصع بالعاج والأبنوس والصدف والفضة والمعدن أو من اليشم المذهب وبالياقوت والخيط الحرير. ومنها حافظة من نهاية القرن 16 من متحف الآثار التركية والإسلامية، مصنوعة مع أرجل داعمة تجعلها مرتفعة عن الأرض، تحفظ نسخاً من القرآن الكريم في المساجد ويوجد عليها نقش بخط تعليق لحديث يذكر فضل القرآن كتب على جدار القبة المكونة من 12 زاوية مغطاة بالأبنوس ومرصعة بالعاج. وأخرى حافظة مرصعة بالذهب والياقوت وهي مصنوعة من حجر اليشم الأخضر وتم تزيين السطوح الخارجية بزخرفة. في هذه الحجرة الثالثة ترى لوحة حروفية كتبت بالأزرق الشفيف وتمركز في وسطها اسم الرسول الكريم «محمد» صلى الله عليه وسلم.. وكأن الأزرق يناغم الأزرق، شفيفه في اللوحة وقاتمة على الجدران في الرواق الذي تلمس من خلاله بل تحس أنك في عصر الرسالة. الحافظة البلورية للذقن الشريف وهي من النصف الثاني من القرن السادس عشر صنعت من البلور والذهب والياقوت والزمرد جاءت من متحف طوبقابي، وهي مثمنة الشكل وغطاؤها مقبب ومرصع بالذهب ومطعم بحبات الياقوت والزمرد التي وضعت داخل عش من الزهور الذهبية. ومع انتشار الإسلام بدأ تقليد الاحتفاظ بالمتعلقات الخاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يلقى اهتماماً كبيراً في شتى البلاد الإسلامية، حيث بدأت تلك المتعلقات تسمى بـ «الأمانات المقدسة» تتدفق على قصر طوبقابي بعد أن انتقلت الخلافة الإسلامية إلى الدولة العثمانية بمجرد أن قام السلطان ياور سلطان سليم بفتح مصر عام 1517م. ومن هذه الفترة عرض صندوق لحية السعادة من متحف الفنون التركية الإسلامية وهو من الخشب والصدف والطلاء الذهبي وقشرة السلحفاة. كذلك رسم أثر قدم الرسول الكريم موضوعاً بداخل إطار خشبي مستطيل الشكل ومفاد هذه المنظومة أنه عندما دعي النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء إلى المعراج، ركب البراق وأتى به جبريل إلى القدس، ولما وطأ بقدمه الحجر أثناء ركوبه البراق، تركت قدمه أثراً على ذلك الحجر، ولا يزال ذلك قائماً في بعض المنازل التي يوجد بها شكل أثر قدم الرسول الكريم، يتمنون به البركة المادية والمعنوية، واللوحة من الفضة والخشب والزجاج. عرضت في الحجرة الثالثة الأعلام المطلية بالذهب وحمالات المدافع ومنضدة صغيرة ذات صدف من القرن 17 الميلادي مصنوعة من شجر الجوز والصدف وقشرة السلحفاة، كذلك عرض نقش حجري رخامي يعود إلى عهد السلطان سليمان الثاني. أما الكتب فعرض «معرفتنامة» من تأليف إبراهيم حقي الأرضرومي بتاريخ 1170 هـ وهو مجلد جلدي ومن ورق الذهب وكذلك كتاب وصلة السائلين لأبي العلاء نصير الدين علي سليمان من 1155 هـ وهو كتاب في العبادات. كذلك الأباريق ومنها الوعاء والكوز وطقم حوض الغسيل والأبريق وهي من البرونز ومن الفضة. الحجرة الرابعة سميت هذه الحجرة بقاعة «العبادة» وما يلفت فيها حقاً هي عمامة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهي من القطن جاءت من متحف قصر طوبقابي، كتب على ورقة ملتصقة بقماش العمامة المصنوع من الموسلين الفضي الأخضر «هذه هي العمامة المباركة لسيد الشهداء والسعداء حضرة الإمام حسين شهيد كربلاء رضي الله عنه والتي سلمت تبركاً إلى أخينا راحمي زاده إبراهيم جووثي من نقباء / عريفي استانبول في 11 شعبان 995 هـ» وحسبما ورد فإن هذه القطعة أضيفت إلى خزانة قصر طوبقابي في 17 يوليو 1587 في عهد مراد الثالث (1574 - 1595) بعد سبعين سنة من فتح السلطان ياووز سليم مصر عام 1517 وتوليه الخلافة وأخذه للأمانات المقدسة. أغطية الرأس المطرزة والمصنوعة من الكتان والخيط الفضي المفلطح والخيوط الحريرية والفضية والسجاد الذي صنع للصلاة من الصوف والمسابح من حجر اليشم والخيوط الذهبية والحرير ذات الـ 99 خرزة مع الفواصل بين الخرزات والزائدة «الشاهول» الذي يتدلى من الخيط الذهبي وغيرها المصنوع من العقيق والمرجان والفضة وخيوط من الحرير، وأخرى أيضاً من تراب كربلاء بوصفه ذات مدلول رمزي بالنسبة للمسلمين كذلك تتكون من 99 حبة صغيرة تمثلاً لأسماء الله الحسنى الـ 99 اسماً. حيث يردد المسلمون مع كل حبة اسماً من أسماء الله الحسنى بعد كل صلاة. الشمعدانات النحاسية الصفراء والقناديل ذات الزخارف الهندسية، البرونزية المطلية بالذهب وقناديل تُمبك من النحاس ذات الأضلاع السداسية والأخرى من الزجاج والمينا المزخرفة بأشكال نباتية وأخرى هندسية، كذلك المباخر المطلية بالذهب والمصنوعة من الفضة والبرونز على أشكال «صينية»، كذلك القوارير لنثر ماء الورد على الآتي، كلها ذات إطار إسلامي تكشف عن ثقافة الإنسان المسلم، وتشبثه بكل ما ينتمي إلى تقاليد الفكر الديني. في حجرة العبادة صورة متخيلة لأداء الصلاة من زمن النبوة. ويشع قربها صحن نحاسي من العصر الصفوي في القرن 17، وهو وعاء يشبه القارب، ينتهي بأذنين على شكل تنين وقد حددت أعين التنين بحجر الفيروز، وتم تزيين الوعاء المصنوع من النحاس بطريقة الصب بزخارف رومية وأقراص نصف شمسية منفذة كلها بأسلوب النحت والتطعيم. ووجدت عليها الآية التي وضح فيها الخضر عليه السلام لسيدنا موسى سبب إغراقه للسفينة التي ركباها معاً وهي الآية التاسعة والسبعون من سورة الكهف بقوله تعالى «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا». الحجرة الخامسة سميت هذه الحجرة بقاعة «الصرة الشريفة» حيث تضم محمل الحج الذي كان يجهز كل عام من أرض إسطنبول إبان العهد العثماني ويحتوي المحمل الشريف الذي صنع في 1291 هـ وهو قطيفة حرير وخيط أصفر يتوسط قاعة الصرة الشريفة المرسلة إلى مكة والمدينة، حيث تتمتع هذه الصرة بأهمية كبيرة، وكان يتم إعداد التجهيزات اللازمة للعدة في أجواء احتفالية، ويبدأ بالمسير أمام قافلة الحجيج بعد أن يتم نصب خيمة المحمل الشريف فوق جمل الصرة، ويعتبر المحمل الشريف أكثر أجزاء فيلق الصرة أهمية من ناحية المظهر وقد صنع هنا على هيئة خيمة ذات أربع زوايا وسقفها هرمي. وتضم الصرة الشريفة لواء المحمل المصنوع من الحرير والنسيج السلكي ويطلق اسم لواء المحمل على الألوية التي تذهب إلى الكعبة المشرفة مع نافلة الصرة وهذا اللواء مصنوع من قماش مموج ثقيل أخضر اللون كتب عليها آيات قرآنية. كذلك صك وكالة الحج من العصر الأيوبي عام 602 هـ وهي من الورق والحبر والطلاء حيث تعد صكوك وكالات الحج بمثابة وثيقة أداء فريضة الحج بالوكالة، وقد أعد هذا الصك لسيدة تسمى «أم عباس» زوجة «غالب» والشخص الذي قام بأداء فريضة الحج عن أم عباس بالوكالة يدعى أحمد بن فضل الأندلسي وقد أديت فريضة الحج في عام 602 هـ. أما معلاق راية الصرة فقد صنع من الحرير والخيط الذهبي اللون وكانت تلك المعاليق ترسل إلى الكعبة ضمن فيلق الصرة أيضاً وكانت زخرفتها تشبه زخرفة ألوية المحمل ذات الأطقم، كذلك ترسل خريطة لواء المحمل التي يكتب عليها آية قرآنية «نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين» من سورة الصف. وفي الحجرة الخامسة أيضاً تزدهي بتاريخها أعمال الرسم الكلاسيكية بلوحتين رائعتين وبلوحة شجرة الزيزفون التي نحتت من خشب شجرة الزيزفون تمثل الكعبة الشريفة وما حولها من المباني وكتب عليها من القسم السفلي «صالح ماكر يكوي موظف البريد» في عالم 1230. الحجرة السادسة سميت هذه الحجرة بقاعة «الحج» حيث نرى كسوة الكعبة وستارة الكعبة ومفتاحها وكسوة مقام إبراهيم. من القرن السادس عشر والسابع عشر عرضت قطعة الكسوة الشريفة حيث يوجد على خارجها كتابات داخل خطوط متعرجة بالأسلوب الدمشقي، وتعد التصاميم التي تبدو في شكل الكمثرى بين الخطوط المتعرجة واحدة من مميزات الكسوات الشريفة التي تعود إلى العهد العثماني وهي مصنوعة من الحرير وتعتبر هذه القطعة من أقدم النماذج من هذا الطراز التي تشكل المجموعة الثانية من الستائر العثمانية للكسوة الشريفة. كذلك قطعة الستارة الداخلية للكعبة الشريفة من متحف طوبقابي وهي منسوجة بخواص الفن المملوكي، بمنوال عريض. وتبدو ستارة باب الكعبة من الأطلس المشغول بالخيط الأصفر من عام 1204 هـ وهي من أهم الأغطية المرسلة إلى الكعبة من لواء الصرة ويعود تاريخ أول ستارة إلى عام 950 هـ أرسلها الإمبراطور سليمان القانوني «1520 - 1566» وهي من النوع الأول، وأما النوع الثاني فيعود إلى عصر سليم الثاني «1566 - 1574»، أما الستارة التي عرضت في معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» فهي من النوع الثالث الذي يعود إلى عهد سليم الثالث «1789 - 1807 هـ»، كذلك حزام الكعبة الذي يعود إلى القرن 17 ميلادي والذي يعود إلى السلطان مصطفى الثاني «1695 - 1703» وقد عرضت في المعرض القطعة الأولى من طاقم الحزام المكون من ثماني قطع. وفي الحجرة السادسة من معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» ترى قفل الكعبة ومفاتيحها وكنانة المفاتيح وكسوة مقام إبراهيم.. أما الأخيرة فهي من العهد العثماني 1306 هـ من حكم السلطان عبد الحميد الثاني 1876 - 1909م حيث يعد مقام إبراهيم من أهم أماكن الزيارة بجوار الكعبة، وأن أول نموذج من نماذج كسوة مقام إبراهيم التي كانت ترسلها الامبراطورية العثمانية هي تلك التي تحمل تاريخ 1682 في متحف قصر طوبقابي. صنعت أقفال الكعبة من الفضة والذهب وماء الذهب، ومن الحديد والذهب وأقدمها يعود إلى عهد السلطان با يزيد الثاني بمتحف قصر طوبقابي وبعضها بأوامر من مراد الثالث وآخر من عهد السلطان إبراهيم الذي أمر بالصنع عام 1056 هـ من أجل الكعبة، حيث كتبت كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» على القفل، وبعض السطور التي تتضمن اسم السلطان وكتب أيضاً «نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين». تضمن معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» عدداً من اللوحات المطرز بعضها بخيوط الحرير وأخرى سلكية بيضاء ومن الصوف وأخرى مجهولة المالك من الغواش على العاج تعود إلى القرن 19 وأخرى من العجين الصيني تعود إلى نهاية القرن 17 وجميعها تتناول الكعبة الشريفة «المسجد الحرام» حيث الاعتناء الكامل بالتفاصيل المعمارية. كذلك لوحة من العجين الصيني «الخزف» لصورة المدينة المنورة وهي من القرن 17 م. قلنسوات حريرية وطاقية للرأس وصدرية وكتاب: «فتح المتعال في وصف النعال» للمؤلف أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القرشي الذي ألفه في شوال عام 1030 هـ من جلد وورق وحبر وصبغة مائية وورق مذهب، وذلك ما نجده في الحجرة السادسة. الحجرة السابعة ختام جولة المعرض في الحجرة السابعة والتي تسمى بـ «الرمزية»، حيث الأردية المكتوب عليها آيات قرآنية مدعاة لحفاظ مرتديها وحمايتهم من الأشرار، والتابوت الخشبي الساجي الذي يتوسط القاعة وشاهدة القبر المرمرية، وباب الساج المنحوت عليه آيات قرآنية والسيوف الحديدية، والعلم المذهب وغيرها الكثير. 5 قمصان تحمل عنوان «قميص عليه كتابة» وهي من القطن ويوجد على واجهتيه الأمامية والخلفية كتابات بألوان حمراء وسوداء وعلى الأكتاف وحدات زخرفية على شكل شعار له اثنتا عشرة شريحة تحيط به كتابات وثمة خط مقوى يحيط بتلك الكتابات الموجودة بمنطقة الصدر وهي عبارة عن أربعة سطور. وجميع هذه القمصان بالهدف ذاته الذي يؤدي إلى سلامة مرتديها، قمصان مطلسمة من ضمن تشكيلة قصر طوبقابي، بينما نجد بعض القمصان لا تحمل أي أشكال هندسية. سيفان من العصر المملوكي والعصر الأموي، الأول من حديد مذهب وفضة وهو بدون مقبض ونصله مستوي وهو ذو حدين وحافته على شاكلة ذي الفقار ويوجد على أحد وجوه السيف حديث للرسول صلى الله عليه وسلم «السيوف مفاتيح الجنّة». وآية الكرسي، وعلى الوجه الآخر من السيف يوجد داخل خرطوش توقيع الشخص الذي صنع السيف وخط كلمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» حيث وقع كتاباً «عمل أحمد المصري». أما السيف الآخر الأموي فهو من الحديد ونصل السيف الذي ليس له مقبض ولا واقٍ حديدي مستوٍ ذو حدين وعند الجزء القريب من المقبض على الناحيتين، توجد ثلاث نقاط مرصعة بالذهب وبين النقاط الثلاث في إحدى الناحيتين يمكن قراءة كتابة «أمير المؤمنين.. ومعاوية» وذلك النقص بسبب عوامل التآكل ومن المحتمل جداً وحسبما هو واضح من هذه العبارة أن يكون المقصود هنا هو معاوية بن أبي سفيان «661 - 680» مؤسس الحكم الأموي. شاهدة القبر الرخامية 909 هـ كتب عليها آيات قرآنية ورسم مصراعا باب من شجرة الجوز من أواسط القرن 16 وعلم من الفضة والذهب جميعها من قصر طوبقابي كما نشاهد رسما لنموذج متصور من قدم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. أما صندوق التابوت فقد صنع من خشب محفور عليه قصائد غزلية لجلال الدين الرومي، كذلك شعر الثنائي الغزنوي في أسفله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©