الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نركب سوا» مبادرة مجتمعية لعلاج أزمة المرور في شوارع القاهرة

«نركب سوا» مبادرة مجتمعية لعلاج أزمة المرور في شوارع القاهرة
30 ابريل 2010 20:18
الحاجة أم الاختراع والمعاناة أم الإبداع، والذين يخترعون أدوات لتيسير سبل الحياة أو يبدعون أفكاراً تخفف آلام الناس، إنما يعيشون هذه المعاناة ويتعايشون مع الأزمات والمشاكل. وأهم هذه الأزمات في مصر أزمة التكدس المروري في شوارع القاهرة، حيث باءت كل محاولات الحل بالفشل ولم يفلح قانون المرور الجديد رغم لعقوبات المغلظة في تحقيق الانضباط المروري بالشارع القاهري. من قلب معاناة الازدحامات المرورية انطلقت فكرة «نركب سوا»، وهي الدعوة التي تحولت إلى شركة أسسها ياسر الزغبي وهدفها أن يتشارك الناس في سياراتهم الخاصة، بحيث يركب المتجهون من البيت إلى العمل عبر طريق واحد سيارة واحدة بدلاً من أن يأخذ كل منهم سيارته بمفرده. وبهذه الدعوة سيقل زحام السيارات في الشوارع ويقل عادمها الملوث للبيئة وتتحقق السيولة المرورية المنشودة. أصل الفكرة يقول ياسر الزغبي:»منذ فترة يشغلني الاختناق المروري في القاهرة وأفكر في وسيلة لتنظيم هذه المسألة، وسافرت إلى الولايات المتحدة ورأيت أنهم يعطون مميزات للسيارات التي تقل مجموعة، حيث إن لها الأولوية ومخصصة لها حارة مرورية لضمان السرعة، وعندما عدت لمصر وجدت حملة تليفزيونية تدعو لأن يشترك الشباب إذا كانوا جيراناً في سيارة أحدهم للذهاب للعمل إذا كان طريقهم واحداً، ويتم التبادل فيما بينهم للتوفير وتقليل الاختناق المروري وكانت الحملة تحت عنوان «احسبها صح تعيشها صح»، وكنت أعمل مديراً مالياً فطرأت لي فكرة الشركة التي تقوم بتطبيق ما يشبه هذه الحملة التليفزيونية لأنها حل رائع لمشكلة المرور». ويضيف: «فكرت في آلية للتنفيذ فأسست شركة تحت اسم «نركب سوا»، وساعدتني خبرتي البنكية في ذلك واستخرجت لها سجلاً تجارياً وأخذت ترخيصاً بمزاولة النشاط من وزارة المواصلات وحق الملكية لفكرتي على النت بإنشاء موقع، حيث تدخل وتسجل البيانات الخاصة بالطريق اليومي والبيانات وبدأت بالقاهرة ثم دخلت بقية المدن المصرية، والناس يقبلون على الفكرة رغم الاستغراب منها ولكن الإقبال يتزايد تدريجياً». وعن كيفية الحصول على هذه الخدمة، يقول الزغبي: «عند تسجيل خط سيرك على النت يتم إظهار العملاء المتشابهين معك وبعد ذلك يتم اللقاء بين الشركاء في مكتبي أو أي مكان للاطلاع على رخصة القيادة وإثبات الشخصية، فإذا حدث توافق يبدأون في البرنامج إما بتبادل السيارات أي أن يقوم شخص في كل أسبوع باستخدام سيارته ويبدل مع الشخص الآخر في الأسبوع الذي يليه وهكذا». ويلفت إلى أنه إذا كان أحدهم لا يملك سيارة فإنه يدفع مبلغاً يتم الاتفاق عليه بين الشريكين فيوفر لمن ليس له سيارة مواصلة مريحة ثابتة ولصاحب السيارة دخلاً شهرياً، موضحاً أن هناك كثيراً من الشباب والفتيات الذين اشتركوا في برنامج «نركب سوا» والخدمة الجديدة التي نقدمها في الشركة هي لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، حيث يمكن طلب الخدمة وتوفيرها لهم عن طريق شباب يوصلونهم لقاء مبلغ مناسب. ويضيف الزغبي أن عدد المشتركين الآن وصل إلى 1400، داعياً الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني إلى نشر هذا المفهوم، لأنه يسهم في حل مشكلة الزحام المروري. جدية الموضوع وعن جدية الموضوع، يقول الزغبي: «كل من يشترك يكون جدياً لأنها مشاوير للعمل ثابتة يومياً، وليست لمرة واحدة مثل «اوتوستوب» لذا لا مجال لمثل هذه المخالفات، كما أن الدفع يكون في آخر الفترة بعد الاستفادة من الخدمة وليس قبلها والتنسيق في المواعيد وأماكن التجمع يتم الاتفاق عليه منذ أول لقاء». ويضيف:»أولادي اشتركوا في هذه الخدمة فمواعيد تمارينهم في النادي تتماشى مع أولاد سيدة تسكن بجانبنا وعضو في النادي، وتعارفنا عن طريق الموقع ووفرت الخدمة على كلينا الكثير بتقسيم مرات الذهاب إلى النادي». بول ملاك، طالب في كلية الهندسة يسكن بحلوان وجامعته في المعادي، يقول:»كنت أعاني كل يوم إذ كنت أستخدم سيارتي للوصول إلى الجامعة وعلي تحمل تكلفة الوقود ومصاريف السيارة، وعندما علمت منذ 3 شهور عن طريق النت بفكرة «نركب سوا» تحدثت تليفونياً مع ياسر الزغبي وقلقت قليلاً من فكرة الركوب مع غرباء ولكن بعدما قابلت من سيشاركني الطريق وهو طالب مثلي في نفس الجامعة ويسكن قريباً، مني اتفقنا على أن أستخدم سيارتي أسبوعاً وسيارته الأسبوع الثاني ثم تعرفنا عن طريق الموقع على شخصين آخرين يشتركان معنا في نفس الطريق من بيتهما إلى العمل، ولا يملكان سيارة على أن يشاركانا الطريق يومياً ويدفعا لنا 100 جنيه شهرياً مناصفة، فاستفدت كثيراً أولاً بالتعرف إلى شخصيات محترمة وثانياً وفرت استهلاك سيارتي وأصبح لي دخل إضافي». ويقول زميله، مايكل مجدي إنها فكرة رائعة يجب على الشباب جميعاً العمل بها لأنها ستوفر استهلاك البنزين فبدلاً من ثلاث أو أربع سيارات ستكون سيارة واحدة، وستقل الكثافة المرورية وتخفف من عبء إيجاد مصف للسيارة، ويقلل مصاريف العناية بها وصيانتها واستهلاكها. تجارب ناجحة تقول سلوى أحمد من المشاركات في هذا البرنامج: «علمت عن طريق برنامج تليفزيوني بفكرة «نركب سوا» ودخلت على الموقع وأدخلت معلوماتي، لأنني كنت بحاجة ماسة لمثل هذه الخطوة فأنا أسكن في المعادي وأعمل في بنك في الزمالك والطريق يومياً غاية في الكثافة المرورية، وأصل لعملي بعد ساعة شاقة من القيادة اليومية بالإضافة إلى مشكلة إيجاد مكان للسيارة». ونظرت إلى أن فكرة الركوب مع غريب فكرة جديدة ومقلقة، ولكنني رأيت أنني أركب تاكسي مع شخص غريب أيضاً، لذا قررت خوض التجربة وأخبرت زوجي بأني أنوي مشاركة سيدة أخرى في طريق عملها، وبالفعل ذهبت للشركة وتعرفت إلى سيدة محترمة شاركتها بسيارتها. ويقول أحمد عبدالحفيظ: «عن طريق إعلان في صحيفة علمت بالشركة ولأنني أذهب لعملي في معمل تركيبات أسنان يومياً من البدرشين إلى الهرم بمفردي في سيارتي، واحياناً أجد من حولي أناساً يشتركون في جزء من الطريق وأرحب بتوصيلهم، فتحمست للفكرة وأدخلت بياناتي على النت واشتركت منذ 9 شهور، وشاركني شخصان آخران في نفس الطريق اليومي أحدهما يملك سيارة أتبادل معه أسبوعياً سيارته والآخر لا يملك سيارة فيدفع لنا 50 جنيهاً شهرياً وهي تجربة ناجحة». وتملك حبيبة محمد سيارة، وتقول إن أكثر ما يزعجها هي القيادة بسبب زحمة المرور في طريق ذهابها يومياً من حلوان إلى حي الزمالك، وتضيف: «كنت أحياناً أذهب بتاكسي للعمل لعدم الرغبة في البحث عن مكان للسيارة، وعندما علمت عن طريق النت بالموضوع أعجبتني الفكرة وتعرفت بسيدة تشترك معي في الطريق فدفعت 75 جنيهاً في الشركة ثم تقاسمنا السيارتين. وأفادني كثيراً اشتراك السيدة الأخرى في نادي الجزيرة فأصبحت أستطيع أن أركن السيارة في النادي بجانب عملي». أما مازن محمد فهو طالب جامعي في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ويسكن في المعادي وعن طريق «نركب سوا» ودخوله على الموقع تعرف بطلبة آخرين جيران له ويشاركونه نفس الجامعة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©