الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحكايات الحب الأسطورية في قصر الإمارات

بحكايات الحب الأسطورية في قصر الإمارات
30 ابريل 2010 20:19
شهد مسرح قصر الإمارات مساء أمس الأول عرضاً أوبرالياً رائعاً لفاغنر بقيادة المايسترو الألماني الشاب المتألق توماس هنغلبروك، قدمته فرقة ميونيخ البافارية التي تتمتع بشهرة عالمية، وقد غص المسرح بجمهور كبير من محبي هذا الفن العالمي الراقي الذي تقوم على تنظيمه والإشراف عليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. جاء العرض في أربعة فصول مختارة من أعمال فاغنر المأخوذة من قصص الحب وأساطيره في العصور الوسطى، حيث يمتزج فيها الواقع بالخرافة ويدور الصراع بين قوة السحر وصفاء الإخلاص في الحب، إضافة إلى مشاهد مقتبسة من ملحمة ألمانية أبدعها الشاعر هاينه. وقد أدى الأدوار الأولى في هذه الأعمال الدرامية المدهشة أربعة من نجوم الأوبرا: السوبرانو السويدية نينا ستيم، الميزو-سوبرانو الألمانية بترا لانغ، التينور كلاوس فلوريان فوغت، الباريتون جيمس رذرفورد. بدأ الحفل باستهلال من قصة «الهولندي الطائر» والسوبرانو نينا ستيم (التي تقوم بدور سينتا) تصدح بأغنية شعبية تعبر فيها عن إخلاصها الذي سينقذ في النهاية ذلك البحار التائه الذي لا تعرفه إلا من الصورة المعلقة في غرفتها. والبحار هو «الهولندي الطائر» ذاته الذي كان مكتوباً عليه أن يجوب البحار إلى الأبد تكفيراً عن خطيئة وقع فيها، يقوم بدوره جيمس رذرفورد الذي أطل على المسرح ليؤدي بصوته الجهور (باريتون) مونولوج عن حكايته المأساوية وضياعه في عرض البحار. والمشهد الثاني يحكي قصة حب أخرى من أساطير العصور الوسطى تشبه القصة السابقة حيث تقوم الحبيبة إلزا، من خلال إخلاصها بإنقاذ البطل «لوينغرين» الذي لا تعرف اسمه وهو يبحر باحثاً عن الكأس المقدسة بزورق تجره طيور البجع، لكن إلزا تلح عليه فيستجيب لها في النهاية وتكتشف أنه ابن الملك، وعندئذ يفقد قوة الفضيلة التي كانت تحميه في صراعه مع قوى الشر. وقد اشترك في تقديم هذا المشهد كل من السوبرانو نينا ستيم، والميزو سوبرانو بترا لانغ، والتينور كلاوس فلوريان فوغت. وبعد الاستراحة جرى تقديم مقتطفات من قصة «تنهاوزر» المأخوذة أيضاً من حكايات القرون الوسطى في ألمانيا، وفيها صراع أسطوري بين فينوس ربة الحب الوثنية، والحب الروحاني الطاهر الذي تمثله البطلة العذراء إليزابيث لينتصر في النهاية هذا الحب. قدم هذا المشهد الثنائي بترا لانغ، وكلاوس فلوريان فوغت، وشاركتهما من وراء الستارة نينا ستيم. وكان ختام هذا العرض الجميل الذي استمر ما يزيد عن ساعتين مقتطفات من نجوم الغناء في نورمبيرج حيث أدى جيمس رذرفورد مونولوج «فاهن»، صارخاً: «جنون، جنون، جنون في كل مكان»، وذلك في تعليقه على حادث الشغب الذي جرى في تلك المدينة في ليلة سابقة. كما قدم كلاوس فلوريان فوغت أغنية الجائزة في المهرجان. المعزوفات الموسيقية الرائعة التي رافقت هذه المشاهد الأوبرالية قدمتها الأوركسترا البافارية المتألقة القادمة من دار الأوبرا ذات الشهرة العالمية في ميونيخ، وبقيادة الموسيقار الألماني الشاب والبارز توماس هنغلبروك. وإذا كان من الصعب ترجمة روائع الموسيقى إلى كلمات فلعلنا نكتفي بإيراد لمحة من حياة هذا العبقري الألماني. مقطوعات الحفل الموسيقية كانت من أعمال ريتشارد فاغنر، التي بدأت إبان عهد حاكم بافاريا الملك لودويغ الثاني، عاشق الأوبرا الشهير، من 1864 إلى 1886. وبعد فترة وجيزة من اعتلائه العرش، قام الملك البالغ من العمر 19 عاماً والذي سحرته أوبرا «لوينغرين» لفاغنر، بإحضار هذا الموسيقار من منفاه إلى ميونيخ. وكانت عودة هذا المبدع فرصة للارتقاء بالموسيقى والأوبرا إلى ذروة جديدة في العاصمة البافارية. ومن المعالم الرئيسية لهذا التطور الموسيقي العرض العالمي الأول في سنة 1868 لـ»داي ميسترسنغر فون نورمبيرغ»، وهي واحدة من روائع فاغنر التي تم تقديمها في هذه الحفلة المميزة من برنامج موسيقى أبوظبي الكلاسيكية. ومن محبي الموسيقى والأوبرا كان حضور عدد من طالبات وطلاب كلية السوربون بأبوظبي، التقينا الطالبة شهدا الفيصل من السعودية، تقول: «أول شيء أقوله، أشكر القائمين على مثل هذه البرامج الموسيقية التي تشهدها عاصمة الإمارات، هذا التبادل الثقافي مع الآخر يفيد لكل أبناء دول مجلس التعاون، كان من يحب أن يشاهد مثل هذه الحفلات عليه أن يذهب إلى ألمانيا أو إلى النمسا، وعليه أن يحجز مبكراً، اليوم بإمكانه أن يأتي إلى أبوظبي ليشاهد الأوركسترا العالمية، إن هذه البرامج تعمل على ترسيخ الثقافة الموسيقية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©