الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهند علي فنان يبدع بالرمال والزجاج

مهند علي فنان يبدع بالرمال والزجاج
30 ابريل 2010 20:19
تلفت الفنون الرملية المسجاة داخل الأواني الزجاجية الأنظار إليها وتنال الإعجاب وتفرض الحيرة والدهشة. وعلى الرغم من كونها فناً صعباً يتطلب مهارة عالية ودقة شديدة في إنجاز التفاصيل، إلا أن مهند علي اختارها مهنة له أحياناً وهواية مثلي دائماً. وقد حقق من خلالها شهرة عربية ومكانة طيبة إبان ابتكاراته المتنوعة في هذا الفن الجميل. منذ قدومه من مدينته عمّان ليستقر في أبوظبي، يواصل الفنان الرملي مهند علي إنجاز مجموعات خلابة من هذا الفن ساعياً إلى نشره في الأوساط المحلية، خاصة أن رسومه داخل الزجاجات تعتمد على تفاصيل البيئة المحلية والتراثية. عن نشأته وتأثيرها على ميله الفني يقول مهند: «ولدت ونشأت في العاصمة عمان ودرست في مدرسة حكومية خلال جميع المراحل الدراسية. أما في المرحلة الجامعية فدرست في جامعة عمان الأهلية، ثم قدمت إلى الإمارات للعمل فيها». حين كان يافعاً اتجه إلى ممارسة الفنون الرملية، من خلال زياراته إلى البحر، يقول في ذلك: «منذ سنوات مراهقتي كنت أذهب إلى الشاطئ وألعب بالرمال وأبني منها الجبال والبيوت. وعندما كبرت أكثر وجدت في السوق أنهم يبيعون الرمال الملونة على شكل عينات لإلصاقها على ورقة رسم، وكانت تستهويني تلك اللعبة إلى أن بدأت أحاكي ما أراه من تلك الفنون التي لفتت نظري، فصرت أجمع الرمال الملونة وأحاول إدخالها على هيئة طبقات في أوان زجاجية صغيرة، مثل زجاجة عينة العطر الصغيرة وسواها، كانت سعادتي آنذاك غامرة بإنجازاتي البسيطة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أمارس هذه الهواية». تطور الموهبة فيما بعد بدأ مهند بصقل هوايته عن طريق التدريب المتواصل وكذلك النظر بإمعان إلى نتاج المحترفين الذين كانوا يقومون بالرسم ووضع الرمال داخل الزجاجات، يقول موضحاً: «كنت أتابع كل جديد يطرأ على هذا الفن، بحيث بتّ أجيد الكثير من تقنياته وفنونه، وتميزت بابتكار بعض التصاميم، خاصة أنني تمكنت من سبر أسرار هذا الفن، وأصبحت ماهراً وشهيراً في منطقتي، وبدأت أهدي أهلي وجيراني وأصدقائي زجاجات قد جهزتها، وبعد التحفيز المستمر الذي تلقيته صرت أتلقى طلبات على الزجاجات الرملية، وفي مرحلة متقدمة بدأت الكتابة داخل الزجاجات (مرحلة صعبة تتطلب الدقة) ونجح الأمر بدعم من أهلي وأصدقائي». وجد مهند فرص عديدة للعمل في مجال موهبته خاصة أنه تألق في مجالها وبات شهيراً، يقول: «أصبحت تلك الموهبة- الهواية؛ مصدر رزقي في مرحلة قصيرة من حياتي، حيث احترفتها كعمل، لكنها الآن عادت كهواية إلى جانب عملي الرئيسي. فيما أتمتع بمواهب وهوايات أخرى كرسم الوجوه على الورق، لكنها ليست هواية دائمة الممارسة بسبب انشغالي بعملي وهوايتي الرئيسة». عاصمة باهرة الجمال يطيب لمهند الحديث عن أبوظبي الجميلة التي قصدها منذ عامين للإقامة والعمل فيها، يقول في ذلك: «كانت بدايتي الفنية في بلدي إلى أن وجدت فرصة عمل في الإمارات فأصبحت أمارس هذه الهواية إلى جانب عملي، دون أن يؤثر عليه. فقد أحببت أبوظبي كثيراً وشدتني طبيعتها من بر وبحر وبيئة تراثية متنوعة تلهم المبدعين من الهواة والمحترفين، خاصة قوافل الإبل والخيول والصقور والغزلان والحصون والبيوت الشعبية والبراجيل والنخيل والسفن، وغيرها الكثير من تفاصيل هذه العاصمة باهرة الجمال». منذ وصوله إلى أبوظبي واكتشاف مناحي جمالها الآسر المتنوع باشر ممارسة فنونه الرملية، يقول: «منذ نحو عامين بدأت أعرض أعمالي في بعض المعارض والمحال التجارية والمهرجانات الثقافية والتراثية التي تقيمها أبوظبي، فتابعت في مجالي كوني لاقيت الإقبال على أعمالي وتقدير هذا الفن من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها الطيبة والسياح الأجانب، الذين يطلبون في أحيان كثيرة إنجاز زجاجات خاصة بهم غير الجاهزة والمعروضة، وذلك بغرض الاستمتاع برؤيتي أثناء إنجازي بعض الزجاجات حتى وإن كانت تستلزم مني وقتاً طويلاً». أسرار المهنة تتسم معظم المهن والهوايات الفنية على حد سواء بخصوصيات قد تصل في بعضها إلى السرية، كما تستلزم مجموعة أدوات لإنجازها، يقول مهند مشيراً إلى أدوات هوايته: «أحتاج خلال تنفيذي هذه الفنون إلى أوان زجاجية ذات قياسات معينة وأحبار ورمال ملونة، ومستلزمات أخرى». ويضيف: «أحصل على الرمال من جهات محددة فهي رمال خاصة بهذا الفن ومعدة خصيصا ومعالَجة وبعد تنظيفها وتلوينها أحصل عليها من الأردن، حيث أستخدم الرمال الملونة وأحيانا مواد صبغية وتلوينية، ذلك بحسب الحاجة، وثمة خطوات متبعة لإنجاز الزجاجة تبدأ في: اختيار الزجاجة حسب طلب الزبون، ثم كتابة الاسم المراد أو العبارة المطلوبة داخلها، ويتم اختيار الألوان والرسمة المفضلة لدى الزبون ومن ثم أباشر التنفيذ». إعجاب السياح الأجانب تتصف تلك القطع الزجاجية من هذه الفنون الرملية بأن أسعارها على اختلاف أحجامها في متناول مختلف القدرات الشرائية، إذ يشير مهند بقوله: «أسعار تلك القطع في متناول مختلف القدرات الشرائية وتختلف بحسب حجم الزجاجة الرملية والتفاصيل المطلوبة، وهي تكاد تغطي كلفتها، فغايتي أن أواصل ممارسة هذا الفن الجميل». يضيف: «إذا رغب أحد الزبائن بإنجاز رسمة معينة أنجزها بدقة متناهية للتفاصيل، خاصة أنه فن شرقي بامتياز، حيث تذكر الكتب أن «الأنباط» أول من اكتشفه، وليست لدي معلومات كافية عن هذا الموضوع، لكن هذا ما يتردد من كون فن الزجاجات الرملية مهنة قديمة مارسها الأنباط، ربما بسبب عراقته يعشقه السياح الأجانب ويتهافتون عليه فهو غير متاح لديهم». أحلام وطموحات على الرغم من إنجازه عدة قطع يومياً، لم يتحول هذا الفن الجميل الساحر إلى مهنة ومصدر رزق لدى مهند، يقول في ذلك: «يساعدني هذا الفن في سد بعض الاحتياجات ولكن لا أعتمد عليه كمهنة. ولا أعتقد أنه يمكن أن يكون مهنة تورث بل هواية إن وجدت في الإنسان وأراد ممارستها يستطيع أن يبدع بها لكنه لن يعتاش منها أبداً». اليوم.. يشارك مهند علي في مهرجانات ومعارض محلية مهمة، ومعارض أوروبية وآسيوية وأفريقية، ويقول «أطمح إلى أن أنشر هذا الفن الجميل عبر دورات تدريبية لمن يرغب من أبناء الدولة والمقيمين فيها، وكذلك أطمح أن أنال التقدير على جهودي في نشر هذا الفن العريق خاصة مع الصعوبة والدقة الشديدة التي يتسم بها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©