الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الموبايل» بطل الإنقاذ في زلزال هايتي

«الموبايل» بطل الإنقاذ في زلزال هايتي
30 ابريل 2010 20:25
عندما سارعت منظمات الإغاثة العالمية لنجدة ضحايا زلزال هاييتي في شهر يناير الماضي، كانت مجموعة التكنولوجيات الابتكارية تشارك في هذه العمليات من داخل غرف الطوارىء. وكانت أجهزة الهاتف المتحرك «الموبايل» من أهم هذه الأدوات. فلقد عمدت منظمات دولية مثل «الصليب الأحمر الأميركي» و»أنقذوا الأطفال»، إلى إنشاء قوائم بأرقام الهواتف المهمة عن طريق «مؤسسة التبرْع بالهواتف المحمولة» Mobile Giving Foundation وهي شركة أميركية غير ربحية تسمح للناس باستخدام نظام الرسائل النصّية المجانية من أجل مساعدتهم على تقديم التبرعات للضحايا. وتمكنت هذه المؤسسة من جمع أكثر من 40 مليون دولار بهذه الطريقة. وفي هاييتي ذاتها، عمدت مؤسسة «اتصالات بلا حدود» Telecoms Sans Frontiere إلى استخدام أجهزة استقبال إشارات الحزمة العريضة عن طريق الأقمار الاصطناعية من أجل تأسيس نظام مؤقت للاتصال في المناطق المتضررة. وهذا المركز الاتصالي المحمول الذي لا يتعدى حجمه حجم كمبيوتر من فئة «اللاب توب»، تمكّن من تحقيق الاتصال المباشر بين وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وبقية المنظمات غير الحكومية وقيادات الشرطة ومكتب رئيس الوزراء الهاييتي، مع شبكة الإنترنت. وكان المتطوعون يستخدمون جهاز «الموبايل» لإرسال الرسائل النصّية والتقارير إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو الذين تحاصرهم النيران أو الذين يبحثون عن الطعام والماء. وكل هذه الرسائل كان يتم حفظها وتصنيفها بعد تحديد أماكن بثّها ليصار للاستفادة منها في رسم خريطة تظهر المناطق التي ينبغي الإسراع بنجدتها قبل غيرها. وتمّ رسم خرائط المناطق المتضررة عبر موقع على الإنترنت عنوانه Ushahidi.com تم تطويره أصلاً بحيث يتمكن من جمع التقارير حول أحداث العنف التي سبقت انتخابات الرئاسة في كينيا عام 2008. ونبعت فكرة رسم الخرائط وتأسيس قواعد المعلومات المتعلقة بمناطق الأحداث والكوارث الكبرى، من الحاجة الملحّة للمنظمات الدولية إليها. وعقب انتهاء قمة العشرين في شهر أبريل الماضي، عبّر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة عن ضرورة ابتداع برنامج تطبيقي «سوفتوير» يمكنه أن يساعد في التنبؤ بمستقبل الأزمات الكبرى كالمجاعة العالمية أو الصراعات المسلحة. وتنطلق النظرية الأساسية لهذا البرنامج من أن هناك دائماً بوادر أو مؤشرات معيّنة يمكن للمحللين استقراءها للتنبؤ بحدوث الأزمات. ومن أمثلة ذلك أن بعض المؤشرات الخاصة، كطرد أعداد متزايدة من بنات المدارس دون الذكور، أو ازدياد عدد الأطفال من ذوي الأجسام الهزيلة، وانخفاض أعداد المترددين على العيادات الصحّية، يمكنها أن تدلّ مسبقاً على أن أحداثاً ومشاكل كبرى هي في طريقها إلى الحدوث. ويسعى «نظام التأثيرات العالمية والإنذار المبكر» Givas الذي تأسس بمبادرة من الأمم المتحدة، إلى توحيد هذه المعلومات العالمية في نظام يشبه مقياس الضغط «البارومتر» يستخدم في التنبؤ بالأزمات. وفي الحقيقة، هناك تكنولوجيا جاهزة سبقت كل ما عداها ويمكنها أن تثوّر عمل منظمات الإغاثة الدولية، وهي تكنولوجيا «الموبايل». ونظراً لأن العدد الكلي لأجهزة الموبايل في العالم أجمع يبلغ الآن 5 مليارات، من بينها 2 مليار في العالم النامي، فلقد أصبح «الموبايل» يمثّل أفضل طريقة أمام الوكالات الدولية لتوسيع مدى انتشار جهودها وبلوغ المناطق التي لم تكن قادرة على بلوغها. ويعبّر عادل ووجامان مدير قسم التكنولوجيا في «مؤسسة الأمم المتحدة» وهي مؤسسة خيرية تدعم الأمم المتحدة بجهودها البحثية: «إنه بلا شك عمل إنساني مبدع. إنه عمل يسمح بالوصول إلى أبعد المناطق بأقل التكاليف. وكل من أتحدث إليه من الناس عبر العالم أصبح يركّز جديثه على جهاز الموبايل». عن صحيفة «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©