الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل صغيرة تستنطق الألوان وتلامس عذرية اللوحات

أنامل صغيرة تستنطق الألوان وتلامس عذرية اللوحات
30 يوليو 2009 23:09
يخوض الأطفال متعة لا تضاهيها متعة، وهم يمسكون بأناملهم الصغيرة الشغوفة بالعبث أقلامهم الزاهية، يدونون عبر مساحتهم البيضاء مواقف وحكايات ظلت قابعة في أذهانهم، أو سمعوها من أفواه أمهاتهم ورغبوا في مشاهدة ملامحها بين أياديهم، فبدأت ملامح السعادة والفرح والمتعة ترتسم على وجوههم بعد أن شارفوا على الانتهاء، واستكملوا عناصر العمل وقد توجوا أعمالهم بالرضا والإعجاب. وقفنا نصور همسات الأطفال ودعاباتهم مع بعضهم البعض، نرصد رغباتهم اللحوحة في استنطاق رسوماتهم حاملين معهم أروع ما حققته براءتهم، تحت مظلة مرسم مطر بن لاحج الذي حمل رسالة الفن التشكيلي، وضرورة غرس بذورها في النشء واكتشاف المواهب الواعدة، وصقلها من خلال سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الفن. فهي محطة هامة وبيئة خصبة للتعرف على بذور الفن وملامحه التي تنمو عبر ثنايا أقسامة المختلفة، فيما هي تنثر جماليات متعددة من الفنون، توقفنا عندها لنلمس إبداعات الأطفال فيها. ولع طفولي يقول مطر بن لاحج مؤسس المرسم: «إنَّ الفن باب للتنفيس عما يحمله المرء في نفسه من ضغوط، وتكون هي بمثابة العلاج النفسي للتخفيف من وطأة ما يشعر به المرء، وهذا الأمر لا ينطبق على الكبار فقط، وإنما نجد أن الأطفال مولعون كثيراً بالألوان الزاهية والعبث بها، فسرعان ما يهدأ الطفل ويستكين لحظة مسكه الفرشاة أو الأقلام، و يبدأ لحظة التعبير عما يختزنه في نفسه من أحاسيس في جملة من الخطوط والأشكال التي من الممكن أن تقودنا في التعرف على الشخصية الماثلة أمامنا. ونحاول التركيز، وبشكل مكثف، على المواهب الصاعدة ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل الآخرين، إطلاقاً فالأطفال الذين نضعهم في خانة فئة محبي الرسم إنما نخضعهم لبرامج معينة، بحيث نحاول تنمية حب الرسم فيهم بشكل أساسي، من خلال كسر وتيرة الملل التي قد تنتاب الأطفال عبر تعدد الأنشطة والألعاب والمسابقات الترفية التي تجدد فيهم رغبة التعلم وتدفعهم إلى نهل المزيد من هذه العلوم. كما نخضع الطفل لتجارب عدة على ضوئها سوف نحلل مدى ما يمتلكه الطفل من مهارات نعتبرها مفاتيح هامة يمكن استخدامها للتقرب من الطفل بما يسهل عليه تلقي المعلومة». ردم الفجوة يضيف الفنان مطر قائلاً: «من خلال المرسم نحاول قدر المستطاع أن نردم الفجوة التي خلقتها المدارس المفتقدة إلى وجود منهج دراسي حول تعليم الفن و مبادئه وأسسه، الأمر الذي أنعكس سلباً على الطلبة الموهوبين الذين لم يأخذ بأيديهم ولم يتلقوا الرعاية المطلوبة. ودورة مطر 2009 التي تستمر لمدة شهر احتضنت الأطفال من سنة 7 سنوات إلى 14 سنة، فكانت غنية بمختلف الفنون التي تحاول أن تحاكي مهارة الأطفال، بدءاً برغبتهم بالعبث بالألوان، وملامسة الطين التي يحولونها إلى تحف رائعة، تجدهم محدقين ومستمتعين بما صنعت أناملهم الصغيرة من أعمال، وفي زاوية أخرى ينطلق الأطفال بأفكارهم ليرسموا ما يخالجهم من أحاسيس، فيكونُّون من خلال أعمالهم آراءهم في أي موقف قد صادفهم في حياتهم. وهذه فرصة يمكن للطفل من خلالها أن يتحرر من أي مشكلة قد تزعجه.وفي هذه الدورة يمر الأطفال على أقسام متنوعة، حتى لا يتسلل الملل إليهم، فينتقلون من الرسم إلى الخزف والنحت والتصوير الضوئي والمشغولات اليدوية والتصوير الضوئي». يلفت الفنان مطر انتباه أولياء الأمور إلى ضرورة أن يولوا مواهب أطفالهم اهتماماً خاصاً وإدخالهم إلى المراكز الفنية المنتشرة في الدولة، فالأطفال هم نواة المجتمع، ومن الضروري جداً أن يتم غرس بذور الفن فيهم، ليكون ممكناً إنشاء جيل ذي ذائقة فنية مبدعة وراقية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©