الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تشبه نظام الأسد بـ «عائلة مافيا»

واشنطن تشبه نظام الأسد بـ «عائلة مافيا»
11 مارس 2012
عواصم (وكالات) - شبهت الولايات المتحدة أمس نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”عائلة من المافيا”، داعية كل الذين لا يزالون يدعمونه بـ”التفكير ملياً” قبل الانصياع إلى “أوامر قتل الأبرياء”، وأكدت في ذات الوقت أنها “ليست متفائلة كثيراً” بإمكانية اتفاق أعضاء مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار جديد حول تقديم مساعدة إنسانية إلى سوريا. وأكدت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف في القاهرة أمس، أن مشروع القرار الجديد في المجلس أمامه “فرصة” لإقراره إذا لم تدفعه رغبة إلى ضمان سيطرة المعارضين المسلحين على الشارع في سوريا. لكن نظيره الفرنسي آلان جوبيه حذر أمس من أن بلاده لن تقبل قراراً في مجلس الأمن يساوي بين النظام السوري و”الذين يقاتلون ضد القمع”، مشدداً بقوله “لن نقبل أن يتساوى أو أن يوضع النظام والذين يقاتلون ضد قمع النظام على مستوى واحد”. من جهة أخرى، جددت الرباط وباريس معارضتهما لأي تدخل عسكري في سوريا وذلك في مؤتمر صحفي مشترك بالرباط لوزير الخارجية المغربي المغربي سعد الدين العثماني مع جوبيه، وقالا “نرفض أي تدخل عسكري في سوريا، والجامعة العربية ما زالت مؤيدة لحل سياسي”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحفي الليلة قبل الماضية إن الولايات المتحدة “شاركت في المشاورات طوال الأسبوع في نيويورك لمعرفة هل ثمة إمكانية لصياغة قرار أقل حجماً لكنه يدعم الجهود المبذولة لتقديم المساعدة الإنسانية”. وأضافت نولاند بقولها “المشاورات التي شارك فيها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن والمغرب “لم تؤد إلى اتفاق على نص”. وقالت نولاند “صراحة لسنا متفائلين كثيراً إزاء إمكانية التوصل إلى نص يرضي الجميع في مستقبل قريب”. وكانت موسكو أكدت أمس الأول رفضها مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في المجلس بشأن سوريا لأنه “غير متوازن” كونه لم يتضمن نداء إلى طرفي النزاع (أي الحكومة والمعارضة) لوقف العنف، بينما أعلنت بكين التي سبق أن فرضت مع روسيا الفيتو على قرار دولي يدين النظام السوري، إرسال مبعوث جديد إلى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح موقفها من الأزمة السورية. وقالت نولاند إن البلدان العربية تضغط على الصين وروسيا لتغيير موقفيهما حيال اعتماد قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا. وذكرت “هم يريدون حصول تقدم” و”بدأوا بالحديث عن آثار على علاقاتهم مع روسيا والصين بفعل إعاقة القرار الدولي”. من جهتها أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الكوري الجنوبي كيم سونج-هوان أن “ثمة عملاً مهماً جار حالياً” بهدف تغيير المواقف الروسية والصينية. وأضافت كلينتون “تحدثت مع وزيرة الخارجية الروسي قبل بضعة أيام لإبلاغه عن الأمل في لعب روسيا دوراً بناء لوقف حمام الدم في سوريا”. وتلتقي كلينتون لافروف هامش مؤتمر التطورات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نيويورك غداً الاثنين. من جانب آخر، قالت نولاند للصحفيين “في ظل نظام الأسد، السلطة السياسية في سوريا لا تعود إلى البرلمان ولا إلى مجلس وزاري، بل تتركز بين أيدي ما يشبه عائلة من المافيا”. ورداً على سؤال أحد الصحفيين عن “عراب” هذه الأسرة “المافياوية”، أجابت نولاند “هل تعتقدون أن الأسد حذق بما يكفي ليكون رئيسها؟”. وأضافت “الأمر الوحيد الذي سأقوله هو إن الأسد رئيس البلاد وبالتالي فهو مسؤول بالكامل” عن أعمال العنف التي تشهدها سوريا والتي أوقعت ما لا يقل عن 8500 قتيل منذ عام بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضافت “لهذا السبب فإن الأمر الوحيد المطلوب فعله هو أن تسلم هذه العائلة السلطة”. وعن لقاء كلينتون ولافروف في نيويورك غداً قالت نولاند “هذا هو الموضوع الأول والثاني والثالث في محادثاتنا مع موسكو الآن. “نود أن نرى روسيا تمارس ما تستطيع من ضغوط لأننا قلنا إن مبعث قلقنا الأول هو الشعب السوري وحان الوقت كي تقف روسيا بجواره”. وكشف مسؤول بالبيت الأبيض أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعكف على بحث خيارات لوقف إراقة الدماء في سوريا لكنها متشككة بقوة تجاه التدخل العسكري خشية أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي لقاء مع مجموعة محدودة من الصحافيين أمس الأول أشار المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إلى اختلاف الوضع بين سوريا وليبيا، حيث دعمت حملة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” المتمردين الذين تمكنوا في نهاية المطاف من إطاحة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. وقال المسؤول إن الخيار العسكري كان “ممكنا جداً” في ليبيا، حيث تضمن وقف تقدم قوات القذافي وإقامة مناطق آمنة للمدنيين لكن هذه الظروف غير موجودة في سوريا. وأضاف المسؤول قائلاً “في سوريا هناك وضع أكثر صعوبة لأن لديك بالأساس قوات أمنية تابعة للنظام متداخلة في كثير من الحالات مع السكان”. ومضى يقول “الكثير من أعمال العنف الكارثية يحدث باستخدام المدفعية والقصف والقناصة. ولهذه الأسباب ليست هناك خيارات عسكرية بسيطة تفرض نفسها”. وأضاف أن جزءاً من بواعث قلق البيت الأبيض ينطلق من أن التدخل العسكري قد “يفاقم الأزمة الإنسانية من دون حل المشكلة”. وتواجه إدارة أوباما دعوات من منتقدين محافظين، من بينهم السناتور الجمهوري جون ماكين لقيادة تدخل عسكري في سوريا. وكشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة أنهما بناء على طلب أوباما يبحثان خيارات عسكرية بشأن سوريا. وأكد المسؤولان في جلسة الاستماع بالكونجرس التحديات والتعقيدات التي ينطوي عليها أي عمل عسكري. من جهته، قال لافروف في تصريحات أمام اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس، “مشروع القرار في مجلس الأمن أمامه فرصة لإقراره بشرط ألا تدفعنا كلنا رغبة في دعم المجموعات المسلحة المعارضة للفوز بالمعركة في المدن..ولكن إذا دفعتنا رغبة في التأكد من توقف القتال في المدن والبلدات، فإن الاقتراحات ذات الصلة ستكون مطروحة على المائدة ولدينا العديد من الفرص للموافقة عليها. بالتوازي، قال جوبيه على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في كوبنهاجن أمس “يتعين على نظام الأسد أن يتخذ المبادرة، أن يوقف القمع”. وأضاف أنه “من الشائن أن نضع على مستوى واحد مواطنين يحاولون الدفاع عن أنفسهم مع نظام يقاتلهم ويرسل قناصة لإطلاق النار على النساء والأطفال لبث الرعب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©