الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين: تفسير القرآن الكريم ليس قاصراً على الرجال

علماء الدين: تفسير القرآن الكريم ليس قاصراً على الرجال
30 يوليو 2009 23:12
أكد علماء الدين أن تفسير القرآن الكريم يمكن أن يقوم به كل من توفرت فيه الشروط الضرورية لهذه المهمة ومنها المعرفة الجيدة باللغة العربية والإحاطة بعلوم القرآن والحديث وعلومه، موضحين أن تفسير القرآن الكريم ليس قاصرا على الرجال. وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وقد وافق مؤخرا على تفسير جديد للقرآن الكريم قامت به الإعلامية كريمان حمزة لتكون المحاولة الثانية لشخصية نسائية معاصرة لتفسر القرآن بعد أن كان هذا المجال حكرا على العلماء والفقهاء من الرجال. عمل جلل وشاق وحول تفسيرها للقرآن الكريم تقول الإعلامية كريمان حمزة: كانت أمنيتي منذ سنوات طويلة أن أقدم عملا مهما مثل تفسير القرآن الكريم وكان هناك وجل وخشية من الإقدام على هذا العمل الجلل الشاق رغم ان لي مؤلفات في السيرة وغيرها كتبتها للأطفال ولكن عملا مثل تفسير القرآن يجعل الانسان يفكر كثيرا لإنها مهمة صعبة وشائكة وتحتاج لسنوات ولكن الله سبحانه وتعالى يسر لي هذه المهمة التي بدأت عندما قمت بتفسير الفاتحة دون أن أقصد وايضا جزئي عم وتبارك في إحدى حلقات برنامجي للاطفال بعدها استخرت الله كثيرا وبفضله وجدت نفسي مع التفسير الذي بدأ ينساب بسلاسة شديدة لم اعهدها من قبل. وقالت: استغرق التفسير ما يقرب من ثلاثة أعوام عكفت فيها على قراءة الكثير من المصادر الإسلامية خاصة في التفسير، فاستعنت بتفاسير العلماء السابقين مثل تفسير «في ظلال القرآن الكريم»، لسيد قطب وتفسير»بن كثير» و»المختصر» للشيخ حسنين مخلوف و»مختصر القاسمي» لصلاح الدين أرقدان و»المنتخب» و»التفسير الموضوعي للقرآن الكريم» للشيخ محمد الغزالي و»الوجيز للقرآن الكريم» للدكتور شوقي ضيف وغيرها من التفاسير التراثية. وكان هدفي أن اقدم تفسيرا للشباب يركز على معاني الحب في الله والقيم الايجابية الأصيلة التي يتميز بها المجتمع المسلم بأسلوب سهل مبسط في شكل حدوتة للوصول إلى عقول وقلوب الشباب. شروط التفسير وعلق الدكتور عبدالفتاح عاشور -أستاذ التفسير بجامعة الأزهر- على تفسير كريمان حمزة للقرآن الكريم ، قائلا إن التفسير ليس خاصا بالرجال فقط وانما هو حق لكل من توفرت فيه شروط التفسير وهي الإلمام الجيد بلغة القرآن الكريم والاحاطة بعلوم القرآن والحديث وعلومه وما إلى ذلك من العلوم التي عدها الإمام السيوطي في «الاتقان» فوصل بها إلى خمسة عشر علما منها علم الموهبة، وهو علم يورثه الله ـ سبحانه وتعالى ـ لمن عمل بما علم. واضاف: كانت أمهات المؤمنين يسألن عن أشياء في كتاب الله وكذلك نساء الصحابة والتابعين، وعلى امتداد تاريخنا الإسلامي كان للجميع من نسائنا المؤهلات لهذا الامر مشاركات لا تنكر في بيان معاني القرآن الكريم، وفي العصر الحديث هناك اقسام متخصصة في كلياتنا الأزهرية للبنات وفي هذه الكليات عدد كبير من المتخصصات في التفسير وعلوم القرآن ولدينا عميدة كلية البنات بجامعة الازهر الدكتورة عفاف النجار ورئيسة القسم الدكتورة مهجة غالب من الحاصلات على درجة الاستاذية في التفسير وعلوم القرآن، فلم يقل أحد ولم يخطر ببال أحد أن تفسير القرآن خاص بالرجال انما هو قدر مشترك يسهم فيه المسلمون والمسلمات اذا ما توفرت لكل منهم ما يعينهم على فهم كتاب الله وشرحه. وأكد الدكتور عبدالفتاح عاشور أن تفسير القرآن الكريم له شروط ليكون مقبولا ومنها ألا يكون تفسيرا بالرأي المخالف لما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما تقتضيه لغة القرآن وهو التفسير المحمود، فإن كان على غير ذلك فهو تفسير مذموم، وفي كل عصر يقدم علماء الأمة للناس ما يتناسب مع الظروف التي يعيشون فيها. وأضاف: في تاريخنا ألوان من التفاسير المطولة والمتوسطة والموجزة والمكتبة الإسلامية مليئة بهذه الأنواع، فهناك تفسير الفخر الرازي والقرطبي من التفاسير المطولة، وهناك التفسير بالمأثور مثل جامع البيان للطبري وهناك المتوسطة مثل تفسير ابي السعود والبيضاوي والنسفي وهناك تفسير الجلالين من التفاسير المختصرة، فاذا اقتضى الأمر أن نقدم معاني القرآن للاطفال والشباب والمبتدئين مثل تفسير كريمان حمزة فلابد أن نراعي السهولة واليسر ووضوح العبارة، وان تكون موجزة دون خلل واذا ما كتب التفسير للمتخصصين فيستحسن ان يكون تفسيرا محيطا بما في الآيات من أسباب النزول وبيان المناسبات والغوص في لغة القرآن وكشف أسرارها وبيان المعاني العامة وما هناك من أحكام شرعية وآداب السلوك وما الى ذلك مما يتطلبه الأمر فيمن سيقدم إليه هذا التفسير. يوم للنساء وقال الدكتور سعيد صوابي -أستاذ التفسير بجامعة الأزهر-: المرأة والرجل لا فرق بينهما بالنسبة لتفسير القرآن الكريم، ولكن في جميع الأحوال ينبغي أن يكون التفسير عن علم ودراية ونقل الاحاديث والآثار بدقة التي تفسر بها من سلف الأمة ولابد أن يكون لها سند قوي والعمل بالكتاب وعدم إبداء الرأي الشخصي به كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم: «هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب» آل عمران الآية7. وأضاف: الآيات البينات لا يختلف عليها أحد مهما كانت مهنته، ونحن هنا نسأل انفسنا هل نحن بحاجة إلى أن نفهم هذا الكلام أي الآيات أم أنها بحاجة إلى شرح؟ فمعظم آيات القرآن وضحها الله سبحانه وتعالى لكافة الناس، وهناك بعض الكلمات لا يفهمها بعض الناس والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «فردوه إلى عالمه» لبحث ومعرفة ما يثبت منها كما قال الله تعالى: «..والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا» ويمكن للراسخين في العلم أن يتوقفوا أمام تفسير بعض آيات القرآن وهنا التسليم واجب. وقال: يجب على المفسر أن يقتدي بالصحابة رضوان الله عليهم فسيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما قرأ قول الله تعالى: «وفاكهة وأبا» عبس الآية 3 ، قال» فماذا عليًّ إذا لم أفهم الأبا. فالأسلوب يجب أن يكون واضحا. ويمكن الرجوع إلى العلماء لتوضيح بعض المعاني. وأكد أنه ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة في العلم فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصص يوما للنساء يعلمهن فيه. وإذا كان التفسير الذي أعدته كريمان حمزة بلغة سهلة ومبسطة يفهمها الأطفال والشباب، فيجب ألا يكون في هذه اللغة خروج لا يليق بكلام الله سبحانه وتعالى فقد قال الله في كتابه العزيز: «فاطر السموات والأرض جعل لكم من انفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» الشورى الآية 11. وقال الدكتور حلمي عبدالرؤوف -أستاذ علم القراءات بجامعة الأزهر-: يجوز للمرأة بوجه عام أن تقوم بتفسير القرآن الكريم كما تقوم بشرح غيره من العلوم، وقد كانت نساء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهن فتاوى عديدة في كثير من المسائل التي كانت تحدث أمامهن ولهن سماع فيها من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا مانع أن تفسر المرأة القرآن أو تشرح الفقه الإسلامي. وأضاف: بالنسبة للتفسير الميسر لكريمان حمزة «الواضح في تفسير القرآن الكريم للشبيبة والشباب» والذي قيل عنه إنه تفسير ميسر كي يفهمه الأطفال والشباب، إذا صدر هذا التفسير من إنسان فاهم للكتاب والسنة النبوية واللغة العربية السليمة فلن يؤثر ذلك على المعنى مثل معاني المفردات وشرح الآيات إجماليا فلا مانع من ذلك. لا يوجد مانع شرعي لتفسير المرأة للقرآن أكد الدكتور منيع عبدالحليم محمود«أستاذ التفسير بجامعة الازهر» أنه ليس هناك مانع شرعي أو ديني أو حتى رأي لأحد العلماء يمنع من أن تقوم امرأة بتفسير القرآن الكريم والمانع الوحيد هو اطلاق اسم نسائي عليه لان ذلك يعني اتجاها اخر مثل الادب النسائي وهذا غير مقبول في هذا المجال. فلا يوجد شيء اسمه التفسير النسائي للقرآن الكريم ولكن ما نعرفه هو تفسير القرآن الكريم سواء قام بهذا العمل رجل أو امرأة. وعن الشروط التي يجب أن تقوم في القائم بتفسير القرآن الكريم يقول: يجب أن يكون على علم بعلم التفسير واللغة والبلاغة وبأحكام القرآن وادوات معرفة الحديث النبوي الشريف واجتهادات الفقهاء وعلم من كان قبله من المفسرين ابتداء من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتفسيره لآيات من القرآن الكريم والصحابة والتابعين وغيرهم من العلماء وليس من شروطه وجود ايجازة من الازهر ولكن وجودها يكون من باب الاطمئنان إلى أن هذا التفسير ليس مخالفا للمفهوم العميق والسليم والصحيح للدين الإسلامي. وعن مدى قبول العلماء لوجود تفسير تتولاه امرأة يقول الدكتور منيع عبدالحليم محمود إن جميع الفقهاء يشجعون هذا، فالقرآن بحر لا تنضب معانيه لأنه من الله تعالى وكل إنسان يستطيع ان يعرض لقطرة من قطرات هذا البحر، فبعض المفسرين قد يغلب عليه الجانب الفقهي والبعض الآخر قد يركز على الجوانب اللغوية وهناك من يبرز المجالات العلمية وهي محاولات ابداعية في طرق استخراج معان جديدة من كتاب الله، وبالنسبة لتفسير الإعلامية كريمان حمزة نحن نثق بقدرتها لانها تتلمذت على مجموعة كبيرة من العلماء منهم الشيخ الغزالي والدكتور عبدالحليم محمود والشيخ الشعراوي ولها اتجاهات إسلامية صحيحة ومستنيرة منذ بداية عملها الإعلامي ومشهود لها بالكفاءة. ويقول الشيخ علي عبدالباقي - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية-: الشريعة الإسلامية سمحة ولا يوجد بها ما يمنع من قيام النساء بتفسير القرآن الكريم لأن الأمر لا ينظر إليه على هذا النحو فلا يوجد في شريعتنا تفسير رجالي وآخر نسائي للقرآن الكريم والمعول عليه في التفسير أن يتوافق مع نصوص القرآن الكريم ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. ولذا عندما عرض التفسير على المجمع تم بحثه جيدا ومراجعته بدقة ووجدنا أنه يتوافق تماما مع ما جاء في كتب تفسير القرآن الكريم ولا يوجد به ما يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©