المائدة الإيطالية معطرة بالريحان وخفيفة على المعدة

لا يمكن تجاهل المطبخ الإيطالي من بين مطابخ العالم، خاصة بعدما أكد خبراء التغذية على مكوناته الصحية واللذيذة والمتنوعة في آن معا، ولهذا أخذ اهتمام العديد من المطاعم في مختلف بلدان العالم، كما استحوذ على الاهتمام والاستحسان بفضل أكلات مثل “البيتسا” (البيتزا) و”الباستا” اللتين تعتبران من الأكلات القومية لإيطاليا، إضافة إلى تتعدد مميزات المطبخ الإيطالي الذي مر بعدة تغيرات مع الحقب الزمنية المختلفة، ومن أبرز هذه المميزات هي أنه متعدد وشامل من حيث نوعيات المأكولات التي لا يرتكز على نوع محدد من الأطعمة. على الرغم من عراقــة المطـبخ الإيطالي الذي تعــود جذوره إلى ســنوات التاريخ البعيدة، إلا أن بعض أطباقه كالمعكــرونة والبيتزا، جعــلت البعض يظن أنه يقتصر على أطباق الوجبات السريعة، وهي صورة خاطئة لأن المطبخ الإيطالي ثري ومتنوع في ما يقدمه من أطعمة، ولهذا بات الأقرب إلى الكــثير من شــعوب العالم، وهــو لم يؤثر فقط في عدد من مطابخ الدول المحيطة به، ولكنه تأثر بها أيضاً؛ ففي الشمال الإيطالي، وفق معلومات منشورة على موقع عرب إيطاليا الإلكتروني، يظهـر تأثير الطابع النمساوي من خلال الاهتمام باستخدام لحم البقر أو لحم العجل في جميع الوجبات، كما يظهر فيه التأثير الشرقي العربي واليوناني والتركي. تأثر بالجيرة والزمن المطبخ الإيطالي متأثر بعدة مطابخ أخرى من أبرزها المطبخ العربي، المطبخ اليوناني والمطبخ التركي، كما اشتهر بتقديم “البيتزا” و”الباستا” اللتان تحضران في البيت، وما يميز “البيتزا” الإيطالية هو رقة العجينة. كما يتميز أيضا بالصلصة المبنية على أساس اللحوم أو الخضراوات، ومشتقات الحليب والريحان، علاوة على شهرته بالبوظة المبنية على أساس “الشمينت” أو الحليب، وما يميز المطبخ الإيطالي أيضا عن سواه هو أنه سهل وغير معقد في طريقة الطهي، وفي المطبخ الإيطالي يستعمل كثيرا زيت الزيتون وجبنة “البارمزان” والطماطم. وهو لا يعتمد على طريقة معينة في الطهي كالمسلق أو الشي إنما هو رحب ومتنوع الطرق والأطعمة، كما تأثر المطبخ الإيطالي من الشعوب غير الإيطالية التي عاشت بإيطاليا في الحقبات الزمنية المختلفة عبر التاريخ لذلك أصبح هذا المطبخ شاملا. وبالاتجاه جنوباً ناحية البحر المتوسط وتحديداً نحو فينيسيا، يبرز التركيز على الأسماك وثمار البحر وهو أمر انعكس كذلك على دول البحر المتوسط في منطقة الشرق الأوسط”. وتجدر الإشارة هنا إلى العديد من الأطباق الشهيرة للمطبخ الإيطالي وإن كانت الباستا هي أشهرها، فمن تلك الأطباق “اللازانيا” و”الفيتوتشيني” و”الاسباجيتي” و”الكانالوني”، بالإضافة إلى عشرات الأنواع من الصلصات والسلطات العالمية مثل: سلطة “فواكه البحر” وصلصة “البيستو” وغيرها. كما تعرف الأطباق الإيطالية بتوابلها الفاتحة للشهية وتشتهر كثيرا باستخدامها الريحان الذي يزيد من القيمة الغذائية للأطباق ويزينها بالطعم واللون. مطبخ صحي ما يتردد عن زيادة استخدام الدهون والنشا في المطبخ الإيطالي غير صحيح فالمطبخ الإيطالي صحي للغاية بفضل توفر واستعمال زيت الزيتون في معظم الأطباق فبالإضافة إلى فوائده الصحية العديدة، فهو أيضا يكسب الأطعمة مذاقاً مميزاً. فضلا عن أن المطبخ الإيطالي قليل ما يستخدم اللحم الأحمر،فإن الإيطاليين يفضلون اللحم الأبيض سواء كان الدجاج أو الأسماك واستعمال المعجنات في المطبخ الإيطالي بكثرة، لا يعني أنه من نوع المطبخ السريع، لأنه يستخدم نظام الوجبات المتعددة والمتوالية في تقديم الأطباق، ما يجعل تناول الطعام عملية ممتعة وصحية فالشوربة أو المعكرونة التي يبدأ بها تناول الطعام خفيفة وتعمل على إمداد الجسم بالطاقة السريعة، وهي لا تشكل عبئا على المعدة التي تهضم اللحوم فقط، فيما يكون الطبق الرئيسي المحتوي على اللحم أو السمك غنيا بالبروتينات التي تحتجزها المعدة لمدة تصل إلى أربع ساعات حتى تستكمل التعامل معها هضما قبل أن تمر للأمعاء الدقيقة ويتم امتصاصها. كما أن سـلطة الخضـراوات بالفاكهة تحتوي مثلا على خضراوات خضراء وتفاح وبرتقال وكمثرى وخـــوخ وعنب وهي فاكهة غنية بمضـــادات الأكسدة التي تعمل أيضا على حماية القلب من الكوليسترول الذي يتحول إلى مادة سامة عندما يتأكسد بالجســـم، كما تشــكل هذه الفاكهـــة مصدرا للفيتامينات والمعــادن المفيدة جدا للصحة.? ومن المعــــروف أن التفاح والكـــمثرى من الفاكهة الغنية بألياف البكــتين وهي مهمة جدا لإعطاء الإحســاس بالشبع مع عدم زيادة الوزن. كما يشكل الليمون عنصرا مفيدا في إمداد الجسم بفيتامين “جيم” ويكون زيت الزيتون مصدرا للدهون المفيدة الخافضة أيضا للكوليسترول كونه من الدهون النباتية غير المشبعة فمثل هذه الأطباق مفيدة جدا وقد تكون كافية كوجبة لمن يريد أن يتبع نظاما لخفض الوزن شريطة استبعاد العسل.