النساء شقائق الرجال وهن نصف المجتمع إن قهرن أظلمت الدنيا فلم يعد لها طعم ولا لون ولا رائحة، وهن سكر الحياة وملحها الانقاص من مقدارهن يخل بتوازن الأمور. وقد أوصى نبينا المصطفى بتقديرهن واحترامهن حيث قال عليه الصلاة والسلام فيما معناه «خياركم خياركم لنسائكم». وكانت آخر وصاياه في الدنيا الرفق بهن فهن كالقوارير فقال عليه الصلاة والسلام «يا أيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيرا استوصيكم بالنساء خيرا». إنما تلك فتاة حرمت حنان الأب الذي تخلى عنها وعن شقيقها وهي صغيرة، فوجدت نفسها ووالدتها بلا رجل يحميها، وكانت ترى الأطفال يرددون «بابا» فاحتارت في معناها. عندما كبرت تأملت أن تجد الإنصاف من شقيقها لكنه أثبت أنه «سر أبيه» تركها ووالدتهما وحيدتين في منزل خاو من ظل رجل، طلب منهما عدم الاتصال به فلجأت الأخت إلى الآخرين! يتكرر مسلسل الظلم فالأخ لايقبل بدور المتخلي فقط، ويصر أن يكون هو والزمن خصمين ضدها، فكلما تقدم رجل لشقيقته الثلاثينية قابله بالرفض. لم يتذكر تضحية شقيقته التي استدانت لأجله مبلغ 250 ألف درهم حتى يتزوج، لم تسعفه ذاكرته لتذكر أيام شقائه مع أخته التي تركها وحيدة تواجه الصعاب في شقة كل جيرانها أغراب! معاناة ثانية سيدة تضرب أمام أولادها من قبل زوجها لأسباب تافهة يختلقها الزوج لتبرير مرضه النفسي، في كل مرة تضرب تذهب لبيت والدها لكنها سرعان ما تعود لزوجها الظالم، فوالدها لا يرحب بها ولا أخوتها، والبيت لايتسع لعائلة جديدة تشاركهم غرفهم، وأطفال يتعاركون مع أقرانهم. امرأة ثالثة تضحي لأجل ابنها فترفض الزواج بعد وفاة والده، يكبر الابن فيتناسى كل ما فعلته والدته لأجله، يتزوج ويفضل زوجته عليها. تتعرض الأم لحريق يصيب وجهها، فيخصص ابنها غرفة لها في الطابق العلوي ويمنعها من الخروج منها حتى لاتخيف أولاده، يقسو قلبه لكن مشيئة الله تنقذ الأم بزيارة لجنة مكلفة بمتابعة المسنين داخل البيوت، ينكر الابن وجود والدته وتفضحه طفلته الصغيرة التي تحكي للجنة معاناة جدتها فتنهي مأساتها مع جحود ابنها الوحيد.
ريم البريكي
عدد اليوم
