الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باسل خياط يجسد شخصية رائد المسرح السوري «أبي خليل القباني»

باسل خياط يجسد شخصية رائد المسرح السوري «أبي خليل القباني»
30 ابريل 2010 20:35
أخيراً، حقق النجم السوري باسل خياط حلمه بأن يلعب شخصية أبي خليل القباني رائد المسرح في سوريا والوطن العربي، وجدّ الشاعر الراحل نزار قباني، وذلك في مسلسل ضخم كتبه خيري الذهبي وتخرجه إيناس حقي ويشرف على إنتاجه المخرج هيثم حقي لصالح محطة «أوربت». ورغم أن باسل قرأ معظم ما كُتب عن القباني ومسرحياته ومؤلفاته الغنائية، فإنه وإمعاناً في مقاربة الشخصية ضمن البيئة الدمشقية التي عاشت فيها، انتقل من شقته إلى بيت عربي في دمشق القديمة، كي يعيش طقوس الحياة التي اختبرها أبو خليل، وهو يتطلع إلى أن يشكل هذا العمل الضخم نقلة نوعية في مسيرته الفنية، ولاسيما أن النص الذي كتبه الروائي خيري الذهبي يعتبر من أجمل النصوص التي قرأها منذ بداياته الفنية وحتى الآن. ورغم أن قدرات باسل الفنية وتجاربه اللافتة في التلفزيون والمسرح والسينما هي التي رشحته وبجدارة لدور أبي خليل القباني، فإن مواهبه المتعددة ولاسيما في الغناء ستضيف نكهة إضافية إلى الشخصية التي يجسدها، ولاسيما أن أبا خليل كان ملحناً ومغنياً أيضاً، وباسل قدم عدداً من الأغاني لأنه يحب الغناء، ويجد فيه متعة كبيرة جداً، وقد عكف منذ فترة على دراسة الغناء والمقامات الشرقية بشكل علمي، لأنه يؤمن بضرورة أن يتوفر في الدراما السورية الممثل المغني، ولاشك في أن قيامه بتقديم بعض الأغاني التي ألفها أو لحنها أبو خليل القباني سيكون إضافة مهمة للعمل ولباسل معاً. رائد مؤسس ولعل سر سعادة باسل خياط بأدائه شخصية أبي خليل القباني، يكمن في معرفته لأهمية هذا الرائد الفني ليس على صعيد سوريا، وإنما على صعيد مصر والبلاد العربية أيضاً، فالرجل هو أول من أسس مسرحاً في سوريا ومصر، وقد تعرض للاضطهاد في سوريا من قبل المحافظين المتشددين، وأحُرق مسرحه، فهاجر إلى مصر، وأنشأ مسرحه في القاهرة، وكان مثقفاً يحمل فكراً تنويرياً، ويجيد العربية والفارسية والتركية، كما كان صاحب أول بيان «مانيفستو» عن المسرح الموسيقي العربي، وهو فنان شامل عمل ملحناً ومطرباً وممثلاً ومخرجاً. وقد كرمته الدولة، فأطلقت اسمه على أول مسرح تؤسسه في دمشق، ولا يزال قائماً وعاملاً حتى الآن في وسط المدينة، كما أن وزارة الثقافة استجابت إلى نداء الجمعيات الأهلية السورية فقررت مؤخراً ترميم وإعادة بناء منزله الصيفي في منطقة «كيوان» الواقعة بين الربوة وحي المزة. وسيتناول المسلسل حياة أبي خليل منذ العام 1833 وحتى عام 1903 لنتعرف على دمشق ونشأة مسرحه فيها، وتطور الحركة المسرحية والثقافية والاقتصادية في سوريا ومصر والوطن العربي. كما نتعرف إلى إبداعات القباني المسرحية والغنائية، وإلى المعاناة التي تعرض لها جراء ضغوط المحافظين المتشددين وأصحاب العقلية المتحجرة. ويشير المخرج هيثم حقي المشرف على الإنتاج، إلى أن هذا المسلسل يعتبر من الإنتاجات الدرامية الضخمة التي ترصد فترة النهضة العربية، ويشارك فيه نخبة من النجوم السوريين والعرب، منهم خالد تاجا وندين تحسين بك ووفاء الموصلي وعبد الهادي الصباغ ونزار أبو حجر، وقد بدأ التصوير في دمشق منذ أيام في قصر العظم، وسينتقل فريق العمل للتصوير في عدة مواقع أخرى في دمشق والقاهرة. ليكون المسلسل جاهزاً للعرض في موسم رمضان المقبل، وربما خارج العروض الرمضانية أيضاً. الخبز الحرام وملائكة الأرض ويشارك باسل خياط في هذا الموسم في عملين هامين، الأول مسلسل (الخبز الحرام) للكاتب مروان قاووق والمخرج تامر إسحق، وهو مسلسل اجتماعي يتطرق لمواضيع حساسة جداً في المجتمع السوري، ويكشف عن الانهيار الأخلاقي أمام جشع بعض الناس، واستغلالهم للفتيات والنساء من ذوات النوايا الحسنة، للوصول إلى مآربهم المادية. كما يشارك في مسلسل آخر هو (ملائكة الأرض) للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين، وهو عمل يطرح مواضيع تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يسبق للدراما السورية طرحها، ورغم قراره بالاكتفاء بمسلسل أبي خليل القباني والخبز الحرام، إلا أنه وعند قراءته لملائكة الأرض، قرر أن يعمل فيه، وأن يكون جزءاً من تجربة إنسانية مميزة، حيث سيلعب دور رجل يكتشف أن زوجته حامل بجنين معوق، فيعيش حالة صراع مريرة مع زوجته التي ترفض التخلص من الجنين وتصر على التمسك به كي يرى الحياة كغيره من المواليد. وبهذه الأعمال الثلاثة يقفل باسل باب مشاركته في أي عمل آخر سواء في سوريا أو مصر، وقد اعتذر هذا الموسم عن المشاركة في مسلسل (فرح العمدة) مع المخرج أحمد صقر، كما اعتذر في العام الماضي عن فيلمين وثلاثة مسلسلات مصرية، منها مسلسل (خاص جداً) مع الفنانة يسرا والذي عرض في رمضان الماضي، على أن باب المشاريع الكبيرة ما يزال مفتوحاً أمامه سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما. فارس الجولاني يعتبر باسل خياط من ألمع أقرانه من نجوم الدراما السورية، وهو حاضر دائماً من خلال أدواره المركبة والصعبة، والتي يُظهر من خلالها تميزاً لافتاً، وقد تألق في مسلسل (رجال الحسم) لنجدت أنزور العام الماضي والذي اعتبر أول مسلسل سوري يتناول قضية الجولان السوري، ويقتحم أسوار الموساد الإسرائيلي، حيث لعب باسل دور (فارس الجولاني) الذي يتسلل إلى داخل هذا الجهاز الإسرائيلي الخطير، وقد حقق من خلال هذا العمل متابعة جماهيرية كبيرة، وهو ينتظر الجزء الثاني منه، والذي سينتهي بقيام حرب تشرين 1973. ومن أدواره الصعبة والمركبة التي يعتز بها، الشخصيات التي لعبها في مسلسل (على حافة الهاوية) و(أحلام كبيرة). أما المسلسل البدوي (صراع على الرمال) فيعتبر أنه شكل محطة من أصعب الأدوار في حياته الفنية. باسل والسينما قام باسل خياط ببطولة فيلم «باب الشمس»، حيث اختير الفيلم باعتباره واحداً من أفضل عشرة أفلام عالمية للعام 2004، مما دفع مجلة «تايم الأميركية إلى اختيار النجم السوري كواحد من أفضل خمسين ممثلاً في العالم. وفي العام الماضي شارك في الفيلم المصري «الشياطين، إنتاج الشركة العربية، ولعب فيه دور فهد الذي يجسد الشخصية السورية في العمل. كما حقق فيلم «الليل الطويل» لحاتم علي، والذي شارك فيه نجاحاً في المهرجانات العربية والدولية، فقد حاز جائزة «الثور الذهبي» في مهرجان «تاورمينا» الإيطالي. كما شارك في فيلم مهم للمخرج الإيراني محمد رضا درويش إلى جانب الفنان جمال سليمان، ويتوقع أن يكون لهذا الفيلم عند عرضه صدى واسعاً، إضافة إلى فيلم «موازييك دمشق» لحاتم علي. وفي جعبة باسل خياط مشروع لفيلم سينمائي جديد، يصفه بأنه جريء جداً، لأنه يكشف عن أن كل شخصية في الحياة تتوارى وراء صورة مصطنعة، ويحمل الفيلم اسم «ميك أب»، وسيكون من إنتاجه بالمشاركة مع أربعة من زملائه الفنانين، أما بطولة الفيلم النسائية فمن المرجح أن تكون لفنانة مصرية شهيرة. ورغم هذا الحضور الحافل لباسل خياط في عالم السينما السورية والمصرية، فإنه يصرّ على أن الوصول إلى العالمية يبدأ من الخصوصية المحلية، وأن الأمر لا يحتاج منه إلى الحلم بالذهاب إلى هوليود لكي يصبح «عالمياً»، وإنما يحتاج إلى التركيز على المحلية بشكل ذكي ومدروس. اعتكاف أخير في الوقت الحاضر يعتكف باسل خياط على شخصية «القباني» يعايش ويعيش ظروفه، لأنه يعتبره العمل الدرامي التلفزيوني الأهم حالياً، ولذا يجد الألفة والمتعة بالعيش في بيت دمشقي قديم، وعندما ينتهي تصوير هذا المسلسل الجديد، ويخرج خياط من عباءة القباني، فإنه يمكن أن يحدثنا عن مشاريع كثيرة قادمة، تلفزيونية وسينمائية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©