الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يواكب أحدث التقنيات في تعبئة وتغليف التمور

يواكب أحدث التقنيات في تعبئة وتغليف التمور
30 يوليو 2009 23:18
على طريق الآباء والأجداد، وعى محمد سهيل المزروعي رئيس مجلس إدارة مركز ليوا لتعبئة وتغليف التمور المكانة والدور والقيمة الاقتصادية والاجتماعية والتراثية لشجرة النخيل، وورث باكورة فكره الاستثماري في كيفية الاستفادة المثلى من هذه الشجرة المباركة، وعايش في طفولته في ستينيات القرن المنصرم نقطة التحول الجذرية للاهتمام الرسمي والشعبي بشجرة النخيل، ومن ثم تطور فكره، وتولدت أحلامه، وتنامت حتى أسس هذا المركز المتميز بعد نيله درجة الماجستير في العلوم الإدارية من الولايات المتحدة، وبعد فترة عشر سنوات اكتسب خلالها الخبرة كمدير عام لمصنع المرفأ للتمور. التقيناه في جناح معرضه بمهرجان ليوا الخامس للرطب بالمنطقة الشرقية، حيث أوضح بداياته مع عالم النخيل والتمور، وقال: «عالم النخيل، ومكانة النخلة، إرث قديم ورثناه عن الآباء والأجداد، ولمسنا حياتياً قيمة هذه الشجرة المباركة، ووجدت نفسي أعيش بين ثروة موروثة تتعدى الألف نخلة بمنطقة «أبوصدين» في ليوا، وعشت ولمست كيف كان الاهتمام بها، وكيف يستفيد من طلعها وانتاجها الناس، وكيف يجمعون الثمار ويبيعونها بشكل تقليدي، فالتسويق كان في حدود الإمكانات المتاحة في وقتها، ولم تكن وسائل الاتصال أو النقل أو تكنولوجيا التعبئة والتغليف بما هي عليه الآن من تقدم وتطور، ومما لاشك فيه أن الاستغلال الأمثل لشجرة النخيل لم يكن كما هو عليه الآن، فالتمر كان «يكنز» في أكياس مصنوعة من سعف النخيل لاستهلاكه طيلة أيام السنة، وكانت طريقة «الكنز» هي الطريقة الوحيدة الشائعة بين منتجي التمر، وبالطبع عايشت ورأيت كيف يسكن الناس البيوت من أعراش النخيل، ويوظفون سعفه وليفه ويريده «جريده» في صناعة الأثاث والأدوات التي كانوا يحتاجونها، وكانت تمثل ثقافة هذا الزمن، ومن ثم رأينا كيف اهتم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» بالنخيل، وكيف أثمرت توجيهاته واهتماماته في تحويل وبلورة الجهود للاهتمام بشجرة النخيل». ويتذكر المزروعي حياة الماضي القريب، وعلاقة الإنسان بشجرة النخيل، ويقول: «كان المواطن يبدأ يومه بالاستيقاظ مع أذان الفجر، ويصلي، ويبدأ قوت يومه بفنجان القهوة العربية وقليل من التمور وحليب الإبل، وهما نوعان كانا ولا يزالان الغذاء الرئيسي لنا، فعندما كان الناس يلمحون تباشير القيظ في النخيل، يجمعون رطيباتها الناضجة، ويقسمونها ما بين احتياجاتهم وزكاتهم وهباتهم، الآن نجد ثمن حبة تباشير الرطب يصل إلى عشرة دراهم، وهناك أصناف يصل سعر الكيلو منها إلى الألف درهم». ومن أجود أصناف التمور العربية الموجودة في الإمارات «الخلاص»، و«الدباس» ، و «أبو معان»، و«الفرض». ولادة الأحلام عن ولادة ترجمة أحلامه الاستثمارية في إنشاء مركز تعبئة وتغليف التمور يقول المزروعي: «من خلال خبرتي الطويلة، فكرت كثيراً في إمكانية الاستفادة القصوى من إنتاج التمور، فكان المزارع يستقطع جزءاً من إنتاجه للاستهلاك الشخصي وحصة الزكاة أو الصدقة والهبات، ومن ثم يعبئ المنتج بطريقة تقليدية بدائية من خلال «الكنز»، وبالطبع كانت هناك كميات هائلة تفقد دون الاستفادة منها لسوء النقل، أو إمكانية الحفظ، أو للعوامل الجوية، ومن ثم فكرت في مشروع يمكنني ويمكن أبناء المنطقة من الاستفادة بالمنتج لأقصى درجة ممكنة، واطلعت على مختلف التجارب والخبرات، واستعنت بصندوق خليفة لدعم المشروع من حيث الكلفة الاستثمارية وصور الدعم الأخرى». ويضيف المزروعي: «المركز يقوم أساساً على فكرة التعبئة الجيدة بتقنيات متقدمة توفر مواصفات الصحة، وبأساليب حديثة، وأشكال جذابة، بما يسهل نقل المنتج وتسويقه وعرضه بشكل ميسور وجذاب، وفي نفس الوقت يضمن حفظ الثمرة وجودتها ومذاقها لمدة زمنية طويلة، لقد بدأنا العمل في عام 2006، وبدأ المركز تقديم خدماته للمزارعين، ولقي النشاط ترحيباً كبيراً من الناس، وخفف عن كاهلهم عناء النقل، والحفظ، والتسويق، وبالتالي حقق لهم عائداً اقتصادياً جيداً». تطور الإنتاج يشير المزروعي إلى تطور إنتاج المركز قائلاً: «لم يكن مناسباً أن نظل على بداياتنا، ومن ثم فنحن نسعى إلى التطور والتجديد ومواكبة التقدم والتطور الذي حدث في عالم الصناعات الغذائية وتكنولوجيا حفظ الأغذية، وتعبئتها، وتغليفها بشكل راق وحضاري بأكثر من ألف منتج، وبالتالي سعينا نحو تطوير خطوط الإنتاج، وفتحنا خطوط جديدة ومنها استحداث تعبئة «الرطب» وهو في مرحلة النضج غير الكامل، وتعبئته بطريقة جيدة وتسويقه، ثم مرحلة تعبئة التمر؛ وهي تتضمن تشكيلة واسعة من خطوط الإنتاج والأشكال والأصناف، وإدخال عناصر غذائية أخرى كالمكسرات والشوكولاته، وصناعة أنواع عديدة من المربى، وأيضاً استخلاص وتعبئة عسل التمر المعروف بـ «الدبس»، وصناعات عجينة التمر منزوعة النوى، وبعبوات مختلفة وجميلة تناسب أذواق المستهلك وحجم استهلاكه اليومي. تخليل الثمار جذب منتج مخللات الثمار غير الناضجة دهشة واعجاب رواد المهرجان، ويعد المركز في طليعة المنتجين لهذا النوع، وعن هذا الانتاج الجديد يقول المزروعي: «قد لا يكون تخليل الثمار هدفاً في حد ذاته، وإنما جاءت الفكرة للاستفادة من كميات الثمار غير الناضجة التي تهدر دون فائدة في مرحلة تخفيف أحمال النخيل «العذوق»، لا سيما أن المنطقة بها كميات هائلة من النخيل، فكانت تستخدم كتغذية وعلف للحيوانات، أو يتم التخلص منها لعدم نضجها، وبالتالي فكرت في الاستفادة منها كمخللات بعد الاطلاع على كثير من التجارب والدراسات، ونجحت التجربة، ولاقت إقبالاً استهلاكياً جيداً يضاهي الأصناف الأخرى من المخللات
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©