النجمة أمل عرفة فنانة شاملة، فهي ممثلة ومطربة وكاتبة ذات حضور قوي في أي عمل تشارك فيه، لأنها انتقائية في اختيارها لأدوارها. وقد غابت عن الأضواء لأقل من عام، لتعود بقوة، وتعلن عن دورين جديدين لها.
وفي هذا اللقاء معها تطلق أمل عدة مواقف أساسية في عملها الفني، ففي الحديث عن غيابها بسبب الحمل تقول: من الاستحالة عندي أن أقارن أمومتي لسلمى ومريم بأي شيء في الكون، فابنتاي هما خياري الأول في حياتي، ومن بعدهما آتي أنا، ويأتي الفن. ولهذا كان صعباً أن أكون بطلة مسلسل (العار) لرشا شربتجي بسبب حملي طوال فترة التصوير.
ليس مجانياً
وتنفي أمل أن يكون غيابها قد أثر على حضورها في الساحة الفنية السورية، والسبب ـ كما تقول ـ أن وجودها كان دائماً وجوداً حقيقياً وقوياً وليس مجانياً، لأنها من الفنانين الذين يحاولون أن يصنعوا من التلفزيون ذاكرة كالسينما. وتعلن أمل بمنتهى الصراحة أنها رفضت سبعة أعمال عرضت عليها، لأن الشخصيات النسائية فيها، شخصيات مساندة للشخصيات الذكورية ليس إلا. والرجال هم الأبطال والفاعلون في الأحداث، أما المرأة فهامشية. وهذا ما ترفضه، وتصر على أن البطولة النسائية في الدراما يجب أن تكون أساسية وفاعلة. ألهذا السبب تكتب أمل عرفة أعمالها، وهل صحيح أنها تجعل شخصياتها محورية وتهمل باقي الشخصيات في العمل. تقول أمل: إنني أحب الكتابة وأعبر عن نفسي كإنسانة وممثلة، وحين أكتب أعطي جميع الشخصيات حقها من الأهمية والحضور، ولا أتمحور حول الشخصية التي أجسدها، والدليل على ذلك أن نجوماً كباراً شاركوا في مسلسل (عشتار) الذي كتبته وقمت ببطولته. فقد كان هناك النجم الكبير (خالد تاجا)، وكانت هناك العمة (فلك) وشخصية (رامز) وغيرها من الشخصيات الأساسية. أثناء فترة حملها، قبلت أمل عرفة المشاركة بدور أساسي في فيلم (الليل الطويل) لحاتم علي مخرجاً وهيثم حقي مؤلفاً، وفي جديدها الآن دور صغير اختارته بعناية في مسلسل (قلوب صغيرة) للمخرج عمار رضوان الذي أرادها أن تلعب إحدى الشخصيات الأساسية في العمل، لكنها اختارت الدور الأصغر، لأنه أشد خصوصية في إطار عمل اجتماعي يتطرق لقضايا إشكالية تتصل بالناس المسحوقين، ولاسيما الأطفال منهم.
أرفض سعاد حسني
كما تشارك أمل في مسلسل (أصوات خافتة) لإيناس حقي، وتلعب فيه دور الصحافية التي رحل والدها منذ زمن، ولكنه يظل حاضراً في داخلها، إلى حد أنها تبحث عن رجل يشبهه لتحبه وترتبط به، ولكن القدر يجعلها تصادف رجلاً لا يشبه والدها أبداً، وتقع في حبه. أما عن سر العرض الذي تلقته للعب دور الراحلة سعاد حسني في فيلم عن حياتها، مع عقد احتكار لعدة سنوات، فتقول أمل: لا أميل إلى تجسيد السير الذاتية لشخصيات من الماضي، ولا أفضل ذلك، ولو وضعت أمام خيار أن ألعب شخصية (سعاد حسني) أو شخصية امرأة من هذا الزمن لفضلت هذا الزمن ووجعه وإشكالياته، فأنا أحب دائماً أن نطرح الحاضر ونناقشه. أما عن مسألة الاحتكار، فلا يمكن أن أتصور نفسي محبوسة في عقد (احتكار)!. إن ذلك لا يناسب نفسيتي وطبيعة تفكيري.
قدسية الفن
لا تعترض أمل على مشاهد العنف في المسلسلات التلفزيونية التي تشارك فيها إذا استدعت الضرورة الدرامية ذلك، وهي تقر أن مسلسل (غزلان في غابة الذئاب) تضمن مشاهد عنف أكثر إيلاماً وفظاظة من مشاهد العنف الدامي، لأنها تعتبر الظلم أعلى درجات العنف. تنفي أمل عرفة أن تكون مغرورة، لكنها تقول إن هناك فرقاً كبيراً بين عزة النفس والاعتزاز وبين الغرور. وعن سبب عدم إجرائها لقاءات صحفية لمدة طويلة تقول: أرفض أن أجري مقابلة مع مجلة تضع على غلافها فتاة من جماعة السيليكون، بينما يطلب مني أو من غيري أن نتحدث في الداخل عن الثقافة والفن. وفتاة السيليكون في الواجهة تفتخر بجهلها. فأنا أحب الفن وأتعامل معه بقدسية
عدد اليوم
