السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محركات صواريخ روسية لإطلاق «الأقمار» الأميركية!

8 يونيو 2016 23:16
عندما تولى أوباما السلطة كانت حقيقة أن روسيا باعت للولايات المتحدة محركات الصواريخ التي تحتاجها لإجراء عمليات الإطلاق ، سمة من سمات السياسة الخارجية الأميركية، وليست علة. كان أوباما يحاول إعادة ضبط العلاقة مع موسكو، وهذا كان يعني إيجاد مجالات يستطيع فيها الخصمان السابقان خلال الحرب الباردة التعاون. وإذا كانت الولايات المتحدة ستعتمد على روسيا للتعامل مع إيران وإمداد القوات في أفغانستان، فلماذا لا تعتمد عليها لإطلاق أقمار صناعية في الفضاء؟ غير أن هذا كان في العام 2009، لكن هذا الاعتماد في العام 2016 يعد علة كبيرة جداً. فاليوم، نجد الطائرات الروسية تحلق فوق السفن الأميركية في بحر البلطيق وتقصف المتمردين الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا. واليوم، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين قريبين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب قيامه بغزو أوكرانيا في العام 2014. إن اعتماد البنتاجون على محركات الصواريخ الروسية سيكون محور النقاش هذا الأسبوع في مجلس الشيوخ عندما يناقش النواب مشروع قانون لإقرار موازنة الدفاع الأميركية لعام 2017. ويقترح السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، الإلغاء التدريجي لاعتماد أميركا على محركات الصواريخ الروسية. يقول المقاول الذي ينفذ عمليات الإطلاق الفضائية للحكومة الأميركية «يونايتد لونش أليانز»، إنه مشروع مشترك بين شركتي بوينج ولوكهيد مارتن، وإن الصواريخ الروسية أرخص من بدائلها الأميركية. ويفضل اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ – ريتشارد شيلبي (جمهوري – ألاباما) وريتشارد دوربين (ديموقراطي - ألينوي)- إدخال تعديل يجعل الولايات المتحدة تشتري ضعف عدد المحركات الروسية كما يريد ماكين. وهذا من شأنه أن يتيح القيام بمزيد من عمليات الإطلاق والمزيد من العمل المتعلق بها في هاتين الولايتين. وفي مقابلة معه عبر الهاتف، كان ماكين صريحاً بشأن هذا التعديل، حيث قال: «إذا كان في استطاعتهم منعنا من إبعاد محركات الصواريخ روسية الصنع هذه، فإن هذا فساد. وليس من قبيل المصادفة أن يكون أعضاء مجلس الشيوخ من ولايتي ألاباما وإلينوي هما اللذين يدفعان من أجل هذا التعديل». وبطبيعة الحال، فإن العمل في هاتين الولايتين ليس هو الحالة الوحيدة لشراء مزيد من المحركات وإطلاق مزيد من الصواريخ. لقد صرح «شيلبي» على وجه الخصوص أن أداء محركات الصواريخ الروسية التي يستخدمها المشروع المشترك بين «بوينج» و«لوكهيد مارتن» لا تشوبه شائبة، في حين أن بعض البدائل لم تختبر. ولا تزال أعمال محركات الصواريخ الروسية مبهمة، فقد خلص تحقيق أجرته رويترز في العام 2014 إلى أن شركة صغيرة تضم خمسة أشخاص في فلوريدا ستحقق ما يقرب من 100 مليون دولار من تضخيم تكلفة محركات الصاروخ الروسي أر دي – 180 إذا ما تم إعادة بيعها لمشروع يونايتد لونش أليانز. في العام 1996، أذن الرئيس بيل كلينتون باستخدام الصواريخ الروسية لعمليات إطلاق تجارية عبر الفضاء وفيما بعد لمهام أمن قومي أكثر حساسية، ولكن في ذلك الوقت، كان من المفترض أن تكون هذه السياسة إجراءً مؤقتاً. في البداية، خطط البنتاجون لاستخدام محركات الصواريخ الأميركية بشكل حصري لإجراء عمليات إطلاق عبر الفضاء بحلول عام 2000. وبمرور الوقت رغم ذلك، تم تغيير الموعد النهائي لأن تكلفة صناعة المحركات في الولايات المتحدة أكبر بكثير، وأصبح الموعد النهائي للاعتماد على محركات الصواريخ الأميركية في العام 2020، ويقول بعض مسؤولو البنتاجون الآن إن هذا الموعد ربما يكون طموحاً جداً. واليوم، تقول شركة «يونايتد لونش أليانز» إن صاروخ «دلتا 4»، الذي يستخدم محركاً أميركياً، أكثر تكلفة بنسبة 30% من مجموعة روسية متنوعة تستخدم لإطلاق صاروخ أطلس 5. وتأمل شركة «سبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء»، وهي شركة إطلاق فضاء خاصة يمتلكها «إلون ماسك»، أن تقدم بديلاً أرخص دون استخدام المحركات الروسية، بيد أن «سبيس إكس»، لم تطلق بعد قمراً صناعياً للتجسس في الفضاء لحكومة الولايات المتحدة، حيث أشرف المشروع المشترك بين «بوينج» و«لوكهيد مارتن» على أكثر من مئة عملية إطلاق منذ العام 2006 دون فقدان الجزء المتفجر من الصاروخ. ومع ذلك، فإن الترتيب الذي تم التوصل إليه مع روسيا بشأن محركات الصواريخ يقوض العقوبات الأميركية المفروضة اليوم ضد روسيا. وقد ذكرت صحيفة «ديلي بيست» الشهر الماضي أن شراء الولايات المتحدة للصواريخ الروسية يثري اثنين من كبار المسؤولين الروس، وهما ديمتري روجوزين وسيرجي شيميزوف، المفروض عليهما عقوبات منذ 2014 بسبب غزو أوكرانيا. وفي العام 2015، أسند بوتين إلى روجوزين وشيميزوف مسؤولية صناعة الفضاء. وذكرت «إيفيلين فاركاس» مسؤولة بارزة في المجلس الأطلسي وسبق أن شغلت في العام 2014 منصب نائب مساعد وزير الدفاع المسؤول عن السياسة الروسية، أن اعتماد الولايات المتحدة على المحركات الروسية تمت مناقشته العام 2014 عندما كانت إدارة أوباما تعد ردها على غزو أوكرانيا. وقالت: «لقد كنا نشجع زملاءنا العاملين في سياسة الفضاء على إيجاد وسيلة لإبعادنا عن الاعتماد على الصواريخ الروسية، والآن يجب أن نكون قد توصلنا لوسيلة كي نتوقف عن استخدام هذه الصواريخ ». *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©