الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حفريات تكشف التاريخ الحافل للعاصمة الجزائرية

31 يوليو 2009 01:30
في قلب الجزائر، تشهد ورشة للتنقيب عن الآثار على تاريخ العاصمة الحافل بالأحداث التي تدل عليها بقايا العهدين الاستعماري والعثماني قبل أن تظهر ربما تلك التي تتحدث عن الحقبة الفينيقية. وأسفل حي القصبة التاريخي في العاصمة الجزائرية، الذي صنفته منظمة التربية والتعليم والعلوم والثقافة للأمم المتحدة (يونسكو) في 1992 في التراث العالمي، أقيمت حواجز تمنع المارة من دخول ورشة فتحت ربيع 2008 في ساحة الشهداء بعدما اكتشف علماء آثار جزائريون هذه الآثار بفضل عملية سبر تمهيدي. ومنذ ذلك الوقت، تم إرجاء أشغال محطة المترو التي كان من المقرر بناؤها في الموقع. وفتحت ورشة للتنقيب عن الآثار بموافقة وزارتي النقل والثقافة قرب الجامع الكبير الذي يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر ميلادي. وخلال أسابيع فتحت «نافذة» من عشرات الأمتار المربعة على عمق عدة أمتار وجرت أعمال حفر تحت مراقبة يقظة من علماء آثار جزائريين وفرنسيين. والتي أكدت نتائج عمليات التنقيب الأولية التي أجرتها مديرية الثقافة للعاصمة الجزائرية سنة 2008. واكتشف خبراء يساعدهم عمال جزائريون متخصصون أولاً على عمق 4,5 أمتار آثار بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية منذ 1830 قبل العثور على آثار عثمانية. وقال كمال ستيتي مدير أعمال التنقيب والعضو في المركز الوطني الجزائري للأبحاث والآثار عن هذه الآثار «كان هنا دكان حداد حرفي وما زال مصهره الحديدي واضحاً للعيان». وأضاف إن «هذا الموقع يدل على وجود حي حرفيين». وبني ذلك الحي العثماني على أنقاض حي يعود إلى القرون الوسطى وعثر عن آثاره وعدة رفات بشرية عظامها كاملة. ثم ظهرت آثار كنيسة تعود الى عهد المسيحيين الأوائل. وقال فرانسوا سوك المدير الإقليمي للمتوسط في المعهد الوطني للأبحاث والحيثيات الوقائية ومقره في نيم (جنوب فرنسا) إنها تعود إلى القرن الرابع أو الخامس ميلادي. وما زالت قاعدة الأعمدة ظاهرة تحد جناح كنيسة يبلغ عرضه عشرين مترا تقريبا وفسيفساء على الأرض. ولم ييأس العلماء من العثور يوما بعد الحفر على عمق بعض الأمتار، على آثار تعود إلى حقبة الفينيقيين عندما كان يبنون موانئهم التجارية على طول الساحل الجزائري الممتد على طول 1200 كلم بما فيها «ايكوزيم» اسم العاصمة الجزائرية سابقاً. ويرجح علماء الآثار أن تكون «إيكوزيم» قد شيدت في القرن الثالث قبل الميلاد لكن «معلوماتهم حولها محدودة جداً» حسب المعهد الوطني للأبحاث والحيثيات الوقائية. وقبل عدة سنوات عثر على مستودع لقطع نقدية خلال عملية حفر في احد شوارع قرب القصبة, يحتوي على نقود تحمل اسم «ايكوزيم» باللغة الفينيقية وطبعت عليها صورة رجل قد يكون الإله الفينيقي «ملقارت» حسب المعهد الوطني للأبحاث والحيثيات الوقائية. وترغب السلطات الجزائرية التي تدرك قيمة هذا التراث المكتشف اليوم، في صيانته وتحاول استيعابه في موقع محطة المترو الضرورية لتنمية العاصمة. ودعت السلطات المعهد الوطني للأبحاث والآثار الوقائية الى المساهمة في إطار شراكة دولية في هذه العملية التي تشكل تجربة فريدة من نوعها وسط مدينة في المغرب العربي كما يؤكد علماء الآثار الجزائريون والفرنسيون. وكلف هذا الفريق بإجراء تقييم دقيق لوضع الآثار المدفونة وأهميتها في الشهادة على أكثر من ألفي سنة من تاريخ الجزائر العاصمة
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©