مربو الأبقار الألمان يتوقفون عن سكب الحليب في الحقول

عاد حليب الأبقار الألمانية أمس الأول إلى المتاجر الكبرى بعد مقاطعة استغرقت عشرة أيام شهدت إقدام العديد من المزارعين على سكب الحليب الطازج في الحقول والمصارف لرفضهم بيعه بأسعار وصفوها بـ''الرخيصة''· وخلال الأيام العشرة الماضية توقف المزارعون الألمان عن توريد الحليب وفازوا إلى حد كبير بتعاطف وسائل الإعلام، لكن بالنسبة لأولئك الذين على حافة الإفلاس كان عدم حصولهم على دخل خلال الأيام العشرة أمراً صعب التحمل· ويقول اتحاد منتجي الألبان الألماني ''بي دي إم'' إن آلية التسعير لا تزال غير عادلة للمزارع الصغيرة وأن هدفه الأساسي من احتجاجات الأيام الماضية هو تعديل قواعد التسعير والتوريد، ويرى الاتحاد أن السعر العادل هو 43 سنتا من اليورو للتر الواحد من الحليب (62 سنتا من الدولار)· وتتراوح أسعار حليب المزارع حسب المنطقة ما بين 27 إلى 33 سنتا من اليورو إذ إن المزارع في شمال وشرق ألمانيا هي مزارع كبيرة ويمكن أن تقدم أسعارا أقل عن تلك التي تقدمها المزارع الصغيرة في الجنوب حيث جبال الألب· وانتهت المقاطعة بعد أن عرض متجرا ''ليدل'' و''ألدي'' لبيع المنتجات الغذائية بأسعار مخفضة دفع أسعار جملة أعلى للحصول على واردات جديدة من الحليب والزبد، وكان للعرض أثر طيب لكن من المستبعد أن يحدث تغييرا جوهرياً· وحذرت أمينة اتحاد مصانع الألبان سوزان نويسيل من أن: ''المزارعين يعتقدون أنهم سوف يحصلون على 43 سنتا من الآن فصاعداً''، وقالت إن ذلك السعر خادع في ظل عدم قبول المستهلكين ولا المستوردين بزيادات كبيرة· وقالت نويسيل إنه ليس هناك التزام بزيادة أسعار التجزئة للزبادي والجبن أو القشدة، يضاف إلى ذلك أن 45% فقط من إنتاج الألبان الألماني يذهب إلى المتاجر الكبرى في حين يتم تصدير الباقي أو يتم استخدامه كمواد صناعية أساسية· وتظهر أرقام صناعة الألبان الألمانية عن العام الماضي وجود 102 ألف مزرعة لإنتاج الألبان بها أربعة ملايين بقرة، كما يتم تصدير أكثر من مليوني طن من أصل 29 مليون طن من الحليب الذي يتم إنتاجه سنوياً، كما تستورد ألمانيا أجبانا خاصة ومنتجات ألبان أخرى يصل حجمها إلى 5ر1 مليون طن· يذكر أن إنتاج كل مزرعة محدد بشكل كبير بنظام الحصص الذي طبقه الاتحاد الأوروبي لأول مرة عام 1984 من أجل تقليل المعروض الزائد عن الحد بشكل كبير من منتجات الألبان· وزاد الاتحاد الأوروبي في أبريل الماضي الحصص بنسبة اثنين بالمئة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أزمة الغذاء العالمية، ومن المقرر أن يتم إلغاء نظام الحصص بحلول عام 2015 وسوف يجد منتجو الألبان أنفسهم أمام قوى العرض والطلب في السوق، ويقول خبراء الاقتصاد إن المزارعين غير الأكفاء سوف تنهار نشاطاتهم