الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة الأكثر صبراً وحناناً

أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة الأكثر صبراً وحناناً
20 مارس 2014 21:33
موزة خميس (دبي) - إن إصابة أي طفل بإعاقة أمر غير هين على أولياء الأمور، ولكن الأم الأكثر تأثراً، لأنها الأكثر بقاءً قرب طفلها لتقديم الرعاية حتى وإن بلغ الثلاثين من عمره، وأصبحت هي في مرحلة الشيخوخة، فالأم تنسى آلامها لأن الألم تجاه ابنتها أو ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكبر من ألم الجسد والنفس، فلا توجد أم لا تتألم، وهي ترى أطفالاً آخرين يمارسون كل الحركات ويتنعمون بحياتهم، وطفلها محبوس على سرير أو فوق كرسي متحرك. ورغم صعوبة التواصل مع بعضهم من حيث اللغة مثل عدم مقدرة الطفل في التعبير عن نفسه بالكلام، فإن الأم هي الأكثر صبراً وحناناً عليه، سواء كان طفلها أو طفل غيرها، وهذا ما أخبرتنا به عائشة عبيد التي رعت ابنتها منذ كانت طفلة، عندما بدأت تظهر عليها أعراض إعاقة تحرمها من الحركة، فأصبحت لها كل شيء كي تعوضها الشعور بالحاجة لأي أحد آخر، وقالت: كنت معلمة ولكن بولادة طفلتي هذه دون بقية أخواتها، أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بدأت تظهر التواءات على قدميها، وفوق ذلك أصيبت بمرض السكري، فكان عليّ أن أضحي حتى أكون معها، فلم أعد أتركها حتى في المدرسة، وكانت نظراتها للطالبات الصغيرات وهن يلعبن ويتقافزن، كأنها خنجر يفجر الألم بداخلي، وكلما تكبر تكبر احتياجاتها وأجد نفسي المسؤولة عنها، لأن والدها مريض بالقلب، وهو أيضاً بحاجة لمن يعتني به، ولكي أتجاوز الألم وأتعرف على طرق أفضل وأبسط في التعامل مع ابنتي، التي أصبحت شابة، سجلت عضوية مع أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبحت أحضر تلك الجلسات التي تقدم لنا من خلالها الأخصائية خلاصة تجاربها، كما كنا نستمع لتجارب بعضنا بعضاً ونطبقــها ونسـتفيد منها. أم عبدالرحيم الحمادي، بدأت رحلة الشعور بالألم بعد ولادة طفلها بساعات، حيث اختنق ودخل في نوبات تشنج، وفي البداية قاومت أي فكرة أن طفلها سيبقى هكذا للأبد. وتقول: بدأت رحلات كثيرة إلى مختلف المستشفيات، لعلي أعيد طفلي إلى وضع كل طفل طبيعي، ولكن في كل مستشفى وكل مركز طبي، كنت أسمع ذات التشخيص، أن طفلي أصبحت لديه إعاقة ذهنية وأنه عندما يصبح في العاشرة من العمر، سيكون عقله في عمر طفل في الشهور الأولى من عمره، ولكني لإيماني بالله أصبحت أعامله وكأنه لا يختلف عن بقية إخوانه الأكبر أو الأصغر، واليوم بلغ من العمر حوالي 26 عاماً، ولكنه ربما عقلياً في عمر المراهقة الأولى، ولكنه طريف وحنون ويتأثر بالآخرين، ونحن لم نخجل ولو لحظة منه، فهو معنا أينما نذهب سواء لمراكز التسوق أو السفر للخارج، ولا نحرمه من الحديث إلينا حتى وإن كان أسلوب حديثه كطفل صغير، بل نستمع له والكل ينصت له، ليشرح ما في خاطره حتى كبار السن مثل الجد والجدة ينصتون إلى حديثه ويتجاوبون معه، وقد قمت بتسجيله في مركز متخصص، حيث تلقى تدريبات في أمور لم يكن يتقبل منا أن نعلمها له، وربما أشعر بالحزن أحياناً، ولكني رضيت بما كتب الله لنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©