الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطبيقات الهواتف الذكية تؤجج القلق على حماية البيانات الشخصية

تطبيقات الهواتف الذكية تؤجج القلق على حماية البيانات الشخصية
12 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - من المنتظر أن تكون الهواتف الذكية هدفاً لمزيد من عمليات المراقبة والمساءلة من الأجهزة التشريعية والتنظيمية في العالم، التي فتحت الباب واسعاً في الأيام الأخيرة على تداعيات استخدام تطبيقات هذه الهواتف على الخصوصية وحفظ البيانات. مواجهة حقيقية يمكن القول إن مواجهة حقيقية بدأت على مستويات عليا في محاولة لتقنين أهم استخدامات الهواتف، خاصة بعد تشبيه مسؤول فرنسي كبير الهاتف الذكي بـ»العلبة السوداء»، ثم المطالبة في الكونجرس الأميركي بإجراء تحقيق بشأن مدى الركون لهذه الهواتف في حفظ الأسرار والأمور الشخصية. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن مطالبة السيناتور الأميركي عن ولاية نيويورك شارل شومر، من الحزب الديمقراطي، بهذا التحقيق جاءت بعد نشر صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً يؤكد أن «التطبيقات التي يجري تنزيلها بواسطة المستخدمين تسمح بالدخول إلى بيانات المستخدمين الآخرين». وقال شومر، في بيان وزعه بعد إرساله طلب فتح التحقيق إلى اللجنة الفيدرالية للتجارة، إنه «عندما يلتقط أحد ما صورة على هاتف خلوي خاص، فإن ذلك يجب أن يبقى سرياً». وفي الرسالة اعتبر شومر أن ذلك يؤسس لسلوك يدعو للقلق وربما غير عادل في سوق تطبيقات الهواتف الذكية. وأضاف أن على مصنعي هذه الهواتف حماية البيانات الخاصة لمستخدميها. ويأتي فتح هذا النقاش بعد أسبوع واحد من إعلان عملاق الإنترنت جوجل عن قواعد جديدة للخصوصية تسمح له متابعة أثر مستخدميه عبر العديد من الأجهزة والخدمات، وذلك على الرغم من الانتقادات العديدة لجمعيات وروابط المستخدمين الأميركيين والأوروبيين. وفي فرنسا، وصفت إيزابيل فالك- بييروتين، رئيسة اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات، وهي لجنة حكومية، الهاتف الذكي بأنه أداة ترافق الشخص من المساء إلى الصباح، ومعرفتنا بهذا المرافق سيئة، إنه نوع من «الصندوق الأسود»؛ وذلك في إشارة إلى العلبة السرية التي تستخدم لتسجيل حركة الطائرات وما يجري فيها من اتصالات لا يتم الكشف عليها إلا بعد حصول كوارث أو حوادث مجهولة الأسباب. نتائج مثيرة وكانت المسؤولة الفرنسية تتحدث قبل فترة بهذه النبرة لدى الكشف عن نتائج دراسة استطلاعية أجرتها مؤسسة «ميديا ميتري» العريقة والمتخصصة في إحصاء مستخدمي وسائل الإعلام والاتصال. وشملت عينة الدراسة 2315 شخصاً فوق سن 15 عاماً. واستنتجت الدراسة أن من بين 17 مليون مستخدم هاتف ذكي من الفرنسيين هناك 70% لا يطفئون أجهزتهم أبداً خلال النهار، وأن أغلبية كبيرة تخزن البيانات أو المعلومات الشخصية بشكل كثيف، إذ إن 89% يسجلون بيانات اتصال، و86% يسجلون بيانات متعددة الوسائط مثل الصور أو الفيديو. في حين أن شخصاً من كل اثنين يستخدم الجهاز لوظائف تحديد الأماكن جغرافياً لتجنب زحمة السير أو استشارة الخرائط، ويستخدم 48% منهم شبكة تواصل اجتماعية. وأظهرت الدراسة أن 50% من الأشخاص المشمولين بالدراسة يخزنون معطيات لها صفة شخصية، مثل البيانات البنكية وحتى الطبية وذلك بنسبة عالية تصل لدى المستخدمين ما بين أعمار 18 و24 سنة إلى النصف. وفي مؤشر على تناقض والتباس موقف المستخدمين حيال حماية البيانات الشخصية، قال 85% من المُستطلَعين إنهم على بيّنة من أنهم يخزّنون بيانات شخصية على هواتفهم الذكية. وأعرب 65% منهم عن اعتقادهم بأن البيانات المتوافرة على أجهزتهم ليست محمية جيداً. وصرّح واحد فقط من كل اثنين من المشمولين بالدراسة أنهم يدققون دائماً بالبيانات التي تضيفها التطبيقات. وذكرت نتائج الدراسة، التي نشرتها «لوموند»، أن المستخدمين يجهلون بأن معلوماتهم الشخصية يمكن أن تنقل بسبب بعض التطبيقات إلى مؤسسات وشركات أخرى، حيث قال 51% من العينة إن هذه المعطيات لا يمكن تسجيلها أو نقلها من دون موافقة مسبقة منهم. ولاحظت اللجنة كذلك أن نحو ثلث مستخدمي الهواتف الذكية لا يضعون كلمات مرور خاصة كحد أدنى للحماية، خاصة في حالة تعرض أجهزتهم للسرقة. وأوضحت بييروتين أن هذه الدراسة تشكل مرحلة أولى ارتكزت عليها لوضع دليل بالممارسات الجيدة لاستخدامات الهواتف الذكية، على أن تضع برنامج عمل يتضمن برامج تقنية لتحديد ما يخزن وينقل إلى مشغلي الهواتف وإلى مطوري التطبيقات النقالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©