الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجوهرات تروي حكايات القصور العثمانية

مجوهرات تروي حكايات القصور العثمانية
12 مارس 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - المجوهرات التي اعتبرت رمزا لأنوثة المرأة على مر العصور، لا تقتصر أهميتها على تصاميمها أو فخامة الأحجار الكريمة فيها. وما يزيدها قيمة وتفردا انسجامها مع البيئة المنبثقة منها وتأثرها بالنقوش التراثية التي تميز موطنها. وهذا ما ينطبق على مجموعة دار “جيلان” التركية، والتي منذ تأسيسها عام 1980 تتخذ أسلوبا مبتكرا ينسجم مع طبيعة اسطنبول التي تمزج ما بين سحر الشرق وثقافة الغرب. حتى أن مجوهراتها التي تتباهى شهيرات هوليوود بالتزين بها تبدو وكأنها خارجة للتو من القصور البيزنطية الغارقة في التاريخ. وتنقل “جيلان” ثراء القصور العثمانية إلى القرن الحادي والعشرين من خلال إعادة إحياء التقاليد التراثية لصياغة المجوهرات. حيث يقوم خبراء الصاغة بمزج الأساليب القديمة مع التقنيات المبتكرة بدءاً من عملية اختيار المواد وحتى اكتمال العمل الفني. وتعتبر تشكيلة “هيريتدج” واحدة من أشهر التصاميم إذ تعرف بأحجارها النادرة وأشكالها المصنوعة بدقة متناهية. وتشتمل على قطع ألماس مصممة على شكل زهور تتربع فوق خلفية من الفضة، وتزدان بتفاصيل منقوشة على الذهب الأصفر. ولا تنحصر فرادة هذا التصميم في كونه يعزز تألق قطع الماس فحسب، ولكنه أيضاً يضفي تأثيراً جاذباً بطابعه التقليدي والمعاصر في آن. الأمر الذي يثير إعجاب سيدات اسطنبول العصريات ومشاهير الموضة والموسيقى والسينما، وعلى رأسهن نجمات هوليوود مثل نيكول كيدمان وبينيلوبي كروز وسلمى حايك ولوسي ليو. وتروي كل قطعة في المجموعة حكاية مغامرة تعود بتاريخها إلى اسطنبول القرن الخامس عشر من خلال زخارفها البديعة. وتتمحور هذه المجموعة في تصاميمها حول الماس المصقول على شكل “قطع الوردة”. وفي عصرنا لم يعد هناك إلا قلة من صناع المجوهرات ممن يجيدون هذه التقنية الحصرية المسماة “تلكاري”. ويعد “قطع الوردة” أحد الأنماط الكلاسيكية لصقل الألماس يعتقد بأنه يعود إلى صاغة الماس الهولنديين في القرن السادس عشر. ويتم استخدام هذا المصطلح لوصف أي عدد من الأشكال المتناظرة التي تضم أوجها مثلثية الشكل تلتقي بطريقة ما في نقطة محددة. وكان هذا الشكل من الماس سائداً في أوروبا والشرق حتى منتصف القرن العشرين. ومن التشكيلات المميزة الخاصة بالدار، مجموعة “فينيكس” التي تستمد إلهامها من طائر الفينيق الأسطوري. ومجموعة “ساريسا” التي تخاطب أسطورة النسر الذي لطالما كان طيرانه بمثابة الحلم للإنسان ليكون سبيله إلى الحرية على مر الزمان. السير على خطوات الجدة تأسست دار “جيلان” في اسطنبول على يد الأخوين محرم وفرحان جيلان اللذين سارا على خطى جدتهما، وهي مصممة أزياء خدمت الكثير من الباشوات العثمانيين. ونقل الأخوان هذا الشغف المتوارث بالتصاميم الفاخرة إلى فن صياغة المجوهرات، فارتقيا بمشروعهما الذي يتصدر المرتبة الأولى بين دور صناعة المجوهرات الراقية في اسطنبول، بالتعاون مع نخبة من الحرفيين الذين ينحدرون من نسل خبراء الحرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©