السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجات في «مهمة سرية» لمراقبة تحركات الأزواج وتصرفاتهم

زوجات في «مهمة سرية» لمراقبة تحركات الأزواج وتصرفاتهم
12 مارس 2012
تحت ستار الحاسة السادسة تحول بعض النساء أنفسهن إلى العمل في مهنة «المخبر السري» داخل محيط الأسرة، تتابع وتراقب تحركات الزوج في كل همسة ولمسة يقوم بها سواء داخل المنزل أو خارجه، فنتيجة عدم الثقة بين الزوجين وضعف التوافق الفكري والعاطفي والإهمال والانشغال المفرط، تلجأ بعض السيدات إلى الاستعانة بوسيلة جديدة لكشف خيانة الزوج وهو من خلال وضع جهاز تنصت صغير الحجم يسجل كل عبارة حب وعشق يتفوه بها الزوج للمرأة الأخرى. يذكر البعض الحادثة التي قامت بها احدى السيدات حين علمت بخيانة زوجها مع الخادمة من خلال أحاسيسها الأنثوية، لكنها لم تكن تملك الدليل القاطع الذي يؤكد ظنونها، لهذا اتخذت من جهاز التنصت وسيلة للكشف عن خيانة زوجها، لتكون الطامة الكبرى هو اكتشافها علاقة زوجها بخادمة المنزل لكنها لم ترد فضحه أو كشف سره، بل أثناء ذهابه للعمل قامت بتسفيرها على الفور لينصدم الزوج بعد عودته من المنزل بعدم وجود الخادمة، لكنها أخبرته أنها قامت بتسفيرها بعد اكتشاف إصابتها بالإيدز. قد تكون هذه تجربة من التجارب الواقعية التي تحدث في الكثير من البيوت الزوجية المهدد سقفها بالانهيار نتيجة تلك الخيانة الزوجية التي غالبا ما تنتهي إما بالطلاق أو ضياع الأبناء في نهاية الأمر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أدت تلك الواقعة وغيرها إلى ردع الزوجات عن التجسس على أزواجهن ؟ خيانة صديقة تسمع الكثير من القصص الواقعية والمؤلمة عن الخيانات الزوجية، لكن الزوجة في إحدى تلك القصص لم تتوقع أن يتجرأ زوجها بخيانتها مع صديقتها المقربة إليها جدا، حيث تسرد لمياء سلمان 33 عاما ولديها 3 أبناء في مراحل عمرية مختلفة: لم يدر بخلدي أنني سأكون ضمن أولئك الذين تعرضوا لهذه التجربة المريرة، فلقد كانت حياتي الزوجية شبه طبيعية، وتسير الأمور بيني وبين زوجي، كما تسير في أي منزل، أو كما كنت أظنها تسير، في حين لم يشأ القدر أن أحمل إلا في وقت متأخر، وذلك بعد 8 سنوات من الزواج، وقد أضفى المولودان الأول والثاني، جوا أسريا أكثر دفئا على علاقتنا الزوجية، لكن مع شعوري بهذا الدفء، كنت أشعر بالغيرة الطبيعية على زوجي، والتي زادها حديث أخواتي المتزوجات لي، ونصائحهن المستديمة حول ضرورة مراقبتي لتصرفاته وسلوكياته، متذرعات بأن الرجل حينما تنجب الزوجة، يطمئن لعدم اتخاذها أي إجراء بحقه لأجل أطفالها، فبدأت ألاحظ ما لم يلفت انتباهي من قبل، من خلال اتقاد نيران الغيرة حين تأخره بالعودة إلى المنزل، أو أثناء مهاتفاته التي تستمر لساعات في المحمول، وحرصه على عدم تواجدي في المكان أثناء المكالمة. وأضافت: كل هذه الشكوك والوساوس جعلتني أتنصت على مكالمات زوجي من خلال وضع جهاز تنصت صغير تحت السرير وكنت أختلق أعذارا كثيرة بنومي مع طفلي الصغيرين بغرفة واحدة، وهكذا يوماً بعد يوم لم أصدق ما أسمعه من كلمات غزل وعشق وهيام لصديقتي المقربة إلى قلبي حيث في كل مكالماته يذكر أمها مرارا وتكرارا حتى تيقنت أنها هي صديقتي. وتكمل، نتيجة هذه الصدمة واجهت صديقتي بما سمعته وما قاله زوجي ولكن هي لم تنكر بل اعترفت لي بكل شيء لتنتهي علاقتي بها منذ ذلك اليوم، أما زوجي فآثرت العيش معه على ذات الوضع، وكبت خوفي من الطلاق الذي قد يبعدني عن أطفالي. المشاعر الروح هي المستشعر الأول لحقيقة مشاعر الشريك، وحين يوجد الشك فمعنى ذلك أن هنالك خللاً في استشعار الروح لحقيقة هذه المشاعر، إلى ذلك تضيف شيخة محمد مطلقة ولديها 3 أبناء: كثرة غياب زوجي ونومه بمفردة في الغرفة والجلوس لساعات طويلة بالتحدث عبر الهاتف، واهتمامه بهندامه كانت أولى تلك البوادر التي جعلتني أشك في خيانته، وحتى اقطع الشك باليقين نصحتني زميلتي بوضع مسجل تنصت صغير الحجم في سيارته وتحت أريكة المجلس. وتضيف ما هي إلا أيام معدودة اكتشفت خيانات زوجي المتعددة مع الكثير من الفتيات وحتى أواجهه، وضعته أمام الأمر الواقع من جهاز التنصت وهو يتحدث مع الفتيات. وتذكر تلك اللحظات: تغيرت ملامح وجه زوجي وأصبح مرتبكا، حينا يتلعثم بالكلام وحينا آخر ترتجف أصابع يديه، ولم يخطر بباله أن أقوم بهذا التصرف، واعترف بالفعل بخيانته وكنت أتوقع عكس ذلك، وعلى الرغم من أن مشاعره التي أوضحت لي خوفه إلا أنه وضعني أمام خيارين إما الطلاق أو البقاء معه تحت سقف واحد مؤكداً أن هذه حياته ومعظم تلك العلاقات ما هي إلا عابرة ونزوة شباب. من جهة أخرى ترفض وداد الرحومي 25 عاما متزوجة منذ سنوات تصرفات الزوجة التي تقوم بالتنصت على زوجها واصفة ذلك بانها طرق فاشلة لن تنتهي بها إلا إلى طريق مسدود. وتوضح: كثير من الزوجات يقمن بهذه التصرفات ولا يدركن خطورتها في نهاية الأمر، واصفة سلوكيات بعض السيدات اللاتي يبحثن عن الدليل بقولها، غالبا ما تقوم المرأة بالتنصت على مكالمات الزوج أو البحث في دفاتر هاتفه المتحرك، وكثيرا ما تطلب من أبنائها التنصت على والدهم ومراقبته مع من يتحدث أو يمشى أو يبتسم لمن، وكل هذه التصرفات التي تقوم بها الزوجة مبعثها الرغبة بالعثور على الضمان الذي يؤكد أنها تشكل محور الاهتمام الرئيسي في حياة زوجها. ولفتت الرحومي إلى أن الزوج بالنسبة لها هو مركز الكون الذي تسخر كل شيء لأجله، داعية الزوجات إلى اليقظة الدائمة وتشغيل الحاسة السادسة لكن بالعقل وليس بالتنصت. حيل نسائية ويستغرب الزوج خالد مبارك أحمد الذي دام زواجه حتى الآن أكثر من 15 عاما ولم تحدث خلافات زوجية بينه وبين زوجته إلا القليل منها ينتقد تصرف هؤلاء النساء: لا يدركن تلك الزوجات إن فعلتهن تلك يعاقب عليها القانون ولكن رغم ذلك تتفنن الكثير منهن في التجسس والتنصت على الزوج باستخدام حيل نسائية لا تخطر على بال الزوج. ويتابع بامتعاض: وضع أجهزة تنصت للزوج تنقل تحركاته وهمساته هو دليل على عدم الثقة بين الزوجين التي تكون بدايتها الشك ونهايتها الانفصال، ورغم رخص سعر الجهاز إلا أنه يكون في متناول الكثير من الزوجات. ولفت إلى طرق تنصت الزوجة بقوله، هناك من تضع جهاز تنصت تحت وسادة الفراش أو السرير وأخريات يضعن مسجلا صغير الحجم لا يستطيع الزوج كشفة تحت مقعد القيادة أو تقوم بتبديل أزرار القميص بأزرار تستطيع التسجيل، لافتا إلى سقوط أحد أصدقائه في فخ زوجته بعد أن غيرت صوتها وكان هائماً يتمنى لقاء من ظن أنها حبيبته الجديدة، ليكتشف في النهاية أنها زوجته. محلات الأجهزة وفي إحدى محلات بيع الأجهزة الإلكترونية تصطف الكثير من تلك الأجهزة ذات الأحجام الكبيرة والصغيرة على أرفف المحل، وفي سؤالنا عن أرقام المبيعات أكد صاحب المحل أن هناك نساءً لا زلن يقبلن على أجهزة التنصت، خصوصاً وأنها بأسعار زهيدة تبدأ من 100 درهم وتصل إلى أكثر من 500 درهم. مسؤول مبيعات بإحدى المحلات أكد أن البعض من السيدات صريحات في تفسير طلبهن والبعض الآخر يطلبن بحجج مختلفة. وأضاف: خبرتنا في التعامل مع الزبائن باتت تكشف لنا هذه الأمور وبخاصة مع نوعية الأسئلة التي توجهها الزبونة لنا مثل: هل يمكن إخفاء الجهاز عن العين؟ وهل يمكن أن يعمل حتى إذا لم يقم أحد بتشغيله؟ ومدة التسجيل، وغيرها من الأسئلة التي باتت معروفه لنا كبائعين. لافتا الى أن شراء هذه الأجهزة لا يرتبط بسن محدد للمرأة. 4 حالات خيانة إذا وجدت الثقة لا تلجأ الزوجة للتنصت على الزوج، إلى ذلك يرى جاسم مكي رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري برأس الخيمة أن قيام المرأة بهذا السلوك هو من باب الحماية من خطر قد يقرب وقوعه. يصمت مكي ويتساءل عن قيام بعض النساء بمراقبة أزواجهن والتنصت عليهم بالقول «ماذا يفيدها إذا اكتشفت خيانته لها أو تلاعبه بمشاعرها ؟ ويضيف: هناك الكثير من النساء يداومن على مراقبة هواتف أزواجهن المحمولة لمعرف من يتصل بهم ومن يرسل لهم رسائل إلكترونية وغيرها من الأمور وكلها أمور تدل على وجود خلل لدى الزوجة يمكن أن يدمر حياتها نهائيا، لافتا إلى أن نسبة الخيانات الزوجية بدائرة محاكم رأس الخيمة من حيث شك الزوجة بزوحها في عام 2011 وصلت إلى 4 حالات وشك الزوج بزوجته 20 حالة. وأشار إلى أنه نتيجة ذلك تبقى للخيانة الزوجية آثار نفسية وخيمة على الزوجين وهذا ما أشارت إليه الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن معظم الأزواج الذين يمارسون تلك الخيانة نشأوا في بيئة أسرية كانت تعاني المشكلة ذاتها. نصائح للأزواج قال جاسم مكي رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري برأس الخيمة : لابد أن تكون الزوجة واسعة الصدر صبورة، لا تظهر معرفتها بكل أمور زوجها، خاصة الذي لا يعجبها، كي تكسب ود زوجها وتحظى بنتيجة إيجابية، أما إذا كانت مضطرة إلى سؤاله، فيجب أن تكون موضوعية وبعيدة عن العصبية والعنف. وأضاف: على الزوج أن يحل المشكلة بطريقة سلمية، لذلك فإن الأسلوب الأمثل لتعامل أي زوجة مع تصرفات زوجها غير السليمة هو التجاهل التام إلا ّإذا وقع عليها ضرر مادي جسيم من جراء تلك التصرفات، مشيراً إلى أن الزوجة العاقلة تعرف كيف تتعامل مع نزوات زوجها وان تعيده إليها وإلى بيتها دون الحاجة لمراقبته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©