سمحت إسرائيل لكوادر حركة فتح في الخارج، ولا سيما في سوريا ولبنان، بالمشاركة في مؤتمر هذه الحركة المقرر عقده في اغسطس المقبل في بيت لحم بالضفة الغربية.
وقال مسؤول إسرائيلي اثر لقاء في القدس بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيمس جونز، إن السلطات الاسرائيلية ستسمح لممثلي فتح في لبنان وسوريا بحضور المؤتمر. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان هذا القرار يأتي «في إطار الإجراءات التي تتخذها الحكومة الاسرائيلية لتسهيل حياة سكان الضفة الغربية». من جانبها، رفضت حركة «حماس» السماح لأعضاء حركة «فتح» المقيمين في غزة التوجه الى رام الله، مشترطة اطلاق اعضائها المعتقلين لدى السلطة الفلسطينية. وقال القيادي في «حماس» محمود الزهار إن الحركة «قررت عدم السماح لأعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح من غزة من التوجه للضفة الغربية للمشاركة في مؤتمرهم ما دامت فتح تواصل حملة ملاحقاتها لعناصر وقادة حماس في الضفة المحتلة». وأضاف الزهار في تصريح نشره المكتب الإعلامي لحماس في غزة «إذا أرادوا ان يتحركوا من غزة بحرية والذهاب للمؤتمر، فعليهم ان يطلقوا سراح جميع المعتقلين ولا يبقى في سجونهم معتقل واحد». من جانبها قالت حركة «فتح» أمس إن حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة واصلت حملات اعتقال واستدعاء العشرات من أعضاء مؤتمرها العام السادس في قطاع غزة «في إطار سعيها لإفشال عقد المؤتمر». وذكرت فتح في بيان صحفي أن حماس استدعت امس عبدالله أبو سمهدانة محافظ منطقة وسط قطاع غزة وعضو اللجنة الحركية العليا للحركة من المقرر أن يشارك في أعمال المؤتمر الحركي. ونقل بيان فتح عن أبو سمهدانة قوله إن قوة من حماس وصلت إلى منزله الكائن إلى الغرب من مدينة غزة وسلمت عائلته مذكرة استدعاء له. وأضاف أبو سمهدانة أن «حماس مخطئة إذا كانت تتوقع أنها من خلال حملات الاعتقال والملاحقة واستدعاء أبناء وكوادر حركة فتح ستتمكن من ابتزاز الحركة»، مشدداً على أن هذه السياسة التي تنتهجها حماس في قطاع غزة «ستزيد الأمور تعقيداً». وفي السياق، قالت فتح إن حماس اعتقلت أمس 19 من أعضاء مؤتمر فتح السادس وقيادة إقليم فتح في شمال قطاع غزة بعد استدعائهم للمقابلة. وأضافت أن حماس استدعت كذلك أعضاء مؤتمر حركة فتح السادس في محافظة خانيونس إلى مقراتها لليوم الثاني على التوالي. وكانت حركة حماس قد أعلنت أنها أبلغت مصر رسمياً رفضها السماح لأعضاء فتح بمغادرة القطاع للمشاركة في المؤتمر العام السادس المقرر في بيت لحم بالضفة الغربية في الرابع من الشهر المقبل. وكشفت مصادر في السلطة الفلسطينية عن أنها تجرى اتصالات مع تركيا ومصر وسوريا وروسيا من أجل الضغط على حماس للتراجع عن قرارها. الى ذلك هدد مسؤول أمني من حركة فتح باعتقال عشرات من مسؤولي حركة حماس في الضفة الغربية، إذا واصلت حماس منع كوادر فتح من التوجه الى الضفة الغربية للمشاركة في مؤتمر الحركة. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «قوائم الاعتقال باتت جاهزة، وسيتم اعتقال عشرات المسؤولين من حركة حماس خلال الساعات المقبلة، إذا واصلت حركة حماس منع كوادر حركة فتح من التوجه الى الضفة الغربية». وأضاف «ان قيادات حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا، هي واحدة، واتخاذ قرار بمنع كوادر حركة فتح من الخروج من غزة يتحمله كافة القادة حتى اولئك الموجودين في الضفة الغربية». وفي هذا السياق كشف نواب حركة «حماس» في الضفة الغربية امس عن تلقيهم تهديدات من السلطة الفلسطينية بالاستهداف والاعتقال في حال منعت حماس سفر أعضاء فتح بقطاع غزة للمشاركة في المؤتمر. وقال عمر عبدالرازق النائب عن حماس والوزير السابق في حكومتها العاشرة إن أطرافاً أوصلت تهديدات مباشرة من السلطة الفلسطينية باعتقال كافة قيادات حماس بما فيهم النواب في الضفة الغربية رداً على إجراءات حماس في غزة. وقال عبدالرازق إن التهديدات لم تستثن أحداً من قيادات ورموز حماس بما فيهم عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الذي تلقى رسائل مباشرة بهذا المضمون لإيصالها إلى قيادة حماس في غزة ودمشق
عدد اليوم
