المعارضة في مولدافيا تسعى إلى تشكيل ائتلاف

أظهرت النتائج شبه الكاملة للانتخابات العامة في مولدافيا أمس أن أحزاب المعارضة الأربعة تقدمت على الحزب الشيوعي الحاكم لكنها، لن تحظى بالأكثرية البرلمانية المطلقـــــة ولو اتحدت في حكومة ائتــــــلاف، مما يعني أن تلك الجمهورية السوفييتية سابقاً لم تخرج من أزمتها السياسية المستمرة منذ شهر أبريل الماضي. وقد دفع غياب الأغلبية المطلقة اللازمة لاختيار رئيس الجمهورية، الرئيس المولدافي الشيوعي فلاديمير فورونين إلى حل البرلمان السابق المنتخب في أبريل والدعوة إلى انتخابات مبكرة بعدما أحبطت أحزاب المعارضة مرتين خطته كي ينتخب البرلمان خليفة له من اختياره. واحتفظ الحزب الشيوعي الحاكم منذ عام 2001 بأكبر تمثيل في البرلمان المؤلف من 101 مقعد بحصوله على 48 مقعداً بعد فرز 97 في المائة من الاصوات. وحصل «الحزب الديمقراطي الحر» على 17 مقعداً و«الحزب الليبرالي» على 15 مقعداً و«الحزب الديمقراطي» على 13 مقعداً «تحالف مولدافيا لنا» على 8 مقاعد. واستبعدت أحزاب المعارضة أي تحالف مع الحزب الشيوعي وتعهدت بتشكيل ائتلاف واسع لانتزاع السلطة منه. وقال زعيم «الحزب الديمقراطي الحر» فلاد فيلات «على احزاب المعارضة الاربعة ان تتحد وقد بدأنا المفاوضات في هذا الاتجاه، أعرف تماما كيف يفكر الشيوعيون، يستحيل التحالف معهم». وأضاف «أخيرا فازت الديمقراطية والحقيقة بعدما ناضلنا من أجل ذلك طويلا وواجهنا الكثير من الصعوبات». وتابع «سيكون هناك بالتأكيد ائتلاف واسع لمصلحة الشعب. سنصل إلى التسوية المطلوبة وإلى اتفاق حتى تحصل مولدوفا أخيراً على حكم ديمقراطي». وقال عمدة العاصـمـة شيسيناو، نائب زعيم «الحزب الليبرالي» دورين شـــــيرتوكا «على الحزب الشيــــــوعي ان يصبح حزباً معارضاً دون عرقلة سير البلاد نحو الاندماج في أوروبا». لكن حتى مع التحالف الرباعي، لا تحقق المعارضة أغلبية 61 نائبا الضرورية من اجل انتخاب رئيس جديد ليخلف فلاديمير فورونين حين يتنحى عن رئاسة البلاد بعد ولايتين متتاليتين. وأعلنت منظمة الامن والتعــاون في اوروبا أنهـــــا راضـــــية عن سير الانتخابات لكنها دعت الى مزيد من «الاصلاحات الديمقراطية». وقالت في بيان رسمي عن أداء مراقبيها في الإشراف على الانتخابات «إن الاقتراع احترم عددا من المعايير الدولية لكن العملية كشفت ضرورة اجراء مزيد من الاصلاحات الديمقراطية لاستعادة ثقة السكان». كما رحب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بنتائج التصويت. وقال في تصريح صحفي «احيي سير هذه الانتخابات التشريعية الجديدة في جمهورية مولدافيا التي حققـــــت عــــــــددا من المعايير الدولية مع ان بعض الجوانب السلبية استمرت».