الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النازحون.. حكايات ألم وهروب من الموت

النازحون.. حكايات ألم وهروب من الموت
15 مارس 2011 00:37
تدفع المعارك المحتدمة في ليبيا مئات الآلاف من الأجانب لاسيما العمال البسطاء، إلى الهرب حيث تكتظ بهم منطقة الحدود مع تونس بانتظار من يمد لهم يد العون لنقلهم الى أوطانهم. عشرات آلاف النازحين تجمعوا في راس جدير.. هذا المكان الصحراوي الموحش على الحدود التونسية الليبية يرقبون كل قادم من هيئات ومنظمات وممثلي دول دون ان يعرفوا الى اين وكم بقي من الوقت حتى يروا الفرج.! حشد من السودانيين ما ان يعلموا ان القادم يمثل لهم بصيص امل للخروج من ما هم فيه حتى يحشدوا انفسهم في تظاهرة ترتفع اصواتها بقدر حاجتهم الى الخروج مما يشبه السجن الموحش الذي وجدوا انفسهم فيه دون سابق انذار او معرفة، يرفعون علم السودان الذي علق على قطعة من الكرتون على عجل، ويهتفون “يا بشير.. يا بشير دايرين ترحيل” و”يا بشير يا بشير.. ارسل لينا السفير”. ويتبدد صدى الاصوات، ويتفرق الجمع حال مغادرة الضيف.. حقا انها تظاهرة فاقدي الامل. موسى آدم ووحيد الزبير، الاول يعمل سائقا لدى اسرة ليبية والآخر عامل في احدى الشركات التي اغلقت فور اندلاع الازمة الليبية، والمهدي صالح الذي كان يعمل في مخبز بطرابلس سألتهم “الاتحاد” ما الذي دفعكم للنزوح طالما انكم تعملون في طرابلس؟ فأجابوا بأنهم تعرضوا لاعتداءات وسلبت اموالهم وان المرعب كان اتهامهم بأنهم من “مرتزقة القذافي” بسبب لون بشرتهم فآثروا الخروج طلبا لسلامتهم. وليس ببعيد تجد تظاهرة احتجاجية اخرى، غلفها اليأس وطول الانتظار.. حشد من البنجاليين يطالبون حكومتهم بتسريع عودتهم الى بلادهم بعد ان ضاقوا ذرعا بالمعاناة والعوز وفقدوا كل شيء.. كل يوم يقومون بمسيرة سعيا لتلبية مطالبهم التي اختزلتها الظروف لتتمثل في عودتهم لبلادهم ليس الا. اعظم محمد خان احد البنجاليين العالقين على الحدود قال “عبثا ننتظر العون من حكومتنا”، مشيرا الى أن عشرات الآلاف من ابناء وطنه يقبعون في راس جدير والحكومة لا تبدي أي اهتمام بهم، واضاف “لا نعرف إلى أين نذهب، ورجال القذافي اخذوا منا كل شيء ونحن في طريقنا إلى الحدود، المال وجوازات السفر، وهواتفنا المحمولة، مشيرا الى انه تعرض للضرب وسلب المال، وهو الحديث الذي تكرر على ألسنة آخرين. تجمع آخر لأفارقة من مالي وغانا ونيجيريا وغيرها.. عيونهم ترقب كل قادم.. حالهم من البؤس وغبار الصحراء رسم على وجوههم خارطة من الشقاء والعوز.. يقولون ان العديد منهم لا يزالون في الصحراء الليبية ويخافون من القتل لو توجهوا للمدن حيث قتل العديد منهم والقليل منهم من استطاع الوصول الى راس جدير، وقال احدهم “نحن اكثر الناس عرضة للقتل.. نحن بحاجة للمساعدة وتدخل الامم المتحدة للعودة الى اوطاننا بسلام”.
المصدر: راس جدير، تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©