الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

البيت النوبي في الأقصر حالة إبداع إنسانية

البيت النوبي في الأقصر حالة إبداع إنسانية
1 مايو 2010 00:26
أواني خزف بأشكال رائعة، وحلي متنوعة من الخرز، وحقائب من الخوص، وأغطية للرأس بألوان بديعة، وسجاد برسوم وألوان تنم عن ذوق رفيع، كلها منتجات يدوية بديعة لا تخطئها العين لجودتها وجمالها. وكلها من إبداعات فتيات وسيدات البيت النوبي في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر. وأنشئ المركز الحضاري النوبي في الأقصر كأحد مشروعات خطة التنمية الشاملة لمدينة الأقصر. وتكلف إنشاؤه 15 مليون جنيه مصري (نحو 722ر2 مليون دولار). ويقع في مكان متميز يربط البر الشرقي للأقصر بالبر الغربي. وجاء إنشاؤه ليعكس الاهتمام الكبير بالتراث النوبي ولتقديم نموذج فني للحياة في المجتمع النوبي. وإشهار منتجاتهم التي تصنع بأيدي شبان وفتيات قرية منشية النوبة جنوب مدينة الأقصر الملاصقة للمركز الحضاري النوبي. ويقول جمال عبداللطيف أحد أبناء قرية منشية النوبة في الأقصر إن قريته تأسست عام 1933. وتبعد القرية عن الأقصر 7 كم جنوبا وتتبعها 6 (نجوع) هي الشوشاب والغربياب والسنبلاب والأنصار والسكوراب والوليباب، وهي أسماء عائلات عريقة بالنوبة، في حين استقرت عائلتا العقيلات والمالكي في قرية البغدادي منذ عام 1933. ويقول جمال “للنوبيين ثقافتهم الخاصة وعالمهم الثري بكافة الفنون والعادات والتقاليد”. ويقول إن التراث النوبي يشمل أوجه الحياة المتعددة من أزياء ولغة وأطعمة وطقوس خاصة في الأفراح والمواسم والأعياد. ويضيف أن لمسة النظام والفن والذوق للإنسان النوبي انعكست على كل تصرفاته الحياتية بما فيها بناء منزل واسع له فناء وحديقة. وأشار إلى أن وجود شجرة أمام كل بيت يعد شيئاً أساسيا. وكذلك حرصه على عمل مصارف للسيول وتنظيم الشوارع. وحرص المرأة النوبية على النظافة أمام البيت. وقال جمال إن من تراثهم إعداد بعض الأطعمة الخاصة بهم في المواسم الدينية مثل عاشوراء، حيث يقومون بتكسير البلح وإضافة لوبيا وحلبة وغلي ذلك معا حتى بصبح قوامه غليظاً كالمربى. كما يتم حرق الحبال كرمز لقصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون.??? وهناك عادة قديمة جدا من عادات النوبيين في أول أربعاء من شهر محرم، واسمها “أربع مادور”، حيث يتم جمع 7 قبضات و7 أنواع من الحبوب ويتم وضعها في قدر كبير وتخلط وهي رمز لقصة سيدنا يوسف مع السنوات العجاف. وأيضا عمل أرز باللبن أو العصيدة أو المديدة بعد مرور أسبوع على ميلاد الطفل وتوزيعه على الجيران. وأضاف أن الأسر النوبية تتميز بالألفة والترابط والتكافل الاجتماعي في السراء والضراء ومن ثم لا يوجد بينهم شاذ أو منحرف أو لص نهائيا. والحفاظ على التراث النوبي ونقله بكل تفاصيله من جيل إلى جيل من خلال التدريب مهمة المركز الحضاري. ويقول عنه الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر وصاحب فكرة إقامة المركز الحضاري النوبي إن “الإنسان المصري حافظ على تراثه عبر العصور المختلفة رغم الغزوات والغزاة الذين حاولوا طمسه، سواء كان الفن الفرعوني أو القبطي أو الإسلامي الذي تميز بالرسوم الهندسية والأرابيسك. وأضاف “استوحى الفن النوبي الألوان والنقوش الزاهية المستوحاة من الطبيعة وخاصة الشجر والنخيل والنجوم، كما استخدم الخامات الطبيعية مثل الجريد والقطن والحرير وأوراق الشجر”. وأكد محافظ الأقصر أن المركز الحضاري النوبي هو مؤسسة تحرص على التدريب في المقام الأول، باعتباره أداة لزيادة الخبرات وتعلم الحرف القديمة بالإضافة للخبرات الشخصية والقدرة على التعامل والتكيف وقبول الآخر. وأضاف أن البيت النوبي يشمل 5 حرف أساسية، وهي الجريد والخرز والسجاد والكليم والخزف والفركة وستتم إضافة حرفة سادسة وهي نقش الحنة. وكشف محافظ الأقصر أن هناك الكثير من التطوير والأفكار الخلاقة من المنتظر تنفيذها في المرحلة المقبلة لهذه الحرف الجميلة، مثل إعادة إحياء الأدوات المنزلية والمستلزمات الحياتية. وإعداد وحدات إنتاج صغيرة في البيوت النوبية لهذه الحرف. وإعدادها لاستقبال الرحلات والزيارات وإحياء حرفة رسم الحنة كعادة متوارثة والتي يوجد عليها إقبال كبير. وأشار إلى أنه يجري التفكير في تدريب الفتيات النوبيات كمندوبات مبيعات وتسويق وتعليمهن مهارات البيع والتفاوض وكيفية التعامل مع الجمهور. وذلك لتسويق منتجات البيت النوبي وأيضا إعداد مكتبة تتضمن كل ما يتعلق بالتراث والفن النوبي لتطوير المشغولات اليدوية.
المصدر: الأقصر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©