يعاني الكثيرون من أمراض القولون والبواسير ولكن معظمهم يتجاهلون الأعراض في بدايتها بينما يتأخر البعض الآخر في زيارة الطبيب بسبب الخجل، فلا يقصد العلاج إلا بعد اشتداد الألم، لكن ماهي الأمراض الشائعة للقولون والبواسير؟ وكيف يمكن تجنبها؟ وما هي الأغذية الضارة والأغذية الصحية للقولون والمعدة بشكل عام؟ كل هذا يجيب عليه الدكتور جهاد المصري اختصاصي الجراحة العامة وعضو مجلس العمل السوري بدبي وعضو جمعية «هو إز هو» للإنجازات العلمية والأكاديمية.
يقول المصري الذي عالج أكثر من 17000 حالة من مشاكل الشرج باستخدام الليزر: «من أمراض القولون شيوعا مرض القولون التشنجي أو تشنج القولون أو القولون العصبي أو القولون المتهيج حيث يصيب 12% من الرجال و20% من النساء ويسيء إلى نوعية الحياة عند المصابين فهو من أكثر الأمراض المكلفة اقتصاديا حيث يؤدي الى التغيب عن العمل». ويشير المصري إلى مرض (آي بي إس) قائلا: «هو مرض متعدد العوامل والآليات التي لا يزال معظمها مجهولا وأهمها العوامل الوراثية وفرط الحساسية الحشوية والألم الناتج عن إصابة الجهاز العصبي المركزي والتهاب المخاطية المعوية والحركة القولونية غير الطبيعية والشدة النفسية». وأهم أعراض هذا المرض هي الألم البطني والإسهال أو الإمساك أو تناوب الإسهال والإمساك وتغير عادات التبرز وتغير شكل البراز وخروج المخاط والشعور بانتفاخ البطن، وفق المصري.
العلاج بالحمية
يقول المصري إن علاج المرض يتضمن تثقيف المريض حول المرض وتحسين أعراضه وليس الشفاء كون المرض مزمنا كما يشمل العلاج الحمية وذلك عبر الإكثار من تناول الألياف لزيادة وزن البراز وتقليل زمن العبور ضمن القولون واستبعاد المأكولات المتعلقة بالأعراض أما العلاج الدوائي فيتضمن العلاج التقليدي بالأدوية المضادة للإسهال والملينات ومضادات التشنج والمعالجة السلوكية (جلسات الاسترخاء)، ومضادات الاكتئاب وحديثاً مضادات (مستقبلات السيروتونين النمط 3)». ومن أمراض القولون الشائعة أيضا، وفقه، داء الرتوج وهو ظهور رتج أو انتفاخ يخرج من جدار القولون والشكل الشائع منه هو الرتوج الكاذبة وهي مكتسبة وتكثر في القولون الأيسر وتحتوي تشريحياً طبقتين فقط مخاطية وتحت مخاطية ولا تحوي طبقة عضلية على خلاف الرتوج الحقيقية الولادية والتي تكثر في القولون الأيمن.
ظهور الأعراض
يبين المصري: «تظهر الأعراض عند حدوث الاختلاطات: كالنزف الذي يحدث في 5 إلى 15% من الحالات ويشكل ثلثي مجموع النزف الهضمي السفلي، والتهاب الرتوج الذي يحدث في 15 إلى 20% من حالات داء الرتوج ويكون بسيطاً في 75% من الحالات أو مختلطاً في 25 % من الحالات والاختلاطات هي: الخراج والانسداد والانثقاب». ويتضمن العلاج حمية عالية الألياف، وفقه، تثقيف المريض وطمأنته، أما الجراحة فتكون لعلاج النزف الغزير ونفي السرطان وعلاج الاختلاطات. وهناك العديد من الأمراض الشائعة بكثرة والتي تزعج المريض وتسيء إلى نوعية حياته الشخصية والاجتماعية والتي يمكن اعتبارها تابعة لأمراض القولون وهي أمراض المستقيم والشرج ومنها: البواسير والشقوق الشرجية والخراجات والنواسير حول الشرج. ويؤكد الدكتور جهاد أن اتباع عادات غذائية غير صحية مثل الحمية قليلة الألياف وقلة تناول السوائل وتناول الأغذية الحارة بكثرة والجلوس الطويل أو الوقوف الطويل وقلة التمارين الرياضية والمشي وعدم معالجة الإمساك أو الإسهال فور حدوث أي منهما والسمنة والحمل بالإضافة إلى عدم اتباع عادات صحية جيدة في نظافة هذه المنطقة من أهم مسببات أمراض القولون.
الأغذية الضارة
الأغذية التي لا تترك الكثير من الفضلات بشكل عام مثل الوجبات التي تقتصر على اللحوم والدسم والنشويات دون أن يشاركها الكثير من الخضار والفواكه والسوائل وهذا ما يلاحظ في معظم الوجبات السريعة والوجبات الجاهزة. والأغذية التي تحتوي على الكثير من التوابل الحارة والتي تعتبر مخرشة بشدة للفم والمعدة والقولون والشرج. والأغذية غير المطبوخة جيداً والقديمة والملوثة. والأغذية المجمدة والمعلبات خاصة المحفوظة لوقت طويل. والحمية المقتصرة على نوع واحد أو أنواع قليلة ومحدودة من الأغذية، والإكثار من المشروبات المصنعة والغازية والحاوية على الملونات الصناعية والمواد الحافظة.
الأغذية المفيدة
الأغذية الصحية للقولون والمعدة هي الأغذية المتنوعة والمتوازنة والطازجة التي تحتوي كل أنواع الغذاء كاللحوم والأسماك والنشويات وبخاصة الحبوب الكاملة والدسم غير المشبع مع تناول كميات كبيرة من الخضار والفواكه الطازجة أو المطبوخة بالإضافة إلى الكثير من السوائل المتنوعة
عدد اليوم
