السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان.. لامناص من قوة جوية أميركية

19 يناير 2016 01:13
إذا أخذنا في الحسبان تجربة الحروب، التي تخوضها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ 15 عاماً، سيكون بمقدورنا فهم أسباب حرص أوباما، ورغبته الملحة، في تجنب نشر قوات برية كبيرة في المنطقة. ولكن ما يحدث الآن في أفغانستان أن الأعداد المتواضعة من القوات الأميركية، وقوات الحلفاء تعمل هناك وإحدى يديها مغلولة خلف ظهرها، في الوقت الذي تعاني فيه القوات الأفغانية التي تقاتل بشجاعة من ثقل المهام المكلفة بها. هذا الوضع يجب أن يتغير. حيث يجب علينا أن نطلق العنان لاستخدام قواتنا الجوية، لدعم شركائنا الأفغان، بنفس الطريقة التي ندعم بها شركاءنا العراقيين والسوريين في مواجهة المتطرفين. في الوقت الراهن تستخدم القوة الجوية للولايات المتحدة والناتو، لمهاجمة الأهداف التابعة لتنظيم «القاعدة» تحديداً، ولمواجهة أفراد وجماعات معينة هاجمت قوات التحالف سابقاً، وللرد المباشر على الهجمات التي تقع على قوات التحالف، في حين لا يسمح لها بمهاجمة أهداف «طالبان». أما عناصر تنظيم «داعش» فيسمح لتلك القوة باستهدافهم في حالات محدودة. عندما كان حامد كرزاي رئيساً لأفغانستان، كان يعارض باستمرار استخدام «الناتو» للقوة الجوية، وخصوصاً عندما كانت ضرباتها تؤدي لمصرع مواطنين أفغان أبرياء. ولم يكن كرزاي يكتفي بالتعبير عن غضبه الشديد من ذلك في الاجتماعات الخاصة، وإنما كان كثيراً ما يوجه انتقادات حادة علنية للولايات المتحدة والناتو، مما دفع أوباما لإصدار أومره بإيقاف استهداف طالبان من خلال الضربات الجوية في معظم المواقف. بالإضافة لذلك كان بعض القانونيين في الإدارة الأميركية يرون أن التفويض الأصلي باستخدام القوة العسكرية في أفغانستان، عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لم يكن يمتد لتبرير الاستخدام المتواصل للقوة ضد «طالبان»، وهو منطق نراه من غير أساس، لأن طالبان هي التي وفرت الملاذ للقاعدة في أفغانستان للتخطيط والانطلاق لشن هجماتها المروعة منذ 15 عاماً، علاوة على أن طالبان بالتواطؤ مع شبكة «حقاني»، وغيرها من العناصر المتطرفة، يحاولون في الوقت الراهن الإطاحة بالحكومة الأفغانية الحالية الملتزمة بإبقاء عناصر «القاعدة» و«داعش»، بعيداً عن البلاد. لدينا في أفغانستان ما يكفي من أدوات ووسائل لتعزيز مهمتنا هناك بشكل كبير. وعندما يكون ذلك مقروناً باستخدام قوة برية كفؤة ولديها الدوافع الكافية، فإن استخدام القوة الجوية سيكون فعالاً للغاية، كما شاهدنا عام 2001 عندما تعاونت القوة الجوية للولايات المتحدة، وقواتها الخاصة مع التحالف الشمالي لإطاحة طالبان من السلطة، وكما شاهدنا أيضاً على نطاق واسع عندما قامت تلك القوة بمساعدة التحالف وقوات الدولتين المضيفتين، العراق وأفغانستان، خلال السنوات الماضية، وكما شاهدنا في العراق وسوريا عندما تعاونت القوة الجوية الأميركية مع قوات الأكراد، وغيرهم من الشركاء، لمنع «داعش» من شن المزيد من الهجمات عام 2014، وتحرير أماكن في سينجار والرمادي في العراق وعدد من القرى بالقرب من قرية «كوباني» السورية العام المنصرم. كما قامت القوة الجوية للتحالف عام 2014 بإسقاط ذخيرة وعتاد من خلال 2000 طلعة جوية تزايدت لتصل لـ9000 طلعة عام 2015. على رغم ذلك، آثرنا أن نتحرك في الاتجاه المعاكس في أفغانستان، على الرغم من حقيقة أن وجودنا العسكري في هذا البلد أكثر رسوخاً، حيث يوجد لدينا 10 آلاف جندي أميركي، و6000 جندي من قوات الحلفاء، كما توجد عدة مطارات كبيرة متاحة لاستخدام قوات الناتو في المنطقة. من المؤكد أن طالبان لا تحقق انتصارات حاسمة في أفغانستان، لكنها تعلمت أنها تستطيع حشد قواتها لهجوم كبير دون خوف من ضربات «الناتو» الجوية، ونتيجة لذلك، ولعوامل أخرى بالطبع، تمكنت قواتها من السيطرة على مدينة «قندوز»، كما قامت في فترة أحدث بالسيطرة على مساحات واسعة من إقليم هيلمند وعدد من الأماكن في المنطقة الجبلية الشرقية من البلاد. نحن لا نحتاج إلى حشد ضخم من الجنود الأميركيين في أفغانستان، ولكن يجب علينا أن ننزع القفازات عن أيدي من يعملون هناك بالفعل. إن تطوير قوة جوية أفغانية مستقلة مهمة سيستغرق عدداً من السنوات، ولكننا نستطيع خلال ذلك- بل ويجب علينا- أن نتأكد من أن «طالبان» لن تكسب الحرب. والاستخدام المكثف، والفعال لقوتنا الجوية في المنطقة هو في رأينا الخطوة التالية الأكثر منطقية، والأكثر مباشرة، لتحقيق هذا الهدف. *قائد قوات التحالف في أفغانستان من 2010- 2012 ً**زميل رفيع المستوى في معهد بروكنجز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوزسيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©