اليمن يتهم الحوثيين بنشر «الفكر الشيعي» في الجوف

كشفت وزارة الداخلية اليمنية أمس عن نشاطات عقائدية للمتمردين الحوثيين لنشر الفكر الشيعي في محافظة الجوف، المجاورة للمملكة العربية السعودية، وذلك بعد يوم من اتهامهم باستحداث 26 موقعاً وقتل واختطاف 26 مدنياً بمحافظتي صعدة وعمران في شمال اليمن. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن عناصر تابعة لحركة التمرد الحوثي تقوم بـ"نشاطات مخالفة" لاتفاق وقف إطلاق النار المعمول به منذ 12 فبراير الماضي، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا بـ"استجلاب ونشر مدرسين ومدرسات" من صعدة لـ"نشر الفكر الحوثي" في مديرية الحميدات بالجوف. وفي مديرية برط العنان، المحاذية لمحافظة صعدة، قالت وزارة الداخلية إن المتمردين الحوثيين أقاموا نقاط تفتيش على الطرق الرئيسة، بالإضافة إلى "قيامهم بتحريض المواطنين ضد الدولة في سوق العنان ومنطقة الرضمة من خلال إقامة محاضرات ورفع الشعارات الحوثية". كما اتهمت السلطات الأمنية الحوثيين بعرض أشرطة فيديو وإلقاء محاضرات "تدعو إلى الجهاد في صف الحوثيين ضد الدولة" بمديرية المطمة المحاذية للعاصمة صنعاء. وحذرت وزارة الداخلية الحوثيين من "عواقب نشاطهم التصعيدي"، الذي قالت إنه "يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في" المحافظة. إلى ذلك، حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان من تفشي وباء الحصبة مرة أخرى باليمن بسبب حركة النزوح البشري من الحرب الأخيرة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وكان اليمن يعتزم الإعلان في العام الجاري 2010 القضاء على مرض الحصبة، الذي كان يمثل السبب الرابع لوفيات الأطفال في البلاد، بعد أن سجل تراجعاً كبيراً في عدد الحالات المصابة به وصل إلى 8 حالات فقط في عام 2008، في حين لم تسجّل أي حالة وفاة منذ عام 2007. وكشفت الصحة اليمنية في تقرير حول الوضع الراهن لتفشّي حالات مرض الحصبة في محافظة صعدة، أن إجمالي عدد حالات الحصبة المؤكدة منذ بداية العام الجاري، بلغ 157 حالة، منها 27 حالة لنازحين في محافظتي حجة وعمران، و113 حالة من أبناء محافظة صعدة. وسجلت وزارة الصحة حالتين في عدن، وحالة واحدة في كل من سيئون والحديدة وصنعاء. وحسب التقرير الحكومي، الذي نشره موقع "نيوز يمن" المستقل، فإنه تم الإبلاغ عن ظهور حالات حصبة بين أطفال الأسر النازحة والتي أكدت النتائج المخبرية أنها حالات حصبة، مما أثار قلقاً كبيراً من تفشّي المرض وحدوث وباء. وأوضح التقرير أنه "بسبب ظروف الحرب التي أحيطت بها محافظة صعدة، حدث توقّف لجميع أنشطة التحصين بالمحافظة، إلى جانب تعذّر تنفيذ الحملة الوطنية التكميلية في المحافظة، وهذا يعني وجود العديد من الأطفال المستهدفين غير الملقّحين وهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ومنها الحصبة". ومع نزوح العديد من سكان المحافظة للمحافظات المجاورة مثل محافظات عمران والجوف وحجة، وكثير منهم غير محصّنين، فقد أثّر ذلك وبائياً في وجود بؤرة لعودة انتشار الفيروس. وتسببت الحرب التي اندلعت خلال الفترة ما بين أغسطس وفبراير الماضي، في نزوح أكثر من 300 ألف شخص إلى محافظات حجة، عمران، الجوف وصنعاء. من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني يمني أن الأجهزة الأمنية ضبطت 8134 مطلوباً أمنياً خلال العام الماضي 2009. وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية أن "من بين المطلوبين أمنياً الذين تم ضبطهم العام الماضي 128 متهماً بجرائم اختطاف أجانب ومواطنين يمنيين"، مؤكداً أن السلطات الأمنية وضعت "على رأس أولوياتها ملاحقة المتورطين بجرائم اختطاف". وأوضح أن الأجهزة الأمنية تلاحق حالياً "ما بين 50 و60 متهماً" بجرائم اختطاف. إطلاق سراح 27 محتجزاً في لحج صنعاء (الاتحاد) - أفرجت السلطات الأمنية أمس عن 27 شخصاً اعتقلتهم مؤخراً بمدينة الحوطة- محافظة لحج جنوب اليمن. وذكرت وزارة الداخلية أن الذين تم الإفراج عنهم من «عناصر الشغب» تم احتجازهم «خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية تورطهم في أعمال استهدفت السكينة العامة»، مشيرة إلى أن المفرج عنهم «تعهدوا على أنفسهم كتابياً بعدم عودتهم للأعمال المخلة بالقانون والأمن والاستقرار». وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت 15 من أنصار أحزاب اللقاء المشترك المعارضة خلال تفريقها الأربعاء اعتصاماً للمعارضة بمدينة الحوطة، طالبته فيه بـ»إصلاح الأوضاع الاقتصادية والسياسية وانطلاق الحريات الصحفية وعدم مصادرة الصحف». ويشهد جنوب اليمن منذ عام 2007 احتجاجات شعبية متواصلة، تتزعمها قوى «الحراك الجنوبي» التي تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال. وتدعم أحزاب اللقاء المشترك الممثلة في البرلمان بـ58 مقعداً من أصل 301، عدداً من مطالب «الحراك الجنوبي»، لكنها لا تتبنى مطلبه بالانفصال.