الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبر وفاة طفلة سقطت من مبنى موقف مركز تجاري يثير اهتمام قراء «الاتحاد»

خبر وفاة طفلة سقطت من مبنى موقف مركز تجاري يثير اهتمام قراء «الاتحاد»
15 مارس 2011 12:05
أمية درغام في بعض الأحيان تقف مشدوهاً أمام خبر ما ولا تعرف ماذا تقول، ومن دون أدنى شك فإن خبر وفاة طفلة في الثالثة من عمرها، لهو خبر مفجع خصوصاً حين يكون السبب لحظة ضائعة شاردة لا يمتلك أحد القدرة فيها على الرجوع إلى الوراء لإعادة المشهد من جديد وكتابة نهاية مختلفة... نهاية سعيدة. الله يرحمها ويلهم أهلها الصبر والسلوان... هذا ما يملك الإنسان قوله في هذه الظروف، فالخبر الذي نشرته “الاتحاد” في صفحاتها المحلية ونقله المحرّر ضياء عبد العال، جذب التعليقات والاهتمام أكثر من سواه، ما يشير إلى أن الدنيا لا تزال بألف خير وأن الناس يرغبون دائماً بالوقوف في أهل الفتاة المتوفاة ومساندتهم، على الرغم من أن اسم الفتاة لم يظهر في الخبر وانما كتب “م. ي”، وبطبيعة الحال لم يذكر اسم المركز التجاري حيث وقعت الفتاة الصغيرة من موقف السيارات فيه، وهذا يقع من ضمن آداب المهنة في الصحافة إذ لا يتعيّن ذكر هذه التفاصيل الخاصة قبل أن تبدأ النيابة العامة على التحقيق واستخلاص إلى حكم في الموضوع. الخبر الذي نشر الأربعاء 9 مارس، اطلع القراء على ما أشيع بواسطة البلاك بيري من أخبار حول أسباب وفاة الطفلة تخلو من أي معلومات صحيحة وتقترب فعلاً إلى مستوى الشائعات. وهذا أخذ حصّته في التعليقات على الخبر. وأورد الخبر سبب الوفاة المستقى من مصدر رسمي وهو أن “التقرير الطبي أرجع سبب وفاة الطفلة، إلى توقف القلب والتنفس نتيجة إصابة “رضّية” في الرأس، صاحبها نزيف داخلي في المخ بسبب السقوط من علو. كما أكد التقرير عدم وجود أي شبهة جنائية وراء حادث وفاة الطفلة”. وكما يحصل في مجتمعاتنا العربية في حوادث مؤسفة شبيهة، أبعدها الله عن الجميع، جاءت التعليقات على الخبر، البعض يحاول معرفة اسم المركز التجاري المقصود في الحادثة، والبعض يبحث في المسؤولية وعلى من تقع ومن يجب أن يُعاقب... وقد أبدى البعض استياءه من هذا البحث، ولكن نشرت هذه التعليقات كما هي لأنها من مجتمعاتنا وتعبّر عنّا بكل ما فيها، لذا جاء أبرزها بتعاطف مع الأهل المفجوعين بما حصل ومنهم طلب ذكر اسم الفتاة للاتصال بعائلتها وتقديم التعزية والوقوف معها في مصابهم الأليم، والغالبية وكل من علّق ترحّم لله على روح الفتاة الصغيرة وهي في عمر الورد. مع هذا الخبر، تضمّ “الاتحاد” صوتها لكل من أبدوا رأيهم وعبروا عمّا في دواخلهم ونقول “إنا لله وإنا إليه راجعون. الله يرحمها ويغمد روحها الجنة ويصبّر أهلها”. الخبر يهمّ الجميع لأن الأطفال حولنا وهم من سنّة الحياة... نخاف عليهم من الأذى ونحميهم بقلوبنا وعيوننا، ولكن القدر المكتوب لكل منّا لا يسع المرء الهروب منه... وفي هذا المجال، يصعب اللوم ويعجز حتى القانون أحياناً عن تحديد المسؤولية. فأحياناً يعرف الصغار كيف تنزلق أيديهم الصغيرة من أيادي أهلهم ويركضون بسرعة، فلا تعد تقدر على اللحاق بهم. المسألة التي برزت في الخبر هو كيف يتحوّل من حدث مفجع واضح في عرضه، إلى شائعة لا علاقة لها بالصحة، صدف أنه تمّ تناقلها بواسطة البلاك بيري بدل الألسن. وللأسف، نعلم جميعاً بالشائعة كفن يروّج لخبر غير صحيح وينشره، وهذا ما جرى مع الحادثة المفجعة، إذ تحوّل حادث الوقوع من موقف أحد المراكز التجارية إلى قصة مختلفة ومكتملة العناصر مع وصف للأمكنة، وعلى الرغم من أن الزميل ضياء أخذ من مصدره توضيحاً شافياً، إنما كما ذكرنا فإن تكذيب الشائعة صعب جداً، فالناس تذكرها ولا تعد تتذكر التصحيح بعد انتشارها. واللوم، لا يقع على البلاك بيري كوسيلة، فالشائعة مصدرها الإنسان أكان يملك وسيلة اتصال ونشر حديثة أم لا. وقد كتب عبد الله، وهو واحد من المعلقين “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله يرحمها ويصبّر أهلها، وإن شاء الله عصفورة في جنّة الخلد”، ويتابع “والله يسامح الناس الفاضية بصراحة، من لا شاغل له سوى نشر الشائعات بواسطة البلاك بيري، لم يدعوا أحدا بحاله، وأحببت أن أقول لأهل الفتاة، عظّم الله أجركم”. فعلّ هذه الرسالة تجعلنا نتّعظ، ولا نسارع إلى رمي أخبار لسنا متأكدين منها عوض الوقوف مع الأهل المفجوعين الذين كانت ابنتهم الفداء لأطفالنا، نتعلّم من حادثتها التنبّه أكثر لكل التفاصيل من مسؤولين وأهل ومجتمع. وأختم بعناوين التعليقات، “الله يرحمها ويصبّر أهلها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©