«شخصيات الحيوانات» أساس ثقافة الأطفال

الشارقة (الاتحاد) اتفقت مجموعة من أدباء وكتاب الطفل على أن شخصيات الحيوانات تشكل العمود الرئيس لقصص أدب وثقافة الطفل حول العالم، وهي الأكثر تأثيراً في نفوس الأطفال، على اعتبار أنها لا تنتمي إلى بلد محدد، ولا تحمل فكراً معيناً، أو جنسية أو عرقاً أو لوناً، وإنما هي مخلوقات تعيش في كل دول العالم، ولها حضور واسع في البيئة والتراث ونمط الحياة اليومية. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها مهرجان الشارقة القرائي للطفل ضمن فعالياته الثقافية في قاعة ملتقى الأدب، وشاركت فيها الدكتورة إيمان بقاعي، والكاتبة الأميركية كاثرين رانديل، والكاتبة البريطانية روزي وليسلي، وأدارها الفنان محمد غباشي، بحضور مجموعة من كتاب ورسامي أدب الأطفال، والإعلاميين، والعديد من رواد وضيوف المهرجان. واستهلت الكاتبة البريطانية روزي وليسلي حديثها عن كيفية اختيارها لشخوص قصصها الموجهة للطفل، أنها إضافة إلى الحيوانات، ترى في تجربتها الشخصية عملية مهمة في إثراء محتوى قصصها، وذلك من خلال المتابعة اليومية الدقيقة لحركة أطفالها، ثم القيام برسمها، وقراءة انفعالاتهم، وربط كل ذلك ببناء قصصها لتكون قريبة من اهتمامات الأطفال جميعهم، على اعتبار أن تلك المواقف تجمع أطفال العالم ولا تقتصر على طفل دون غيره. وقالت كاثرين رانديل: «إذا أردنا حكاية ناجحة موجهة إلى الطفل فعلينا أن ننقله إلى عالم المغامرات، لأن عالمه الحقيقي بسيط وهادئ، ولن يجد المتعة فيه، بينما يستطيع أن يسبح بخياله الواسع في عالم المغامرات التي تناسب سنه، وتنسجم مع كونه لا يملك سلطة معينة، أو رأياً، ويحتاج بشكل مستمر إلى كسر الواقع من حوله، وإكسابه أموراً أكثر جرأة لمواجهة مختلف مواقف الحياة». ثقافة القراءة واستعرض مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تختتم فعالياته اليوم في مركز إكسبو الشارقة، الدور الذي تلعبه مكتبات الطفل العامة في تعزيز ثقافة القراءة لدى الصغار. جاء ذلك خلال الجلسة التفاعلية التي احتضنها أمس الأول المقهى الثقافي. وشارك في الجلسة التي حملت عنوان «مكتبات الأطفال في العصر الحديث» المسرحي والناقد الأردني محمد بسام ملص، وأدارها الإعلامي محمد عبد السميع، وأكد ملص أن مكتبات الأطفال المعاصرة تمازج ما بين الكتاب ومجموعة من الأنشطة التفاعلية الأخرى التي تساهم في تشجيع الأطفال على الإقبال على القراءة، إذ لم تعد المكتبة بمفهومها المعاصر عبارة عن أرفف تضم مئات المؤلفات فحسب. نصائح وبأسلوب مسرحي شائق تفاعل معه الكبار قبل الصغار، قدم محمد بسام ملص مجموعة من النصائح والأساليب التي يمكن استخدامها لتشجيع الأطفال على ارتياد المكتبات، وسلط الضوء على دور أمينة مكتبة الطفل التي يجب أن تكون في الأساس على دراية كافية بأدب الطفل.وعلى مدار نصف ساعة متواصلة من المتعة والفرح، تابع زوار مهرجان الشارقة القرائي للطفل مشاهدة عرض «البهلوان المرح» الذي تجول بين ردهات المعرض على أنغام موسيقية تناسقت مع الحركات الفنية. وقدم الثنائي أولينا بيامباسورين، وسفيتلانا كولودي، سلسلة من العروض البهلوانية المثيرة والمتنوعة باستخدام الدراجة الهوائية الأحادية العجلة، مع أداء حركات غاية في الدقة بمهارة واحترافية عالية، أثارت دهشة وإعجاب الجمهور.