الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركتا «الدار» و«صروح» العقاريتان تدرسان الاندماج

شركتا «الدار» و«صروح» العقاريتان تدرسان الاندماج
12 مارس 2012
بدأت شركتا “الدار العقارية” و”صروح” محادثات بشأن النظر في إمكانية اندماجهما في شركة عقارية عملاقة، وذلك “بمباركة من حكومة أبوظبي”. وقالت الشركتان في إفصاح مشترك على الموقع الإلكتروني لسوق أبوظبي للأوراق المالية أمس إنه” تقرر تشكيل فريق عمل لدراسة الاندماج بين الشركتين، من جميع الجوانب القانونية والتجارية، لكي يقوم برفع توصياته للإدارة العليا لكلا الشركتين، وذلك خلال فترة الأشهر الثلاثة القادمة، وبالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية بهذا الأمر”. وأوضح البيان أن الأمر سيخضع للدراسة والمراجعة والتحليل والتقييم من قبل الشركتين ومستشاريهما، بحيث يتم إعطاء التوصية لمجلس الإدارة في الشركتين، باعتماد موضوع الاندماج من عدمه وتحديد طريقة الاندماج في حال تقرر ذلك. وقال أبوبكر الخوري العضو المنتدب لشركة صروح العقارية للصحفيين، خلال اجتماع الجمعية العمومية للشركة أمس، إنه سيتم تشكيل اللجان الخاصة بدراسة موضوع الاندماج بين الشركتين في أقرب وقت، ليتم بناء على ذلك تحديد إمكانية الاندماج. وأوضح الخوري أن الاندماج يجب أن يكون في صالح الطرفين بما يعود بالنفع على السوق العقارية بالدولة وعلى الاقتصاد الإماراتي بشكل عام. وأكد الخوري أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة أبوظبي بتنفيذ عدد من المشاريع في مجالات البنية التحتية سيكون لها دور فعال في انتعاش القطاع العقاري بالعاصمة. من جانبه، قال محمد المبارك نائب الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية لـ “الاتحاد” إن موضوع الدمج لا يزال قيد الدراسة، حيث لم يتم اتخاذ قرار بشأنه حتى الآن من مجلس الإدارة. وأوضح المبارك أن الدراسة التي سيتم إجراؤها هي التي ستحدد إمكانية الإندماج، حيث لم يتم اتخاذ القرار، إلا بعد التأكد من فوائده على الشركة والمساهمين. وشهد سهما الشركتين في سوق أبوظبي للأوراق المالية في تعاملات الأمس، ارتفاعات قياسية بلغت 7,9% لكل سهم، وأغلقا عند ذات السعر 1,24 درهم، ويقدر رأسمال شركة الدار التي تأسست عام 2005 نحو 4,08 مليار درهم، وتمتلك شركة مبادلة 49% من أسهمها، وتحولت الشركة العام الماضي إلى الربحية بقيمة 642,5 مليون درهم، من الخسارة في العام 2010 بقيمة 12,65 مليار درهم. ويبلغ رأسمال شركة صروح 2,6 مليار درهم، وحققت الشركة أرباحا صافية العام الماضي بقيمة 383,3 مليون درهم، مقارنة مع 16,1 مليون درهم العام 2010. واعتبر المحلل المالي وضاح الطه الاندماج المرتقب بين الشركتين إيجابياً للقطاع العقاري، حيث يتوقع ان يسفر عن كيان عقاري ضخم يرتقى إلى طموحات رؤية حكومة أبوظبي 2030. وقال الطه إن الاندماج المرتقب بين شركتين من أكبر الشركات العقارية في أبوظبي، يأتي بعد بوادر تعافي للقطاع العقاري في الإمارة، وستكون أمامه فرص استثمارية واعدة، من خلال انفراده بالاستحواذ على المشاريع التنموية التي يتوقع أن تعلنها حكومة أبوظبي خلال الفترة المقبلة، ضمن رؤيتها 2030. وأضاف أن الكيان العقاري الجديد يتوقع في حال إتمامه، بعد دراسة متأنية أن يشكل أحد الأذرع لبناء بنية تحتية نوعية لإمارة أبوظبي، كما يتوقع أن يفتح الباب أمام تغير استراتيجي في خريطة القطاع العقاري ليس في أبوظبي فقط بل في دولة الإمارات ككل. وبين أن نموذج عمل شركة الدار لم يكن على مستوى الطموحات التي رسمتها حكومة أبوظبي خلال السنوات الماضية، خصوصا مع تزايد الأعباء المالية للشركة، والتي استدعت تدخل الحكومة من خلال حزمة من إجراءات الدعم المالي، ولهذا السبب يجب تحديد الأهداف الجديدة للكيان العقاري الجديد وان تكون عملية التقييم للشركتين موضوعية، خصوصا فيما يتعلق بمعامل التحويل للسهمين. وقام مجلس إدارة شركة الدار، بحسب تقريره عند إعلان النتائج المالية للعام 2011، بمراجعة شاملة لنموذج العمل الخاص بالشركة، نتجت عنها صفقتان كبيرتان مع حكومة أبوظبي وشركة مبادلة مجموعهما 36,2 مليار درهم، الصفقة الأولى تمت في يناير 2011 بقيمة 19,4 مليار درهم، والثانية في ديسمبر الماضي بقيمة 9,2 مليار درهم. وأضاف الطه، أن إعلان حكومة أبوظبي عن استئناف الأعمال في المشاريع المؤجلة، بهدف خلق بنية تحتية نوعية، يستدعي شركات ذات قدرة مالية عالية، تتناسب مع المشاريع المخطط التنفيذية، والمؤكد أن الدمج المرتقب بين كبرى الشركات العقارية في الإمارة يصب في هذا الاتجاه. وقال هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة إن اندماج كل من شركتي الدار وصروح خطوة إيجابية لقطاع العقار الذي بدأ بالفعل مرحلة التعافي، واختيار توقيت الدمج في هذا التوقيت أفضل بكثير، مما لو تم الدمج خلال سنوات التراجع القوي للقطاع. وأضاف أن خلق كيان عقاري ضخم أفضل من وجود مطورين عقاريين متنافسين في ذات الإمارة، يتنافسان على ذات المشاريع المطروحة، متوقعا أن يتفاعل سهما الدار وصروح إيجابا مع القرار خلال تعاملات سوق أبوظبي للأوراق المالية اليوم حيث ينطوي قرار الدمج على فوائد لمساهمي الشركتين. وقال المحلل المالي وليد الخطيب المدير المالي الأول في شركة ضمان للاستثمار” ربما تكون شركة الدار الأكثر استفادة من الدمج المرتقب، باعتبارها الأكثر مديونية من شركة صروح، إلا أن خلق كيان عقاري كبير وضخم في إمارة أبوظبي على المدى الطويل سيكون أفضل للقطاع العقاري في مواجهة التحديات المقبلة”. وأضاف أن مباركة حكومة أبوظبي لدمج الشركتين، يعكس توجها حكوميا جيدا لحماية الشركات من أي مشاكل مالية قد تواجهها، علاوة على إيجاد كيان عقاري كبير يمتلك الملاءة المالية الكافية للمشاريع التنموية الكبيرة التي ستعلن عنها الحكومة خلال المرحلة المقبلة. وبين أن التوقعات تشير إلى أن إمارة أبوظبي ستشهد إطلاق مشاريع ضخمة خلال الفترة المقبلة، ضمن رؤيتها 2030، وستحتاج هذه المشاريع إلى شركات تطوير عقارية قوية، ولهذا السبب يتوقع أن تكون دراسة دمج شركتي الدار وصروح لتشكيل كيان عقاري أكبر يصب في هذا الاتجاه. واتفق مع الآراء السابقة في توقعاته بأن يتفاعل سهما الشركتين خلال تعاملات سوق أبوظبي اليوم إيجابا مع قرار الدمج، على اعتبار أن سيؤدي في النهاية إلى شركة ضخمة. وأوضح الخطيب أن الكيان العقاري المرتقب وفي حال إتمامه سيعود بالفائدة الكبيرة على المساهمين، نظرا للمشاريع الضخمة التي يتوقع ان يحصل عليها من حكومة أبوظبي. ومن جانبه، قال زياد الدباس المحلل المالي إن حكومة أبوظبي تهدف من وراء الاندماج إلى خلق كيان عقاري قوي يمكن أن يكون له دور فعال خلال الفترة المقبلة بما يتماشى مع استراتيجية أبوظبي 2030. وأكد الدباس أن وجود شركة عقارية قوية يعزز من أداء القطاع العقاري، لأنه يسهم في توحيد الجهود والكفاءات ويسهم في تخفيض التكاليف وإعادة جدولة الديون. ونوه إلى عدم وجود مخاوف تتعلق بحقوق المساهمين، موضحاً أن حكومة أبوظبي تضع مصالح المساهمين على رأس أولوياتها. وشدد على ضرورة الاستعانة بشركات تقييم على مستوى عال من الجودة لضمان التقييم الجيد للأصول في ظل اختلاف ظروف الشركتين من حيث مستويات المديونية. وبحسب شركة الدار، فإن قائمة المشاريع العقارية الحالية التي تتملكها حالياً تشمل مشروع جزيرة ياس ومشروع تطوير شاطئ الراحة، ومشروع السوق المركزي، ومشروع الفلاح السكني، وموتر ورلد، وجزيرة ناريل، ومنتجع القرم، ونور العين في مدينة العين، كما تمتلك الشركة مساحات شاسعة من الأراضي في مواقع استراتيجية في أبوظبي. وتقوم شركة صروح بتطوير ثلاثة مشاريع استثمارية في أبوظبي هي مشروع جزيرة اللولو في أبوظبي، ومشروع شمس أبوظبي على جزيرة الريم، فضلاً عن مشروع الغدير الواقع ضمن منطقة سيح السديرة. ثاني أكبر عملية اندماج في الإمارات أبوظبي(الاتحاد)- من المتوقع أن يكون اندماج شركتي الدار وصروح في حال إقراره ثاني أكبر عملية اندماج ناجح في أسواق الإمارات، بعد اندماج بنكي الإمارات الوطني والإمارات دبي الوطني الذي بدأ عام 2007. وأعلن في مارس من العام 2007 عن اندماج أكبر بنكين في إمارة دبي بين بنك الإمارات الوطني وبنك دبي الوطني من خلال شركة تملكت البنكين، وتم دمج البنكين في اسم واحد يحمل اسم بنك الإمارات دبي الوطني، أصبح بعد إتمام عملية الدمج أكبر بنك في المنطقة العربية من حيث الموجودات التي تبلغ قيمتها 284,6 مليار درهم، ورأسمال قيمته 5,55 مليار درهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©