الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوالة جامعة الإمارات.. تجربة ثرية للشباب في مدرسة الحياة

جوالة جامعة الإمارات.. تجربة ثرية للشباب في مدرسة الحياة
15 مارس 2011 19:49
تلعب حركة الجوالة في الجامعات دوراً مهماً في تنمية الشباب المتطوعين المنتمين إليها خصوصاً أنه يتم انتقاؤهم من خيرة الشباب وأكثرهم وعياً وجدية فيسهموا بشكل إيجابي وفاعل ومؤثر في تنمية مجتمعاتهم عبر الأنشطة والفعاليات التي يقومون بها بصورة مستمرة داخل الدولة وخارجها، وليس أدل على صفاتهم من العبارة المختصرة التي وصفها بهم مؤسس حركتهم ألا وهي «يجب أن يكونوا رجالاً من خير الرجال، ومواطنين أكثر نفعاً من سواهم، وينبغي أن يدركوا أن الآخرين من حولهم يوجهون أنظارهم إليهم.. لذلك يجب أن يكون الجوالون نموذجاً للقدوة الحسنة والمثل الصالح» على مدار سنوات عدة قام جوالة جامعة الإمارات بنشاطات مجتمعية تطوعية رائدة انعكست آثارها على شخصياتهم ومحيطهم كان آخرها مخيم راشد الكشفي في منطقة العوير. يقول الأستاذ طارق فايد مسؤول المنظمات الطلابية والريادة في الجامعة: «الجوالة هي المرحلة المتقدمة من مراحل الحركة الكشفية وختام تدريباتها، والجوالون هم أعضاء الحركة الكشفية في المرحلة العمرية من 18 إلى 23 عاماً (مرحلة الدراسة الجامعية). وتتميز الجوالة عن غيرها من الأنشطة بأنها توفر لأعضائها العديد من الفرص لتنمية شخصيتهم ومهاراتهم وخدمة مجتمعهم وتلبية رغباتهم في ممارسة مختلف أنواع الأنشطة الأخرى في إطار من القيم والمثل والتقاليد، وتعتمد الحركة الكشفية على ثلاثة مبادئ رئيسة تمثل قوانينها ومعتقداتها الأساسية، وهى: أداء الواجب نحو الله تعالى (الإيمان بالخالق والتمسك بالمبادئ الدينية)، أداء الواجب نحو الآخرين (الولاء للمجتمع من الأسرة والوطن ثم العالم أجمع) وأداء الواجب نحو الذات (الإخلاص للنفس بتهذيبها وتنميتها)». مخيم في العوير يختلف عدد الجوالة بين سنة وأخرى، فمنهم من يتخرج أو ينسحب وينضم عناصر جوالة أخرى جديدة، ويتم تقسيمهم للقيام بأنشطة مختلفة، حيث تم اختيار 24 طالباً منهم ليقوموا بمخيم راشد الكشفي في العوير والذي اختتم فعاليات أيامه الثلاث مؤخراً، واشتمل على تعليمهم مهارات عدة وساهمت في تعايشهم مع الطبيعة خصوصاً بوجود أعضاء جوالة جدد يتدربون ويعيشون هذه الأجواء الكشفية للمرة الأولى اطلعوا خلالها على مراسم وتقاليد الحركة الكشفية الخاصة، حيث أسهم هذا المخيم، بحسب فايد أيضاً في تعويدهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية ونمى لديهم الروح الوطنية والعمل الجماعي وغيرها. وقد تحدث مجموعة من الطلبة الجوالين عن تعلقهم بفريق الجوالة بعد أن شاركوا في مختلف فعالياته وما أضافه لهم هذا المعسكر ومنهم الطالب حسن المرزوقي الذي لم تمنعه دراسته للهندسة الكهربائية من الالتحاق بالجوالة، معللاً أنه نشاط تطوعي وغير إجباري وأغلب فعاليات الجوالة تقام خلال عطل نهاية الأسبوع أو الإجازة الصيفية، وذلك إذا كان النشاط المقام خارج أسوار الجامعة مثل هذا المخيم أما إذا كان داخل الجامعة فهو في الفترة المسائية التي يفرغ فيها الطلبة من المحاضرات يقول المرزوقي: «لقد تعلمت من الجوالة كيف أنظم وقتي وأتفاعل مع الجماعة وأتواصل مع الناس وأمتلك مهارات الإقناع والاعتماد على النفس، وكيف يمكن الاستفادة من مواد بسيطة في البيئة لصنع أشياء نستفيد منها في الحياة فقد تم إعطاؤنا في المعسكر عصي وحبال وطلبوا منا أن نصنع منها أشياء عدة نستفيد منها فمجموعة منا صنعت منها سارية للعلم وأخرى صنعت خزانة وثالثة طاولة لنضع عليها أحذيتنا ورابعة صنعت علاقة لحقائبنا وهكذا، كما غرس فينا المعسكر وغيره من أنشطة الجوالة المحافظة على الصلوات، فإذا أذن الأذان ونحن نعمل نترك ما بأيدينا ونسارع لنتوضأ ونصلي جماعة وفي الصباح الباكر بعد أن نصلي الفجر نمارس رياضة الصباح، بالإضافة إلى رياضات أخرى نمارسها في وقت آخر أثناء وجودنا في المعسكر مثل رياضة كرة القدم والفروسية فقد خيمنا في مكان مجهز بذلك كله». روح الابتكار ويضيف المرزوقي: «تلقينا في المخيم محاضرات وحلقات نقاشية عن طبيعة عمل الجوالة ودورهم في المجتمع وتعلمنا مهارات ربط الحبل بربطات عدة وعقد مختلفة وأخرى عن أنواع النيران والبلطة واستعمالاتها وتقدير المسافات والارتفاعات وتحديد الاتجاهات وغيرها الكثير مما أمتعنا وأفادنا وخلق روح الابتكار والمنافسة بيننا». يضحك المرزوقي عندما ذكر أنه أثناء المخيم الأخير صنع للجوالة «اللقيمات»، مؤكداً أنه يتم توزيع مهام إعداد الأكل بينهم مما أشعرهم بتعب من يعده ويقدمه إليهم في منازلهم!! الطالب خالد الحفيتي يدرس تقنية المعلومات، وهو أحد الطلبة الخريجين المشاركين في الجوالة، وكان يحمل رتبة رائد أولو، حيث يتم منحهم رتب يترأس من خلالها بعض الجوالة المجموعات، وقد ترك ذلك واكتفى بأن يكون عضواً في مجلس قيادة عشيرة الجوالة لانشغاله بدراسته وتخرجه فالجوالة لديهم يطلق عليها عشيرة والمجموعات المندرجة تحتها يطلق على كل منها رهط بحسب الحفيتي، حيث كان من أحد وأبرز جوالي الجامعة، حيث تم اختياره ومجموعة متميزة من جوالة الجامعة للسفر خارج الدولة لحضور مؤتمرات خاصة بالجوالة يذكر منها: «سافرت إلى معسكر الكشافة المسلم في ماليزيا والمؤتمر الكشفي العربي في السودان واللقاء العربي الثامن عشر للجوالة العرب في صلالة بسلطنة عُمان ومخيمات عدة في السعودية والكويت، أما داخل الدولة فقد شاركت بمعسكرات عدة منها المخيم التدريبي في دبي العوير ومخيم المغامرون الشباب في دبا الفجيرة ثلاث مرات، ومخيم توطين لإعداد القادة ومخيم الشارقة العالمي لمرتين متتاليتين وهذا المخيم شاركت فيه 100 دولة مما وفر لي فرص كبيرة لتبادل الثقافات والخبرات والتعرف إلى صداقات نافعة فجميع الجوالة مثقفون متعلمون متميزون وجاءوا ليعكسوا صورة مشرقة عن بلدانهم ونحن كذلك كما تحاورنا واطلعنا على عادات بعضنا وتقاليدنا وطريقة لباسنا مما زاد من مستوى الاحتكاك الحضاري الثقافي بيننا. كما نمت الجوالة بمختلف أنشطتها شخصيتي وزادت من ثقتي بنفسي فصرت أكثر وعيا وجرأة وحباً وانتماءً لوطني، كما حظيت من خلال اللقاءات الخارجية بمقابلة رؤساء وشخصيات قيادية مما أشعرني أنني مميز عمن حولي ومن هذه الشخصيات ملك السويد وحاكم السودان عمر البشير ورئيس الوزراء الماليزي ومن داخل الدولة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي «السبب الرئيسي الذي دفع الطالب أحمد الرفاعي الذي يدرس العلوم السياسية إلى الانضمام إلى الجوالة تأثره بكلام صديقه خالد عن متعة وجمال الأنشطة التي يقوم بها الجوالة وبالذات السفر والتخييم في البر»، وهما أمران محببان جداً لدى أحمد مما جعله ينضم متحمساً إلى الجوالة، يقول أحمد: «لقد أحببت كثيراً المهارات الكشفية الجديدة التي زودنا بها هذا المخيم الذي قمنا فيه في العوير فمهارات ربط الحبل ليست بالمهارات السهلة فيوجد أكثر من طريقة ويجب تعلمها وحفظها مما يدفعنا إلى تطوير قدراتنا العقلية على التركيز واستذكار الخطوات وتطبيقها من جديد، كما نمّى فينا المخيم وغيره من الأنشطة روح الجماعة والعمل الجماعي واحترام الوقت وحسن تنظيمه، وتكوين صداقات جديدة داخل الدولة وخارجها مازلنا نتواصل على (الإيميل) و(الفيس بوك)». للسبب نفسه، انضم الطالب سعيد البيرق الذي يدرس حماية نظم المعلومات إلى الجوالة منذ عامين لأنه يحب السفر ومعسكرات الشباب يبين سعيد ماذا استفاد من الجوالة: «الجوالة علمتني كيف أكون قيادياً قوي الشخصية واثقاً بنفسي لا أهاب الحديث أو التعبير أو التواصل مع أي شخصية كانت فقد توليت تقديم المحاضرات لعشيرة الجوالة في بعض الأحيان أثناء التخييم وغيره وكذلك في الطابور الصباحي الذي نقوم فيه صباح أيام التخييم أيضاً، فكنت ألقي الكلمات مما كسر حاجز الخجل والتردد لدي، كما كنت عصبياً جداً قبل أن أنضم للجوالة والآن صرت أكثر صبراً ومرونة وأريحية وآخذ الأمور بعقلانية أكثر، واكتسبت مهارات التخطيط لأي عمل وذلك من خلال تدربنا على التخطيط للمعسكرات من حيث المكان والزمان والأدوات التي نريد أن نأخذها والبرنامج الذي سنخضع له». أهداف الجوالة يقول فايد: «هدف الجوالة هو تنمية الشباب ليصبحوا مواطنين سعداء أصحاء ونافعين، وعندئذ يصبح في وسعهم القيام بأعمال مفيدة ناجحة، ومرحلة الجوالة تعد فرصة للشاب ليجد هدفاً ومعنى لحياته تحت مظلة المبادئ والأخلاق الفاضلة خلال فترة مهمة من عمر الإنسان». لذا فإن الجوالة تمكن الطالب من الاعتماد على جهوده الذاتية في تربية نفسه وتطوير شخصيته من جوانبها المختلفة بصورة متوازنة شاملة ومتكاملة وتعمق مشاعر الانتماء للوطن والاعتزاز بقادته لدى الطلاب من أعضاء العشيرة وطلاب الجامعة الآخرين، وتحرص على تمسكهم بما أقرته الأديان من القيم الإنسانية والأخلاقية الفاضلة والسعي على أن تسود المحبة والتعاون أفراد المجتمع من أجل تماسكه وقوته وترسخ قيمة العلم في نفس الطالب منهجاً ومحتوى، فكراً وتطبيق. ويتابع فايد: تشجع الجوالة أيضاً على التعارف وتكوين الصداقات وتوطيد علاقات الأخوة بين طلاب الجامعة من الكليات والتخصصات كافة وبينهم وبين طلاب الجامعات الأخرى الخليجية والعربية والعالمية، إلى جانب تعويدهم على البذل والعطاء وغرس روح العمل التطوعي في نفوسهم، وتعميق الوعي البيئي لديهم، بحيث يرسخ في تفكيرهم ويتحول إلى عناصر سلوكية يقفون فيها موقفاً إيجابياً في تعاملهم مع بيئتهم، فيحسنون استغلال مواردها، ويحرصون على صيانة إمكاناتها، ويتجنبون كل إهدار أو استنزاف لثرواتها، ويشتركون بنصيب إيجابي في دراسة مشكلاتها ويقبلون عن وعى وبصيرة لرفع مستوى الحياة فيها». شروط الانضمام للجوالة يوضح فايد الشروط التي في ضوئها يتم اختيار الجوالة في الجامعة: «الجوالة مفتوحة أمام جميع الطلبة ممن تتوافر فيهم شروط معينة، وهي أن يكونوا من الطلاب المتميزين دراسياً بمعدل تراكمي مرتفع، ومتميزين أخلاقياً وسلوكياً، ولديهم استعداد للالتزام بقوانين الكشافة الأخلاقية والتمسك بالقيم العليا وببرامج وأنشطة العشيرة، بالإضافة إلى الرغبة والاستعداد للتطوع والخدمة المجتمعية».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©